استمرارا لجرائم الميليشيات المسلحة فى العاصمة طرابلس فتحت الكتائب المسلحة المسيطرة على العاصمة النار على متظاهرين مؤيدين للجيش الوطنى الليبى وذلك فى تظاهرات حاشدة تنديدا بجرائم الميليشيات من خطف وتعذيب واعتقال فى طرابلس.
وأكد القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر، أن القوات المسلحة الليبية لن تخذل سكان العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن أمام قادة الميليشيات فرصة لمغادرة المشهد قبل أن تصل قوات الجيش اليهم، مطالبا العالم أن ينتبه جيدا وأن يقف إلى جانب الشعب الليبى ويسمع صوته.
وقال المشير خليفة حفتر فى مداخلة تليفزيونية فجر السبت، "نقول لأهلنا وأحبائنا فى عاصمة كل الليبيين إن صوتكم المطالب بالجيش والشرطة وطرد عصابات القتل قد بلغنا ونقول لكم أننا كما اخترنا أن نكون جنود لكم لحمايتكم وطرد القتله، نقول لكم وكلنا ثقة فى الله عز وجل أن قواتكم المسلحة لن تخذلكم وهى قريبة لكم حتى تعود طرابلس إلى الوطن".
ووجه المشير إنذار لقادة الميليشيات ومن أنضم لهم "أن أمامهم فرصة لمغادرة المشهد قبل أن الوصول إليكم ولن تقوم لكم قائمة".
وأضاف المشير حفتر "أما من أطلق الرصاص الحى على المدنيين الذين يعتقدون بأن رصاصهم سيخيف الشعب فأن أمانيهم ستتحطم أمام إصرار الشعب، وأن جيش ليبيا البطل سيثأر لكل ليبى تطاولتم عليه".
فيما أعلنت المنطقة العسكرية الغربية التابعة للقيادة العامة للجيش الليبى أن ما حدث فى طرابلس من تظاهرات تنادى بالجيش والشرطة ما هو إلا دليل على وعى المواطن ووصوله إلى مرحلة يقين من أن الميليشيات لا تستطيع بناء دولة وحماية أمنها وسلامة أراضيها، مؤكدة أنها بكامل وحداتها سوف تضرب بيد من حديد وسوف تتدخل فى الوقت المناسب لاسترجاع العاصمة إلى حاضنة ليبيا ليعم الرخاء والأمن والسلام فى كافة ربوع ليبيا.
بدورها قالت المنظمة الليبية لحقوق الإنسان أنها تتابع بقلق شديد الأوضاع الإنسانية فى مدينة طرابلس وما تقوم به مختلف الجماعات المسلحة من تجاوزات وانتهاكات، فى غياب مؤسسات الدولة الفاعلة هناك والمتمثلة فى الجيش والشرطة والقضاء والأجهزة الأمنية والضبطية.
وأكدت المنظمة فى بيان لها أمس أنه لا وجود فى طرابلس إلا للكتائب والجماعات المسلحة بمختلف التسميات والتى تمارس أعمال الضبط والقبض وحراسة الأماكن العامة والتحقيقات ومختلف الأعمال التى هى من اختصاصات الجهات النظامية الجيش والشرطة، ويقبع المجلس الرئاسى وحكومته المسمية بحكومة الوفاق غير المشروعة تحت رحمة ووصاية تلك الجماعات المختلفة فى توجهاتها وأجنداتها، بحيث تقع كل مرافق الدولة الحيوية تحت سيطرة تلك الجماعات قسمة بالتساوى.
وأوضحت المنظمة أن المواطن بمدينة طرابلس يعيش فى حالة دائمة من انعدام الأمن والاستقرار ونقص فى كل مستلزمات الحياة من انعدام السيولة النقدية بالمصارف إلى انقطاع الكهرباء والغلاء الفاحش فى الأسعار، ونقص الوقود وغاز الطهى وتردى الخدمات الصحية واستثار تلك الجماعات بجميع الخدمات دون غيرها.
وأشارت المنظمة إلى أنها تتابع ما يقع يوميا من جرائم الخطف والابتزاز والاعتداء على كرامة المواطنين رجالا ونساء وارتفاع معدل الجريمة، دون أى تحسن مأمول فى المشهد هناك. كما تتابع بقلق ما يقع من جرائم القتل والاغتصاب وهتك الأعراض فى غياب سلطة الدولة وهيبتها، وسط تجاذب سياسى بين حكومة السراج والغويل التى لا شرعية قانونية لهما ، وحرس رئاسى وحرس وطنى يضم كل التشكيلات والجماعات المسلحة فى تسميات جديدة لا فاعلية لها ألا إرهاق خزائن الدولة وزيادة فى الإنقاص من الحقوق الإنسانية للمواطن.
فيما أدان رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح عيسى ما قامت به المليشيات الإرهابية من إطلاق نار على المتظاهرين فى مدينة طرابلس الذين يعبرون عن مطالبهم بشكل سلمى، مؤكدا أن التظاهر السلمى هو حق مكفول وفق الدستور والقانون وما قامت به هذه المليشيات الإرهابية تكميم للأفواه وتقييد لحرية التعبير للمواطنين.
من جانبه، دعا المجلس الرئاسى الليبى النائب العام إلى فتح تحقيق "شفاف وسريع" حول تعرض المتظاهرين مساء أمس الأول فى ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس لإطلاق نار.
وشهد ميدان الجزائر وساحة الشهداء وسط العاصمة الليبية طرابلس الجمعة خروج آلاف من المتظاهرين المناهضين للميليشيات المسلحة وأعمالها الإرهابية داخل الأحياء السكنية خلال الأيام الماضية.
ودعا المتظاهرون المحتجون ضد الميليشيات ، القوات المسلحة العربية الليبية، وعلى رأسها القائد العام المشير أركان حرب خليفة حفتر، بالدخول إلى العاصمة وإنهاء الميليشيات المسلحة وقياداتها منها.
وأطلقت حناجر المتظاهرين فى تسجيل مرئى جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى بصوت واحد عبارة "يا حفتر يا جلمود أمسح فيت اليهود " كما نعتوا أحد أبرز قيادات الميليشيات المدعو صلاح بادى بـ"عدو لله"، وهتفوا ضد صادق الغريانى، الذى يقف فى صف الميليشيات الإرهابية، ضد القوات المسلحة وقياداتها واصفين إياه بمفتى الدولار.
وشهدت طرابلس منذ عدة أيام قتالاً مسلحاً وسط الأحياء السكنية؛ حيث هاجمت ميليشيات موالية للمجلس الرئاسى لحكومة الوفاق المقترحة الثلاثاء قصور الضيافة، والتى تسيطرعليها ميليشيات ما يعرف بحكومة الإنقاذ الوطنى.
وفى سياق متصل،أكد المتحدث الرسمى باسم القيادة العامة للجيش الليبى العقيد أحمد المسمارى، أن قوات الجيش ممثلة فى غرفة عمليات الكرامة سيطرت بالكامل على منطقة عمارات 12 وتحريرها بعد القضاء على جميع من فيها من إرهابيين.
فيما أكدمصدر عسكرى ليبى لـ"انفراد" أمس السبت، اعتقال قوات الجيش لما يقرب من 20 إرهابيا وقتل 30 إرهابيا من بقايا الدواعش.