يشتد الصراع السورى الإسرائيلى بشكل هائل على الأراضى السورية خاصة خلال الأيام القليلة الماضية ، ولكن هذه المرة يتواجد الدب الروسى ويراقب الوضع وينتظر اللحظة المناسبة لتوجيه أسلحته الدفاعية نحو المقاتلات الإسرائيلية ، عقب قيام الطيران الإسرائيلى بضربات مكثفة على المواقع العسكرية السورية، مما أدى إلى تهديد مباشر وقتل عدد من الجنود الروس والسوريين.
ولا شك أن استمرار الإستفزاز الإسرائيلى للدب الروسى لن يدوم، حيث قامت موسكو باستدعاء السفير الإسرائيلى مرتين عقب تقديم أوراق اعتماده للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أنها استدعت السفير الإسرائيلي في موسكو، يوم الجمعة، للاحتجاج على غارة جوية إسرائيلية قرب مدينة تدمر السورية.
وكانت تقارير إسرائيلية أشارت إلى أن الخارجية الروسية استدعت السفير جارى كورين، يوم الجمعة ، بعد يوم اعتماده سفيرا لدى موسكو، حيث أعلن الجيش الاسرائيلي أن مقاتلاته الجوية شنت غارات على مواقع في سوريا، مستهدفة قوافل كانت تحمل أسلحة وعتادا لمقاتلى حزب الله اللبنانى، حسب بيان الجيش الاسرائيلى.
فيما، أعلن الجيش السورى أنه أسقط طائرة إسرائيلية وأصاب أخرى، إلا أن الجيش الاسرائيلي نفى ذلك، مؤكدا فقط أن "القوات الحكومية السورية أطلقت عددا من الصواريخ على المقاتلات الاسرائيلية عندما عادت إلى المجال الجوي الاسرائيلي، دون تسجيل أي ضحايا أو خسائر"، كما أعلن أن نظام الدفاع الصاروخي "آرو" (السهم) قد اعترض صاروخا سوريا بنجاح.
فى المقابل، أعلنت مصادر عسكرية روسية أن إسرائيل قامت باستهداف مجموعة من القوات التابعة للجيش العربى السورى، ومن بينهم مجموعة من العسكريين الروس، حيث تسبب هذا الأمر فى استياء موسكو بشكل كبير لأن هذا يمثل تهديدا كبيرا لقواتها المتواجدة على الأرض.
وتضطر أنظمة الدفاع الجوى الروسية المتواجدة لحماية قواتها من أى عدوان وهى أنظمة "إس – 400" و"إس – 300" التى لا يوجد لها مثيل فى العالم، وهذا الأمر سيدفع القوات الإسرائيلية إذا حدث الأمر بالدفاع عن نفسها، وستحدث المواجهة المباشرة بين موسكو وتل أبيب.
وفى سياق التهديدات المتبادلة، حذر وزير الدفاع الإسرائيلى، أفيجادور ليبرمان، الجيش السورى من تكرار محاولة التصدى للمقاتلات الإسرائيلية مرة أخرى، وذلك بعد اطلاق الصاروخ السورى المضاد للطائرات، من طراز "S 200" المطور، الذى باعته روسيا مؤخرا لسوريا ، ويعتبر صاروخ "S 200" ثقيل الوزن، ويصل مداه لمسافة 300 كيلو متر، وليس معداً لاعتراض طائرات حربية مناورة، ومع ذلك استخدمته دمشق لمواجهة الهجمات الإسرائيلية.
يأتى هذا بعد وقت قصير من لقاء نتينياهووبوتين فى روسيا بداية الشهر الجارى، لإعلامه بمعارضة إسرائيل الشديدة لبقاء قوات إيرانية ومجموعات تابعه لها على حدود شمال فلسطين المحتلة ، وكتب نتنياهو، عبر حسابه على "تويتر" فى حينها: "أن الانتصار على الإرهاب الداعشى سيؤدى إلى تزايد حدة الإرهاب الإيرانى، لا يجوز تبديل الإرهاب بإرهاب آخر".
وأبدى نتينياهو لبوتين معارضة إسرائيل الشديدة لبقاء قوات إيرانية ومجموعات تابعة لها على حدود شمال فلسطين المحتلة، وفى البحر المتوسط فى إطار أى محادثات مستقبلية لتسوية الأزمة السورية، كما تناول الاجتماع بينهما التنسيق المستمر بين إسرائيل وروسيا لمنع احتكاكات محتملة بين قوات البلدين فى سوريا، وهو ما لم يلتزم به رئيس وزراء إسرائيل وشن غارات على سوريا دون التنسيق مع الروس.
وتعتبر "إس-400" أحدث المنظومات في العالم للدفاع الجوي والدفاع المضاد للصواريخ، وهي قادرة على تدمير الطائرات والصواريخ المجنحة على مسافة تصل إلى 400 كيلومتر، وأيضا الصواريخ الباليستية التي تصل سرعتها إلى 4800 متر في الثانية على ارتفاع يصل إلى 30 كيلومترا ، وتستطيع المنظومة توجيه 72 صاروخا وتدمير 36 هدفا في آن واحد ويمكن نشرها خلال 5 دقائق لتكون جاهزة للعمل.