شهدت 4 مستشفيات بالمنوفية، وقائع سرقة "الأنسولين" من صيدليات العلاج على نفقة الدولة، بإجمالى 3800 حقنة خلال شهرين، الأمر الذى أدى إلى حالة من القلق بين المرضى، خشية أن يذهبوا يومًا إلى المستشفى لصرف العلاج فلا يجدوه.
البداية كانت مع مستشفى الباجور العام يوم 24 يناير الماضى، والتى تم اكتشاف سرقة 300 حقنة أنسولين من صيدلية العلاج على نفقة الدولة، وأتهم وقتها مدير التأمين الصحى 3 موظفين بسرقة هذه الحقن، وتم تحرير محضر بالواقعة وإحالتها للنيابة العامة للتحقيق، وتم توفير كميات إضافية لسد العجز، حتى لا يقع المرضى فى أزمة الحصول على الدواء.
لم يمر على الواقعة 4 أيام إلا ويتكرر السيناريو بنفس الطريقة، فى 29 يناير الماضى، ولكن هذه المرة بمستشفى بركة السبع المركزى، والتى تم السطو على 2000 حقنة أنسولين من صيدلية العلاج على نفقة الدولة، الأمر الذى كان سببا فى الإطاحة بالدكتور على الجويلى مدير المستشفى، وإسناد إدارة المستشفى إلى الدكتور عبد الناصر همام الجمل استشارى أمراض النساء والتوليد بالمستشفى، بالإضافة إلى فسخ التعاقد مع شركة الأمن القائمة بأعمال التأمين، وتم ضخ كميات إضافية تصل إلى 500 حقنة فى نفس اليوم لسد العجز بالمستشفى.
لم تهدأ الأمور كثيرا بالمستشفيات، إلا وعاد سيناريو السرقة للأنسولين ينغص حياة المرضى والمسئولين من جديد، ففى 6 مارس الجارى شهدت صيدلية العلاج على نفقة الدولة بمستشفى تلا المركزى سرقة 500 حقنة أنسولين بنفس الطريقة، ليتم فسخ التعاقد مع شركة الأمن التى تؤمن المستشفى أيضا، بالإضافة إلى ضخ كميات من الأنسولين لتعويض الفاقد، والتحقيق فى الأمر برمته، بعد تحرير المحاضر اللازمة، وتشكيل لجنة من التفتيش الصيدلى وتحقيقات النيابة العامة.
وتكرر سيناريو السرقة فى صيدلية العلاج على نفقة الدولة بمستشفى الشهداء المركزى، والتى شهدت سرقة 1000 حقنة ما بين أنسولين وأرنست وألبومين، بعد أن تم تحطيم الشباك الخاص بالصيدلية وسرقة المحتويات من الحقن، والتى وصلت إلى 370 حقنة أنسولين و60 حقنة ألبومين، و570 حقنة أرنست لمرضى الكلى، وتم تشكيل فريق تفتيش صيدلى للجرد، بالتزامن مع محضر الشرطة معاينة النيابة العامة، لينتهى الأمر إلى فسخ التعاقد مع شركة الأمن بالمستشفى، وضخ كميات جديدة من الأنسولين لسد العجز.
من جانبها أكدت الدكتورة هناء سرور وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، على أنه يتم اتخاذ العديد من الإجراءات بالعديد من صيدليات التأمين الصحى بالمستشفيات، من خلال التأمين الكامل للأبواب والنوافذ بالحديد، بالإضافة إلى التشديد على الأمن والقائمين على التأمين المكان، بأن يتم توخى الحظر حتى لا يتكرر سرقة مستشفيات أخرى بالمنوفية، ومن أجل التأمين لدواء المريض.
وفى السياق ذاته، أكد الدكتور عبد البارى العجيزى مدير إدارة المستشفيات بمديرية الصحة بالمنوفية، لـ"انفراد"، أنه جارى العمل على تدعيم الصيدليات المختلفة بالمحافظة بكاميرات مراقبة للتأمين الكامل لها، ولرصد أى محاولات للسرقة، حتى يتم التأمين لعلاج المريض الكامل، بالإضافة إلى العديد من القرارات الجارى دراستها من خلال لجان التفتيش الصيدلى، ولجان التأمين بالمديرية لرفع درجات الأمان، والتعاقد مع شركات أمن متمرسة فى مجال التأمين، لتحقيق أعلى معدلات التأمين لدواء المريض.
فيما طالب عشرات المرضى بضرورة تأمين علاجهم، حتى لا يتعرضوا فى أحد الأوقات إلى الأزمات، الأمر الذى يضيع حقهم فى الحصول على العلاج، ويعرض حياتهم للخطر يوميا، وخاصة مع تكرار سرقات الصيدليات التى تحوى العلاج الذى يمثل حياتهم.