جولات مفاجئة على أحد أكبر مصانع الحلاوة الطحينية الموردة ونتائج العينات الأسبوع المقبل
كشف إبراهيم المناسترلى، رئيس هيئة الرقابة الصناعية، لـ"انفراد"، أن وزارة التربية والتعليم لم ترسل القوائم الكاملة بالمصانع التى كانت تنوى التعاقد معها لتوريد عناصر الوجبات المدرسية للعام الدراسى الحالى، كما هو معتاد كل عام، قائلا: "تسلمنا هذا العام قوائم لم يذكر فيها الشركات المرشحة لتوريد الحلاوة الطحينية وجبن المثلثات المطبوخة".
وشهدت بعض المدارس خلال الأسبوعين الماضيين، ظهور أزمة الوجبات الفاسدة، التى أصيب على إثرها أكثر من 4 آلاف طالب بالتسمم بحسب بيانات وزارة الصحة، وبناء عليه قررت وزارة التربية والتعليم وقف صرف الوجبات المدرسية.
وأكد رئيس الرقابة الصناعية: "هذا العام لم تصلنا قائمة المصانع المرشحة لتوريد الجبن المثلثات والحلاوة الطحينية والبسكويت، ووصلنا فقط قائمة مصانع اللبن والفطير، وقمنا بعمل اللازم من حيث البحث حول مدى التزام هذه المصانع وتطبيقها للشروط".
وأضاف المناسترلى أن مصلحة الرقابة الصناعية تقوم بالتأكد من مدى التزام هذه المصانع المرشحة بالاشتراطات التصنيعية المثلى، مطابقة عيناتها، التى تأخذ بصورة دورية منها للمواصفات القياسية".
وأوضح المناسترلى، أن رأى مصلحة الرقابة الصناعية فى هذه الحالة يعتبر رأيها استشارياً فنياً من جهة رقابية، حول أفضل المصانع لتوريد الأغذية المدرسية من الناحية الفنية، ومن خلال تقييم أداء تلك المصانع، وكما هو مسجل فى قاعدة بيانات المصلحة، لافتا إلى أن الوجبات المدرسية تكون عادة عبارة عن "جبن – بسكويت- لبن- فطير"، مشيرا إلى أن أصابع الاتهام موجهة إلى البسكوت والجبن المثلثات والحلاوة الطحينية، ربما تكون هى سبب حدوث حالات التسمم.
وقال رئيس مصلحة الرقابة الصناعية: "المصلحة عند أول يوم شهد حالات تسمم، والتى كانت فى سوهاج، تواصلنا على الفور بفرعنا فى الصعيد للحصول على المعلومات حول الأسماء التجارية، فتبين أنها لأحد المصانع الشهيرة للحلاوة الطحينية ومصنع آخر للبسكوت، وقمنا بزيارة فورية ومفاجئة فى اليوم التالى لحدوث الواقعة للمصنعين، وذلك للوقوف على الحالة التصنيعية بهما، ومدى التزامهما بالمعايير الفنية السليمة".
واستطرد: "تم سحب عينات من المنتج فى كلا المصنعين، وتم إرسالها ليتم تحليلها فى مصلحة الكيمياء، والنتائج ستخرج الأسبوع المقبل، وأثناء الزيارة للمصنعين الموردين للجبن والحلاوة الطحينية للمدارس لم نرصد أى تجاوزات جسيمة بل رصدنا ملاحظات ثانوية تم إبلاغها للمصانع لإزالتها، والمصلحة تتابع معهما حتى تتأكد من تصحيحها، أما فى حالة ظهور التسمم فى المنوفية نتيجة تناول البسكوت، فالمصلحة ترى أن البسكوت نظراً لحالته الصلبة وانخفاض نسبة الرطوبة فيه، فاحتمالية فساده وتسببه لمشاكل صحية قد تعتبر قليلة".
وحول العمل على الحد من قلة جودة الوجبات المدرسية، لمنع أسباب حدوث مشاكل صحية للتلاميذ لفت المناسترلى: "يجب العمل على الالتزام بشروط التخزين المثالية لكل منتج حسب نوعه، فمثلاً يجب حفظ وتخزين منتج معجون الجبن المطبوخ كالمثلثات داخل الثلاجة فى درجة حرارة ما بين "2-5 °م"، كما يجب حفظ وتخزين منتج الحلاوة الطحينية بعيدا عن الحرارة والرطوبة وأشعة الشمس المباشرة، على أن يكون هذا مسئولية المورد المسئول عن توزيع الوجبات فى المحافظات المختلفة.
واختتم: "أثق فى أنه باعتبار مراكز التخزين والتوزيع بالمحافظات إذا ما اعتبرناها منافذ بيع، فإن مكاتب الصحة فى المحافظات بالتعاون مع مفتشى التموين بها يقومون بمراقبتها ومتابعتها، أما وزارة الصناعة فدورها مراقبة المصانع المنتجة للوجبات المدرسية لضمان التزام الشركات المقترح التعامل معها فى هذا الشأن من قبل وزارة التربية والتعليم بجميع الاشتراطات الفنية القياسية، ونكون بهذه الطريقة قد أحكمنا تماما مراقبة سلسلة الإمداد بداية من الإنتاج إلى النقل والتخزين إلى أن تصل إلى أبنائنا فى المدارس آمنة".
وكانت وزارة الصحة المصرية أعلنت الأربعاء الماضى، عن إصابة 312 طالبًا فى مدارس بمحافظات القاهرة والسويس وأسوان، وتم نقلهم إلى مستشفيات مختلفة بعد ظهور أعراض تسمم غذائى عليهم، وذلك فى أعقاب وقائع التسمم الغذائى، التى وقعت فى بداية الشهر الجارى بسبب تناول وجبات مدرسية.
كما أن قرابة 2200 طالب تعرضوا لحالات تسمم مماثلة بمحافظة سوهاج، إلى جانب تسمم 98 طالبًا فى محافظة المنوفية كما أن محافظة بنى سويف شهدت ظهور أعراض تسمم على 25 طالبًا.
وعلى إثر حالات التسمم السابق، قال طارق شوقى وزير التربية والتعليم، إن الوزارة فتحت تحقيقًا عاجلاً حول تلك الوقائع، تشارك فيه جميع جهات الدولة، مشيرًا إلى أن قرار وقف توزيع الوجبات المدرسية مجرد قرار احترازى فور الانتهاء من التحقيقات.
وأضاف شوقى فى تصريحات صحفية: "الوزارة قررت وقف الوجبات وفتح تحقيق لمعرفة سبب تسمم الطلاب، التسمم ظاهرة تستحق البحث لمعرفة أسبابها، وسنقوم بكل ما فى وسعنا لمعرفة النتائج النهائية للتسمم".