سادت حالة من الصراع داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية عكستها جميع الصحف العبرية الصادرة اليوم الخميس، بسبب فتاوى الحاخامات اليهود ضد تجنيد النساء بالجيش الإسرائيلى والتى اعتبرتها الميديا الإسرائيلية إنها بمثابة قنبلة ألقيت فى فى وجه الجميع.
وقالت صحيفة "يسرائيل هايوم" إنه بعد قيام الحاخام يجئال ليفنشتاين بالقاء "الفتوى القنبلة" ضد تجنيد النساء فى الجيش الإسرائيلى، خرج الجهاز السياسى كله للحرب، وكان وزير الدفاع أفيجادور ليبرمان، أول من سحب المدافع الثقيلة عندما أعلن، أمس الأربعاء، بأنه سيعمل على وقف الترتيب المعمول به بين الجيش والكلية العسكرية فى مستوطنة "عيلى"، والغاء الاعتراف بها ككلية عسكرية إذا لم يقدم ليفنشتاين استقالته من إدارتها، وذلك فى أعقاب تصريحاته المناهضة ضد النساء اللواتى يخدمن فى الجيش واللواتى قال عنهن أنهن "يدخلن الجيش يهوديات ويخرجن منه غير يهوديات".
ورد وزير التعليم الإسرائيلى نفتالى بينت، زعيم حزب "البيت اليهودى" المتشدد، على خطوة ليبرمان بغضب شديد قائلا: "ليبرمان، لا تحقق مكاسب سياسية على ظهور جنود الجيش، كلية عيلى لن تغلق، هذه مجرد زقزقة".
وردا على ذلك كتب ليبرمان على حسابه فى موقع "تويتر": "إن بينت يدافع عمن يحاول تحويل إسرائيل إلى إيران، نحن لن نسمح بذلك، فى إسرائيل النساء متساويات كالرجال، والخدمة العسكرية للجميع".
فرد بينيت مرة أخرى على ليبرمان قائلا: "آخر ما يهم ليبرمان هن المجندات فى الجيش، لم أسمع ليبرمان يطالب بإغلاق جامعة لأن المحاضرين فيها يعبرون عن آرائهم بشكل يثير الاشمئزاز، هذه مجرد زقزقة كتهديده بقصف سد أسوان، ودعم ضم الضفة الغربية ومعارضة ضمها بعد ذلك، ومع الجندى التهم بقتل فلسطينى اليؤور ازاريا، ثم الوقوف ضده، وإلغاء المواطنة لعرب إسرائيل، وعقوبة الاعدام لعناصر المقاومة وتصفية هنية خلال 48 ساعة من تسلمه لمنصب وزير الدفاع".
وأضاف الوزير اليمينى المتشدد: "أنا أرفض بشكل مطلق التصريحات التعيسة والمستهترة التى قالها الحاخام ليفنشتاين ضد النساء اللواتى تخدمن فى الجيش، لقد التقيت بزوجتى عندما كانت جندية، والوزيرة أييلت شكيد خدمت فى لواء جولانى، وكذلك النائبة شولى معيلم، وأنا اقدر جنديات الجيش الإسرائيلى وإسهامهن لأمن إسرائيل".
فيما توجه وزير الزراعة الإسرائيلى أورى أريئيل، إلى ليبرمان بلهجة أشد، قائلا: "مطالبتك للحاخام ليفنشتاين بالاستقالة تعتبر تجاوزا لخط أحمر أخلاقى وديموقراطى تراجع عن ذلك، فمنصبك هو وزير للدفاع وليس مفتشا للأمن"، مضيفا: "لن أوافق على فرض الرعب من قبل جهات سلطوية على المدنيين أو الكليات العسكرية فقط بسبب التعبير عن الرأى".
بينما قالت نائبة وزير الخارجية تسيبى حوطوبيلى من حزب "اليكود": "إن الحديث عن اغلاق الكلية لا يرتبط بالواقع، الانتقاد لتصريحات الحاخام ليفنشتاين شرعى، لكن ما قاله يأتى ضمن حرية التعبير".
فى المقابل، قالت النائبة راحيل عزاريا من حزب "كولانا": "إن خطوة ليبرمان جيدة، فنسبة تجند النساء بشكل عام، والنساء المتدينات بشكل خاص، ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، النساء المتدينات تردن المساهمة فى جهود الجيش عن الشعب والدولة".
كما دعم النائب بالكنيست عامير بيرتس، ليبرمان، قائلا: "بعد الكشف عن تصريحات خطيرة ومشابهة للحاخام ليفنشتاين فى الماضى ضد المثليين وخدمة النساء فى الجيش، من الواضح أن المقصود ليس زلة لسان، وإنما هذه هى طريقه".
وكان ليبرمان قد وجه رسالة إلى الحاخام ليفنشتاين، طالبه فيها بالاستقالة من منصبه، وهدد بأنه إذا لم يفعل ذلك فانه سيعمل على وقف الترتيب المعمول به بين الجيش والكلية العسكرية فى عيلى، وإلغاء الاعتراف بها ككلية عسكرية، بسبب "الطابع المتكرر للتصريحات التى يقف من خلفها".
واعتبر ليبرمان تكرار تصريحات ليفنشتاين ضد بعض الفئات التى تخدم فى الجيش، كالنساء والمثليين، بمثابة محاولة متعمدة للتحريض أو فقدان الوعى، وطالبه بالاعتذار للعائلات الثكلى التى فقدت بناتها فى حروب إسرائيل، عن أقواله وبشكل خاص عن استهتاره بهن والتشكيك بيهوديتهن.
وفى السياق نفسه، ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن مجموعة من حاخامات التيار المركزى فى الصهيونية الدينية، انضموا أمس الأربعاء، إلى انتقادات حاخامات اليهود المتزمتين للجيش الإسرائيلى، ودعوا شباب وشابات المتدينين إلى الامتناع عن الانضمام للوحدات القتالية المختلطة فى الجيش، كوحدة "كيركل" التى تعمل على الحدود مع مصر.
ووقع الحاخامات على رسالة بهذا الشأن، جاءت على خلفية أمر الخدمة المشتركة فى الجيش والذى يحدد بأنه سيتم توسيع دمج النساء فى الوحدات المقاتلة، ومن بين ذلك فى سلاح المدرعات.
وخلافا لحاخامات جناح المتدينين المتزمتين، يمتنع حاخامات الصهيونية الدينية عن مهاجمة الجيش ويكتفون بدعوة طلابهم لعدم الانضمام للوحدات المختلطة.