فيما يمكن وصفها بالنيران الصديقة، تجددت واقعة هجوم قس أرثوذكسى على الطائفة الإنجيلية، حيث قال القس أنسيموس راعى كنيسة مارجرجس بميت غمر، في فيديو مثير للجدل تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أن "مسيحنا غير مسيحهم".
وتابع القس أنسيموس فى الفيديو: «اللى يروح عند البروتستانت لأى سبب ترتيله مش ترتيلة كلام فاضى من ده ، فهو محروم هو وأولاده من سر التناول داخل الكنيسة»، مضيفًا: «أن مسيحنا غير مسيحهم، وأن إيماننا غير إيمانهم، وإحنا بنقول: باسم الأب والابن والروح القدس وهما ما يعرفوش دى ولا يرددونها، فكيف نذهب وراءهم، ونبيع مسيحنا بسبب هدية أو شىء آخر ، لا حِل ولا بركة ولا يُسمح لأى واحد يروح عندهم؟».
أسقف ميت غمر يصعد الاتهامات : يخطفون رعايانا
على العكس من المواقف السابقة التى كانت تحاول فيها الكنيسة الأم، استدراك ما يقع من الكهنة من أخطاء، كان موقف إيبراشية ميت غمر من تصريحات الكاهن القس أنسيموس مؤيدا للكاهن، وأصدر الأنبا صليب أسقف ميت غمر بيانًا رسميًا أمس يدافع فيه عن أقوال القس متعللًا بغضبه مؤكدًا أن الكنيسة الإنجيلية بميت غمر نظمت احتفالا يستهدف طلاب المدارس من رعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ووزعت على كل طفل صندوق ألعاب يصل ثمنه إلى 300 جنيه وحين توجه أحد خدام الكنيسة القبطية للاستبيان قوبل بالإهانة والتجريح.
أسقف ميت غمر قال أيضًا أن مجلس كنائس الشرق الأوسط أقر من قبل منع "الاستلال" أى محاولات جذب أعضاء كنيسة لكنيسة أخرى لذلك فإن القس أنيموس كان يصرخ مكلوما بعدما عرف أن أولاد كنيسته الصغار قد انتزعوا من حضنه وذهبوا لكنيسة أخرى بأسلوب غير مسيحي.
القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية، أقر صحة البيان الصادر عن إيبراشية ميت غمر ولكنه أكد لـ "انفراد"، فى الوقت نفسه أن البيان يخص الأنبا صليب أسقف ميت غمر.
مجمع الدلتا الإنجيلي:لا نختطف أحد وكنائسنا مفتوحة للجميع
من جانبه، رد القس إيهاب طلعت رئيس مجمع الدلتا الإنجيلي الذى يضم كنيسة ميت غمر الإنجيلية تحت تبعيته، على بيان إيبراشية ميت غمر مؤكدًا أن الكنيسة الإنجيلية بميت غمر تأسست عام 1926 وتخدم المجتمع بكل طوائفه دون تمييز كما تقدم خدماتها للمهمشين.
وأعرب القس إيهاب طلعت عن تعجب المجمع مما وصفه برد الفعل الغريب من قيادات الكنيسة الأرثوذكسية فى ميت غمر مؤكدة إنه يجرح علاقات المحبة والعيش المشترك الذى يدعو إليه البابا تواضروس والقس الدكتور اندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية.
وأضاف طلعت: نتعجب من الحديث عن خطف الرعايا من كنيسة لأخرى فى عصر السماوات المفتوحة والديموقراطية والحرية الفردية وتداول الأفكار بطريقه حرة مضيفًا: كأن المقتنص مسلوب الإرادة ومع ذلك فإن كنائسنا ستظل مفتوحة لجميع الناس دون تفرقة.
أمين مجلس كنائس مصر:على الكنائس أن تجدد خطابها للحفاظ على رعاياها
أما القس رفعت فتحى الأمين العام لمجلس كنائس مصر والذى يشغل منصب الأمين العام للسنودس الإنجيلي أيضًا، فاعتبر أن ما جرى من القس أنيموس مجرد حادث فردى لا يؤثر على علاقات المحبة التى تجمع بين الكنيستين الأرثوذكسية والإنجيلية مضيفًا:نجتمع معًا ونصلى معًا دائمًا.
ورأى فتحى أن دور مجلس كنائس مصر هو التوعية للحد من وقوع مثل تلك المناوشات وخلق روح محبة وتعاون بين رعايا الكنائس المختلفة معتبرًا أن القضية إعلامية أكثر من وجودها على الأرض.
الأمين العام لمجلس كنائس مصر، انتقد بيان أسقف ميت غمر ووصفه بغير المنطقى مؤكدًا أن الكنائس عليها أن تجدد خطابها وطرقها فى الخدمة والتربية لكى تستمر جاذبة لأبنائها ورعاياها دون أن تتبادل الاتهامات مع الكنائس الأخرى حول ذلك.
نيران صديقة متبادلة بين الطوائف
وتكررت هذه المواقف يناير العام الماضى حين رفضت الكنيسة الأرثوذكسية بقرية اتليدم بالمنيا الصلاة على متوفي إنجيلي بعدما تغيب كاهن كنيسته عن القرية، الأمر الذى اعتبرته الكنيسة الأرثوذكسية أمرا طقسيا له علاقة بطقوس الصلاة ولا يمكن وصفه بغير الإنسانية.
كذلك فإن موقف أخر حدث حين رفضت كنيسة أرثوذكسية بالمنيا، إتمام سر الزيجة لعروسين بعدما وزع أحدهما اسطوانات مدمجة مع دعوة فرحه تتضمن عظات لأحد القساوسة الإنجيليين.
يذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية واحدة من ضمن الكنائس التقليدية التى تؤمن بالأسرار المقدسة وهو ما يختلف عن الكنيسة الإنجيلية التى تعتبر ضمن الكنائس المصلحة حيث كانت قد انشقت عن الكنيسة الكاثوليكية فى القرن السادس عشر، وتعتبرهم الكنيسة الأرثوذكسية مسيحيين إجمالا لأنهم يؤمنون بالعقائد الأساسية ولا يؤمنون بالأسرار الكنسية.