محصول قصب السكر يعد من المحاصيل الزراعية المهمة والاستراتيجية، ليس فقط لأنه مصدر أساسى لصناعة السكر، ولكن يستخدم فى العدد من الصناعات الأخرى مثل العسل الأسود، وحتى مخلفاته الصناعية "مصاصة القصب" تستخدم فى صناعة الورق، ولكن لا يتم استخدام مخلفاته الزراعية وهى القش حيث يتم حرقها.
وأعلنت وزارة البيئة عن بدء تجارب تحويل قش القصب إلى أعلاف وأسمدة من خلال مكابس متخصصة والبداية من محافظة أسوان، للاستفادة من المخلفات والحيلولة دون تلوث البيئة وفى الوقت نفسه تعظيم الفائدة الاقتصادية الناتجة عن توفير الأعلاف والأسمدة العضوية.
وقال الدكتور عبد الوهاب علام، رئيس مجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة، أن هذه التجربة مفيدة جدا، وبدأت منذ الثمانينيات وهى ليست جديدة، ولكن الاستعمال الشائع لهذه المخلفات التى يطلق عليها "السفير" هو الحرق، ولم يكن لهذا الحرق مشاكل بيئية كبيرة مثل قش الأرز لأنه يتم على فترات طويلة من 3 – 4 أشهر وفى مساحات متناثرة، كما أن جو الصعيد جاف فلا يسبب حدوث سحابة سوداء.
وأكد علام فى تصريحات لـ"انفراد"، أن هذه التجربة تتم بالاشتراك بين وزارات البيئة والزراعة ومحافظات الصعيد خاصة أسوان وقنا والأقصر التى تشتهر بزراعة القصب، بتمويل من الاتحاد الأوروبى، حيث يتم العمل على تجميع القش وكبسه فى مكابس متخصصة ويستخدم كعلف للمواشى أو سماد عضوى.
وأشار علام إلى أن بعض دول الخليج ترغب فى التعاقد على شراء 30 ألف طن من هذا القش لتحويله إلى علف أو سماد عضوى، بما يحقق قيمة مضافة للاقتصاد.
واستبعد أن يسهم هذا المشروع فى حل أزمة زيادة أسعار الأعلاف التى ينتج عنها ارتفاع أسعار اللحوم فى مصر، لأن كميات قش القصب محدودة لا تتعدى 2 – 3% من حجم محصول القصب، وكمية الأعلاف التى ستنتج عنها لا تغطى استخدام سوى أسبوعين فقط لأنها أعلاف "مالئة" وليست مركزات مثل حبوب الذرة وفول الصويا، وبالتالى سيكون استخدامها الأكبر كأسمدة عضوية مفيدة للتربة.
ورحبت جمعيات منتجى قصب السكر بالتجربة، مطالبين بتعميمها مع توفير المعدات اللازمة للكبس ونقل المخلفات من الحقل لأنها تفوق قدرة المزارعين على دفعها، فى الوقت الذى تفرض فيه المحافظات غرامات على حرق القش.
وقال همام حسن، رئيس جمعية منتجى قصب السكر بالأقصر، إن هذه التجربة مفيدة تماما ويمكنها توفير أعلاف للمواشى يتحملها الفلاح بقيمة من 1000 إلى 1500 جنيه، مطالبا بتعميمها.
وأوضح حسن أن محافظ الأقصر وعد المزارعين بتوفير المكابس والمعدات اللازمة لتحويل القش، خاصة وأن سعر المكبس الواحد يصل إلى 400 ألف جنيه، وسيتم توزيعها من خلال وزارة البيئة، لحل المشكلة التى يعانى منها الفلاحون والتى تتعلق بفرض غرامات على حرق القش.
من جانبه قال يوسف عبد الراضى، رئيس جمعية منتجى قصب السكر بقنا، أن المحافظة اجتمعت به كممثل لمزارعى القصب بالمحافظة وعرضت التجربة، مؤكدا أهميتها لكن بشرط أن يكون هناك تفاصيل تتعلق بسعر المخلفات وكيفية نقل القش خارج الحقل، ولكن حتى الآن لم يتم البدء فى بناء المصنع أو شراء المعدات.
وأشار عبد الراضى إلى أن شراء الأعلاف أصبحت مكلفة للغاية، ويمكن أن يسهم هذا المشروع فى توفير علف بديل بأسعار أقل، خاصة وأنا قنا من أكبر المحافظات التى تزرع القصب بمساحات تصل إلى 300 ألف فدان.