يبدو أن العمل الإرهابى الذى شهدته العاصمة البريطانية لندن، خلال الساعات الماضية لن يمر مرور الكرام على علاقة الإخوان وبريطانيا، وسيكون له انعكاسات قوية حول الموقف البريطانى تجاه الجماعة وكافة التيارات الإسلامية، خاصة بعدما كشفت صحف بريطانية، تاريخ منفذ العملية الإرهابية الذى يدعى "أبو عز الدين"، وعلاقته ببعض قيادات التيار الإسلامى هناك وعلى رأسهم أبو حمزة المصرى.
وتستقبل بريطانيا عدد كبير من قيادات الإخوان على رأسهم إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى، وعبد الله الحداد، المتحدث باسم إخوان لندن، ومحمد سودان، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة المنحل، بالإضافة إلى قيادات أصولية أخرى على رأسهم هانى السباعى التفكيرى، وياسر سري، وغيرها من القيادات.
ووفقا لما نشرته صحف بريطانية، من بينها الإندبندنت، فإن منفذ العملية الإرهابية تحول إلى تبني أفكار متطرفة، بعد أن تعرف على كل من عمر بكري و أبو حمزة المصري في التسعينيات من القرن الماضي، وأصبحت علاقته مع الإرهاب تظهر بوضوح بعد تلك الفترة، حيث أعلن عن تأييده لعمليات 7/7 الإرهابية في لندن، وعبر عن أمنياته أن يموت هو أيضا في عملية انتحارية.
جماعة الإخوان تخوفت من النتائج المترتبة إثر هذه الواقعة، الأمر الذى دفعها فى إصدار بيانا سارعت من خلاله لإدانة العمل الإرهابى باللغة الإنجليزية، عبر قياديها بلندن، حيث قال عزام التميمى، القيادى الإخوانى بلندن:"من ارتكب العمل الإرهابى فى لندن اليوم هو مجرم لا دين له، أيا كان هدف العمل الإرهابى، فهى جريمة بشعة ومستنكرة".
"شهر العسل بين الإخوان ولندن، سيقترب من نهايته، وستبدأ مواقف جديدة، وإعادة تقييمات خلال الفترة المقبلة بعد هذا العمل الإرهابى" هكذا علق طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان على الحادثة مضيفًا: هذه الواقعة ستلقى بظلالها على علاقة الإخوان ببريطانيا، مشيرا إلى حدوث تغير فى المعاملة من قبل حكومة "تيريز ماي" نحو الإخوان.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان لـ"انفراد": العلاقة بين بريطانيا و التنظيم علاقة استراتيجية، و التنظيم من أهم أدوات بريطانيا في منطقة الشرق الأوسط، متابعا : لكن ما حدث يمثل صدمة للرأى العام البريطانى سيتبعه بعض التضييقات على التواجد الاخوانى هناك و سيتسبب فى ارتفاع اصوات الشخصيات و السياسيين الذين يحذرون الحكومة فى لندن من احتضان و رعاية الاخوان لأنهم يعتقدون بخبثهم و خطورتهم على أوروبا و العالم الغربى"
بدوره قال طارق أبو السعد، الخبير بالحركات الإسلامية، إنه ليست المرة الأولى التى تستقبل لندن الإرهابيين ولن تكون الأخيرة، هذا اختيار بريطاني وهي تتحمله لما يقدمه الاسلاميون من خدمات للندن.
وأضاف أبو السعد، أن بريطانيا ستتجه خلال الفترة المقبلة لتغليظ الشروط التى تضعها للحصول على اللجوء السياسى داخل أرضيها من قبل الإسلاميين.
فى المقابل قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن بريطانيا لها سياسة استراتيجية في الارتباط بالإسلام السياسى وتكون قريبة من كل اتجاهاته منذ الثورة العربية الكبرى، موجود على أرضها وتحت أعين مخابراتها كل فصائل الإسلام السياسي، ولا أعتقد أنها تغير موقفها من الإخوان أو غيرهم.
وأضاف الزعفرانى: بريطانيا كانت تستضيف أبو حمزة المصري، ستقول إن الإخوان سلميين ووجودهم يساهم فى منع التطرف والعنف، فهى تعتبر الإخوان ومثيلاتها جماعات تضغط بها على حكومات المنطقة".