فى مفاجأة كبيرة، كشفت تقارير إعلامية وأمنية تعرض مدن بريطانية لهجمات إرهابية وشيكة، وذلك قبل شهر تقريبا، من الأحداث التى شهدتها العاصمة البريطانية لندن، مساء أمس الأربعاء، بهجوم إرهامى أسفر عن تبادل إطلاق نار من قبل الشرطة ومجهولين قتل خلاله 4 أشخاص وإصابة 20 شخصا فى محيط "مجلس العموم" البريطانى.
وكانت قد بثت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" يوم 26 فبراير الماضى، تقريرا مطولا، حذرت خلاله من أن بريطانيا ستواجه أخطر مستوى من التهديدات الإرهابية منذ هجمات "الجيش الجمهورى الأيرلندى" فى لندن فى سبعينات القرن العشرين.
وفى السياق نفسه، قال ماكس هيل، رئيس إدارة متابعة إجراءات وقوانين مكافحة الإرهاب، لصحيفة "صنداى تليجراف" البريطانية، إن متشددين يستهدفون مدنا بريطانية، مشيرا حينها إلى أن أجهزة المخابرات البريطانية، ترصد ذلك، وتعمل على الحد من خطر التهديدات الإرهابية فى البلاد.
وتعهد هيل بمراجعة إجراءات مكافحة الإرهاب مع مراعاة المخاوف حيال انتهاكات الحريات التى قد تحدث أثناء إجراءات المكافحة.
وقال هيل، الذى قاد بنجاح الإدعاء ضد منفذى تفجيرات 21 يوليو 2005 الفاشلة فى لندن، إن تنظيم "داعش" يخطط لشن "هجمات عشوائية على مدنيين أبرياء من أى عرق أو لون" فى مدن بريطانية، مشيرا إلى أن حجم الهجمات المُخطط لها يماثل تلك التى شنها الجيش الجمهورى الأيرلندى فى سبعينات القرن العشرين.
وأضاف، فى أول مقابلة معه بعد توليه الدور الرقابى الجديد، أن هناك فروقًا بين الإطار الفكرى للجيش الجمهورى الأيرلندى، وذلك الذى يتبناه تنظيم "داعش"، وأعرب عن اعتقاده بأن هناك تهديد مستمر بهجمات يماثل على الأقل مستوى التهديدات الإرهابية فى لندن حين كان تنظيم الجيش الأيرلندى ناشطا فى بريطانيا.
وسلط هيل الضوء على خطر عودة البريطانيين الذين سافروا إلى العراق وسوريا من أجل القتال إلى بريطانيا مرة أخرى، قائلا: "هناك مخاوف هائلة من أن عددا كبيرا من البريطانيين - وهو ما نعرف أنه يعنى على الأقل مئات المواطنين البريطانيين الذين غادروا هذا البلد للانضمام للقتال - بدأوا العودة أو على وشك أن يفعلوا".
وكانت قد أعلنت الشرطة البريطانية الحصيلة الرسمية لهجوم مجلس العموم البريطانى، الذى وقع مساء اليوم الأربعاء، مؤكدة أن الحادث أسفر عن مقتل 4 أشخاص بينهم منفذ الهجوم، وإصابة 20 آخرين.