لم يكن الأسبوع الماضى جيدًا على الإطلاق للرئيس الأمريكى دونالد ترامب فيما يتعلق بالسياسة الداخلية، حيث عاند الحظ ترامب فى عدد من القضايا، أبرزها كان الرعاية الصحية الذى لم يكتب النجاح لمشروع القانون الخاص بها داخل الكونجرس، الأمر الذى جعل البعض مثل مجلة نيوزويك يقول إن هذا الأسبوع كان الأسوأ للرئيس الأمريكى منذ بداية حكمه قبل أكثر من شهرين.
وأشارت المجلة إلى أنه فى غضون خمسة أيام فقط، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالية تحقيقًا فى صلة فريق ترامب بالتدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، بينما واجه مرشح الرئيس للمحكمة العليا القاضى نيل جورستش ضغوطا من الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ مع نظر تأكيد ترشيحه. وتعرض شهر العسل بين الإدارة الأمريكية الجديدة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضربة مع خلاف بين الطرفين بشان الاستيطان، وأخيرا تعرضت صورة ترامب التى رسمها لنفسه كسيد التفاوض لضربة مذلة بإخفاق الجمهوريين فى تقديم مشروع قانونهم للرعاية الصحية.
ووجد ترامب نفسه فى موقف دفاعى، ولم يذهب إلى منتجع "مار إيه لاجو" فى نهاية الأسبوع بعدما عصفت الأحداث التى لا يستطيع السيطرة عليه بأجندته.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوتست: إن فشل الجمهوريين فى إصلاح الرعاية الصحية يبشر بجولة من الاتهامات المتبادلة داخل الحزب الجمهورى تهدد بتعميق الخلافات التى أنهت الاتفاق، وبدء خلافات جديدة من المرجح أن تعقد قدرة الحزب الجمهورى على العمل بشكل فعال فى عهد ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن تلك الاتهامات والخلافات كانت قائمة منذ أسابيع. إلا انها زادت أمس السبت، وتسلط ضوءا جديدا على انهيار قاده رئيس مجلس النواب بول ريان لسحب مشروع قانون الرعاية الصحية الأمريكية من مجلس النواب. يعدما أصبح واضحا له وللرئيس ترامب أنهما لا يملكان أصوات كافية من الجمهوريين لتمريره.
ووجه بعض الجمهوريين البارزين الذين قابلتهم الصحيفة اللوم إلى ريان، وقالوا إنه لم يمثل آراء المشرعين المحافظين أو جماعات المصالح التى ضغطت من أجل إلغاء قانون أوباما كير بشكل أكبر. إلا أن البعض لام ترامب أو مساعديه لعدم تهدئة الخلافات، وهو الشعور الذى كان أقوى فى السر مما هو عليه فى العلن. لكن آخرين حملوا مجموعات مختلفة من الجمهوريين وجماعات المصالح من اليمين والوسط الذين عارضوا مشروع قانونى.
ومن ناحية أخرى، قالت الصحيفة: إن الانهيار المفاجئ لقانون الرعاية الصحية يعرض باقى الأجندة التشريعية الطموحة لترامب للخطر، حيث يتوقع قليلون فقط انتصارا سريعا فى الإصلاح الضربى ومشاريع الإنشاء او مجموعة من القضايا الأخرى فى الأشهر القادمة على الرغم من السيطرة الكاملة للجمهوريين على الحكم.
ومع اتفاق الجمهوريين على نطاق واسع مع هدف ترامب بإجراء تخفيضات كبرى فى الضرائب، سيتعين على الرئيس حل نفس الخلافات داخل حزبه والتى أغرقت محاولات إلغاء قانون أوباما كير. ومع عدم توفير اى مدخرات من قانون الرعاية الصحية، فإن الخفض لكبير فى الضرائب الذى وعد به ترامب الشركات وأسر الطبقة المتوسطة سيصبح أكثر صعوبة.