يمتلك العرب فرصة تاريخية لإسقاط الكاميرونى عيسى حياتو من عرش الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "الكاف"، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1988، وذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية العادية رقم "39" بالعاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" المحدد لها غدًا الخميس، والتى ستكون شاهدة على انتخاب رئيس للاتحاد لمدة 4 سنوات قادمة.
ويتنافس الكاميرونى عيسى حياتو الذى يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقى منذ عام 1988 مع أحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم فى الانتخابات الرئاسية، وسط توقعات بأن تهب رياح التغيير على المنصب الأول بالاتحاد القارى فى ظل فضائح الفساد التى تطارد حياتو.
عيسى حياتو يخوض الاختبار الأصعب
مهمة عيسى حياتو فى الفوز برئاسة الاتحاد الأفريقى لكرة القدم لولاية ثامنة لن تكون سهلة كما حدث فى السنوات السابقة، نظرًا لحالة الاستياء والسخط التى تعم معظم الأوساط الكروية فى القارة السمراء من فساد الرجل الكاميرونى واقتران اسمه بالعديد من القضايا، التى تسببت فى هز عرش الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، كذلك القضايا المرفوعة ضده فى مصر والمتعلقة بحقوق البث التليفزيونى للبطولات الأفريقية، ومنها كأس أمم أفريقيا 2017 الأخيرة بالجابون.
ليس هذا فحسب، فالعجوز الكاميرونى لا يحظى بتأييد العديد من الدول الأفريقية التى باتت ترغب فى التغيير، وما يؤكد ذلك إعلان بأصوات اتحاد أفريقيا الجنوبية لكرة القدم "كوسافا"، والتى تضم 14 اتحادًا وهم جنوب أفريقيا وزامبيا وزيمبابوى وأنجولا وموزمبيق ومالاوى وليسوتو والسيشل وبوتسوانا ومدغشقر وسوازيلاند وناميبيا وموريشيوس وجزر القمر، مساندة أحمد أحمد فى انتخابات الكاف غدًا ضد عيسى حياتو.
رئيس فيفا يتمنى هزيمة العجوز الكاميرونى فى انتخابات الكاف
عيسى حياتو لا يحظى أيضًا بدعم جيانى إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، والذى يرغب فى التخلص من حياتو أحد رجال جوزيف بلاتر الرئيس السابق لـ"فيفا"، والانتقام من العجوز الكاميرونى الذى أعلن مساندته للبحرينى الشيخ سلمان بن ابراهيم رئيس الاتحاد الاسيوى فى الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولى التى أقيمت فى فبراير 2016.
العرب أمام فرصة ثمينة لإسقاط حياتو
وعلى العرب اغتنام تلك الفرصة والتوحد من أجل إسقاط عيسى حياتو، لاسيما وأن دول شمال أفريقيا عانت كثيرًا من ظلم رئيس "الكاف" على مدار السنوات الماضية مثل الجزائر التى تم حرمانها من تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017 قبل أن يتم إسنادها للجابون، بعدما ألمح محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى لكرة القدم إلى إمكانية منافسة عيسى حياتو على رئاسة "الكاف"، كذلك المغرب الذى تمت معاقبتها من جانب "الكاف" بالحرمان من المشاركة فى بطولة كأس الامم الأفريقية 2015، لمجرد أن طالبت بتأجيل إقامة المسابقة التى كان من المفترض أن تنظمها، بسبب تفشى فيروس "إيبولا" القاتل بالقارة السمراء فى ذلك الوقت.
الحرب على فساد حياتو
كذلك مصر التى أعلنت الحرب على فساد الكاف، عبر قرار النائب العام الذى قرر إحالة كلٍّ من عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، وهشام العِمرانى سكرتير الاتحاد، للمحاكمة الجنائية إثر طلب جهاز حماية المنافسة المصرى فى يناير الماضى تحريك الدعوى الجنائية ضدهما، وذلك لقيامهما بمخالفة قانون حماية المنافسة المصرى رقم 3 لسنة 2005، والمتمثلة فى استغلال الاتحاد ما يتمتع به من حصرية لحقوق الرعاية لبطولات القارة الأفريقية وحقوق البث، والقيام بمنحها مباشرة وبصفة باتت مستمرة لشركة وحيدة، وهى التى حصلت على هذا الحق وفقًا للعقد المنتهى فى سبتمبر 2016، وليتم التجديد لها مرة أخرى، حتى قبل انتهاء تاريخ العقد، ولفترة زمنية أخرى إلى 2028، بل مع إعطاء أولوية لذات الشركة فى التمتع بهذه الحقوق حتى عام 2036.