بعد 6 أشهر من عثور عدد من أهالى شارع بخيت حماد بكفر عبد العزيز بمدينة الزقازيق بالشرقية، على جثتى الطفلين "بلال" 4 سنوات ونجل ابنة عمته "مروان" 4 سنوات متوفين وبيهما أثار تعذيب، لم تظهر التحقيقات جديدا فى القضية، مما دفع أهالى الطفلين إلى تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام ديوان عام مديرية الأمن، للمطالبة بكشف غموض وفاة الطفلين، إلا أن الطب الشرعى هو الذى أنصف الطفلين بعد أن أفاد التقرير الصادر من مشرحة الطب الشرعى وفاة الطفلين نتيجة اسفكسيا الخنق، وهذا يتنافى تماما مع ما أكدته المباحث الجنائية، من أن الوفاة طبيعية وأن سببها هو تناول الطفلين مادة ملوثة بيها مبيد حشرى من الزبالة.
ويقول "حسام طلبة" 23 سنة شقيق الطفل "بلال"، إن أسرته طرقت كل أبواب الأجهزة الأمنية بالشرقية، لكى يعرفوا السبب وراء وفاة الطفلين، ولكن دون جدوى أو استجابة، الأمر الذى أدى إلى إصابة جدته ووالدته بحالة نفسية سيئة ودخلا على إثرها فى إضراب عن الطعام، خاصة بعد ظهور تقرير الطبى الشرعى الذى أكد أن وفاة الطفلين سببها اسفكسيا الخنق، ووجود أثار تعذيب بالجثتين، وأن الحادث مر عليها 6 أشهر ولم تظهر التحقيقات أى جديد.
فيما يقول "حسن طلبة" 47 سنة يعمل بكشك شاى بالمنطقة لكى ينفق على أبنائه الأربعة، والمقيم بمنزل بسيط، إن منذ وقوع الحادث فى شهر أغسطس الماضى، عندما كان يحتفل بزفاف نجله الأكبر "حسام" 23 سنة، بعدها بـ10 ساعات عثر على جثة نجله الأصغر "بلال" 4 سنوات ومعه الطفل "مروان" بأرض فضاء، ليتحول الفرح إلى مأتم فى أقل من 10 ساعات، تنطفئ الأنوار وترتدى النسوة بالمنزل والعروسة الملابس السوداء على الحادث البشع الذى عاشوه، وأنه ذهب أمس إلى النيابة العامة بالزقازيق، لاطلاع على الجديد فى القضية، فوجئ بوكيل النيابة العامة يخبره بحفظ التحقيقات لعدم حدوث أى جديد بالقضية، وذلك رغم ظهور تقرير الطب الشرعى منذ أسبوعين بوجود شبهة جنائية.
وتقول "فكرية سليم محمد" 75 سنة جدة الطفلين، بلال ابن نجلى "حسن" ومروان ابن بنت بنتى، وأبوه متوفى منذ 3 سنوات وأمه رفضت الزواج، وتعيش معانا بالمنزل تبيع بعض الحلوى للأطفال لكى تنفق على مروان وحيدها، ويوم الخميس الموافق 8 أغسطس الماضى، كان فرح "حسام" نجل "حسن" ابنى، صباح يوم الجمعة، صحى بلال من النوم مبكرا وصحى مروان وطلبا منى فلوس أعطيت كل منهما جنيه وخرجا لشراء الحلوى من عند بقالة بالشارع، وبعدها بفترة لم يعودا، فصرخت فصحى جميع من بالمنزل وخرجا للبحث عليهما حتى عثر عليهما مقتولين بأرض فضاء تبعد أمتار عن منزلنا.
فيما تقول "حنان محمد عبد العزيز" 30 سنة والدة الطفل مروان، إن زوجها متوفى فى حادث منذ 3 سنوات وليس لديها أبناء سوء "مروان" ورفضت الزواج بعد وفاة زوجها، لكى تربى ابنها الوحيد وتقيم بمنزل خالها "حسن" والد بلال، ويوم الجمعة خرج مروان مع بلال لشراء حلوى ولم يعودا لمنزل، وهما مولودان فى نفس الساعة وتوفيا سويا وخرجا فى نعش واحد، فيما عجزت أمل والدة الطفل مروان عن الكلام لمرضها الشديد.
وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، قد تلقت إخطارا من قسم ثانى الزقازيق، يفيد وصول الطفلين "بلال حسن طلبة" 4 سنوات ونجل بنت عمة والده "مروان زكريا صالح" 4 سنوات، لمستشفى الأحرار متوفين وبهما أثار حروق، وأفادت الأجهزة الأمنية وقتها بأن الحادث ليس بيه شبهة جنائية ويرجح تناول الطفلين لمادة ملوثة من الزبالة وبيها مبيد حشرى تسبب فى وفاتهما ،لكن أسرة الطفلين لم تقتنع بذلك ورفضت دفن الطفلين دون تشريحهما حفاظا على حقهما.
وأكد مصدر أمنى أنه تم حفظ التحقيقات فى القضية لعدم تقديم متهم فى الواقعة، وأنه سيتم فتح التحقيقات مرة أخرى فى حال ظهور معلومات جديدة تخدم القضية.