تشارك مصر 25 مارس الجارى، العالم فى فعاليات حملة "ساعة الأرض" إطفاء الأنوار لعام 2017، من الساعة 08:30 إلى 09:30 مساءً والتى تهدف إلى توفير استهلاك الطاقة ورفع الوعى بظاهرة التغيرات المناخية ودعم المشاركة الإيجابية للمجتمع فى حماية البيئة من خلال إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة.
ويعد الهدف الأساسى من إطفاء الأنوار ليس فقط ترشيد استهلاك الطاقة لمدة ساعة ولكن توحيد الشعوب فى مهمة حماية الكوكب بحيث يكون كل فرد فى العالم جزءًا من تلك المهمة، حيث إن المبادرة بدأت عام 2007 بمدينة واحدة فى دولة واحدة لتصل المشاركة فى عام 2015 إلى ملايين البشر فى أكثر من 7 آلاف مدينة فى أكثر من 172 دولة حول العالم، فساعة الأرض هى مبادرة تقوم بها دول العالم تطوعاً، وانطلقت مبادرة ساعة الأرض من الصندوق العالمى لصون الطبيعة "ساعة الأرض" عام 2007 من مدينة سيدنى الاسترالية حيث استخدمت المطاعم شموعاً للإضاءة وأطفأت الأنوار فى المنازل والمبانى البارزة بما فيها دار الأوبرا، وجسر هاربور.
وبعد نجاح المبادرة ومشاركة 2.2 مليون شخص من سكان سيدنى انضمت 400 مدينة لساعة الأرض فى 2008 منها أتلانتا، سان فرانسيسكو، بانكوك، أوتاوا، دبلن، فانكوفر مونتريال، فينكس، كوبنهاجن، أرهوس، مانيلا، شيكاجو، تورنتو، أودينس وألبورج وأيضا مدن أسترالية مثل ملبورن، بيرث، برزبين، وكانت مدينة دبى هى المدينة المشاركة الأولى عربياً.
وشاركت مصر فى الحملة خلال الأعوام السابقة بإطفاء أنوار عدد من المعالم الثقافية والسياحية الهامة ومنها الأهرامات، أبى الهول، قلعة صلاح الدين، برج القاهرة، إضافة إلى عدد من الفنادق والمعالم السياحية الهامة بالتعاون مع وزارتى الثقافة والسياحة ومحافظات القاهرة والجيزة كمشاركة إيجابية فى هذا الحدث العالمى الهام، كما شارك الأفراد بأنشطة مختلفة منها استبدال الأضواء الكهربية بالشموع وركوب الدراجات الهوائية، والتقليل من استخدام السيارات.
وتحتفل وزارة البيئة يوم السبت 25 مارس بالتنسيق مع العديد من الوزارات والمحافظات هذا العام فى شتى محافظات مصر بإطفاء الإضاءات الخارجية اللمعالم الأثرية والسياحية التى تميز مصر مثل الأهرامات وبرج القاهرة وقلعة صلاح الدين ومكتبة الإسكندرية ومعابد الأقصر وأسوان وغيرها، بالإضافة إلى المبانى الحكومية والجامعات والنوادى خلال ساعة الأرض.
كما تنظم الوزارة احتفالها الرسمى فى أحضان الحضارة المصرية يوم بالساحة الخارجيه للمتحف القومى للحضارة المصرية بمدينة الفسطاط بحى مصر القديمة بمحافظة القاهرة من الساعة 8:30 مساء الذى افتتح مؤخرا فى منتصف فبراير الماضى والدعوة عامة للجميع للحضور والمشاركه وخصوصا من الشباب.
ودعت الوزارة كل المصريين للمشاركة بهذا الحدث البيئى الهام بإطفاء الإضاءة غير الضرورية وتخفيف الأحمال خلال تلك الساعة لإرسال رسالة للعالم أن مصر وشعبها العظيم يهتموا بتلك الرسائل البيئية وحريص على صون البيئة والحفاظ عليها.
وأتت نتائج مشاركة مصر خلال الأعوام الماضية إلى تخفيض حجم استهلاك الكهرباء بأكثر من 100 ميجاوات بما يوازى الطاقة الكهربائية المنتجة من محطتين كهرباء صغيرة، حيث شاركت مصر رسميا للمرة الأولى عام 2009 كثان دولة عربية بعد دبى وانخفض استهلاك الكهرباء حينها 50 ميجاوات تضاعفت فى العام التالى، ما يشير إلى تنامى الوعى لدى المواطنين بأهمية المشاركة الإيجابية فى هذا الحدث العالمى الهام.
وتم إطفاء الأنوار خلال الأعوام الماضية فى 929 من المعالم الشهيرة حول العالم، ومنها الأهرامات وأبو الهول ومعبد الأقصر ومكتبة الإسكندرية فى مصر وقبة كنيسة القديس بطرس فى الفاتيكان وبرج إيفل بباريس ومبنى الأمبايرستيت فى نيويورك، ودار أوبرا سيدنى الشهيرة وجسر الميناء فى أستراليا واستاد عش الطائر الشهير فى العاصمة الصينية بكين، وشارع فاوسان المالى الشهير بتايلاند، وبرج خليفة بدبى.
ويتم إضاءة الشموع كرسالة رمزية اكتسبت تأييدا عالميا واصبحت احتفالا سنويا لكل المهتمين بالبيئة فى 7000 مدينه ب 172 دولة حول العالم بمشاركة ما يزيد على مليارين شخص على ظهر الكوكب.
وتعد مصر من أوائل الدول العربية التى تعاملت مع ظاهرة التغيرات المناخية، حيث وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخيةUNFCCC فى عام 1992، كما صدقت عليها فى عام 1994، وأنشأت وحدة التغيرات المناخية بجهاز شئون البيئة 1996، بالإضافة إلى تشكيل اللجنة الوطنية للتغيرات المناخية 1997 كما قامت مصر بالتوقيع على بروتوكول كيوتو فى عام 1999، كما صدقت عليها فى عام 2005، وتم إنشاء اللجنة الوطنية لآلية التنمية النظيفة والتى تتضمن المجلس والمكتب المصرى لآلية التنمية النظيفة برئاسة وزير البيئة لعام 2005 كما لعبت مصر دورا فعالا فى مؤتمر باريس للمناخ 2015، حيث تحملت مصر مهمة التفاوض باسم القارة الإفريقية وكذلك الرئاسة المتبادلة مع المجموعة العربية ونجحت فى توحيد الرؤى والوصول إلى موقف إفريقى موحد، بالإضافة إلى إطلاق المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة على هامش فعاليات مؤتمر باريس بهدف جذب الدعم والموارد المالية فى مجال الطاقة المتجددة باعتبارها إحدى آليات التصدى لظاهرة تغير المناخ، كما تعكس المبادرة احتياجات القارة الإفريقية من الدول المتقدمة لتفى بالتزاماتها تجاه القارة السمراء، و قدمت كندا دعم للمبادرة بمبلغ 150 مليون دولار، كما قدمت ألمانيا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى والسويد ومجموعة الـ 7 دعما بمبلغ 10 مليارات دولار.