طلبت الإدارة الأمريكية رسميًا عطاءات الشركات للبدء فى بناء الجدار الحدودى مع المكسيك، والذى تعهد الرئيس دونالد ترامب ببنائه بهدف حظر دخول المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات إلى الولايات المتحدة، حسبما أوردت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الأمن الداخلى الأمريكية أعلنت عن الطلب رسميًا فى وثائق نشرت يوم الجمعة الماضية.
ومن المقرر أن يكون الجدار، الذى أثار خلافات جمة بين أمريكا والمكسيك حول من سيتحمل تكاليف البناء، على ارتفاع 30 قدم، وفقًا للصحيفة. ولكن دائرة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، وهى الوكالة المشرفة على بناء الجدار، لم تقرر بعد ما إذا كان مصنوع من الأسمنت أو نوع آخر من مواد البناء.
وأشارت الإدارة إلى أنها تستهدف وصول الجدار إلى ارتفاع 30 قدم، وأنها ستفرض بشكل قاطع أى عروض أقل من ارتفاع 18 قدم، كما أكدت على أن الجدار يجب أن يمتد لستة أقدام تحت الأرض لمنع أى شخص من حفر نفق تحته للتسلل.
وبحسب الوثيقة، يجب أن يكون واجهة الجدار على الجانب الأمريكى جذابة. ويأتى الإعلان عن طلبات تقديم العطاءات لكلًا من الجدار الأسمنتى وغير الأسمنتى بعد أقل من شهرين على تنصيب ترامب رئيسًا لأمريكا، مما يشير إلى حرصه على البدء فى الوفاء بأحد وعود حملته الانتخابية.
ويشير مقترح الميزانية إلى أن نطاق الجدار سيكون حوالى 2000 ميل من الحدود، بينما تدعو الوثائق إلى تقديم التصميمات التى ستأخذ فى الاعتبار منحدر بنسبة 45 درجة، مما يدل على رغبة الإدارة لبناء الجدار بطول المناطق الجبلية، على الرغم من أن دوريات الحدود صرحت من قبل أن وجود حواجز فى ذلك المكان هو أمر غير ضرورى.
ومع تقديم إدارة ترامب خطط لبناء الجدار الحدودى، قال قائد اتحاد الحكام الوطنيين فى المكسيك إن خطة الرئيس ترامب للميزانية تثبت أن دافعى الضرائب الأمريكيين هم من سيتحملون تكلفة بناء الجدار، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وكان ترامب قد أصر على أنه سيجبر المكسيك على دفع ثمن إقامة الجدار، وهو ما رفضه مسئولى الجارة الجنوبية للولايات المتحدة. وتضمنت خطة الميزانية التى تم الإعلان عنها يوم الخميس الماضى 2.6 مليار دولار، أغلبها للمراحل الأولى لبناء الجدار.
فى المقابل، قال جراكو راميرز، حاكم ولاية مورليوس المكسيكية فى مؤتمر صحفى بواشنطن التى كان فى زيارة لها للمشاركة فى أعمال لجنة الأمريكتين لحقوق الإنسان، أمس إن ترامب يطلب من الأمريكيين أن يدفعوا ثمن الجدار، مضيفا: "الانتصار الأول لنا".
وأشار راميرز، إلى ثقته فى أن الجمهوريين والديمقراطيين فى الكونجرس سيهزمون ميزانية ترامب. وقال إنهم لن يوافقوا على هذا.
ويصر الرئيس الأمريكى على بناء الجدار، الذى كان واحدا من أبرز تعهداته الانتخابية، على الرغم من الشكوك الواسعة بين الخبراء وأعضاء الكونجرس. ويطلب ترامب 1.5 مليار دولار لباقى العام المالى الحالى 2017، والذى يستمر حتى نهاية سبتمبر. وللعام المالى المقبل 2018 يخطط البيت الأبيض لطلب 2.6 مليار دولار، حسبما أشار أحد كبار مسئولى الإدارة الأمريكية.
وتعد هذه نسبة ضئيلة مما قدره الخبراء لتكلفة الجدار الحدودى الذى سيمتد على مسافة 2100 ميل. وكان تقرير لوزارة الأمن الداخلى، تم تسريبه فى فبراير الماضى، أشار إلى أن تكلفة الجدار ستصل إلى أكثر من 21 مليار دولار، واعترف مسئول الإدارة بأن 1.5 مليار دولار لهذا العام تسمح فقط بالبدء فى البرنامج.