"بأى ذنب قصفت؟".. انتفاضة عراقية بعد مقتل مئات المدنيين فى غارات لطيران التحالف الدولى.. مجلس النواب يعقد جلسة الثلاثاء للتحقيق فى "مجزرة الموصل".. واشنطن تعترف بالجريمة.. والمنظمات الحقوقية خرساء

لا تزال المجزرة التى ارتكبتها طائرات التحالف الدولى فى الموصل حديث أوساط السياسيين والعسكريين العراقيين والعرب، وذلك فى واحدة من أبشع المجازر التى ارتكبتها طائرات التحالف هناك، والتى سقط فيها عشرات القتلى والجرحى جراء خطأ لطائرات التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة. قال نائب الرئيس العراقى، أسامة النجيفى فى حوار تليفزيونى، الأحد، إن مجزرة الموصل تحتاج لتحقيق حتى تتبين الحقائق، مضيفا: "نريد أن نعرف حقيقة الأمور.. هي قضية ليست عادية ونحن مع كشف الحقيقة ومحاسبة المقصر ومنع تكرار الأمر"، مضيفا: "أرواح 500 شخص بريء ليست قضية هينة، إذا كان هناك احترام لدماء الأبرياء فيجب محاسبة من أصدر هذه الأوامر ومن نفذ". وقالت رئيسة مجلس قضاء مدينة الموصل بسمة بسيم إن الغارات التى شنها التحالف أدت لمقتل 500 مدنى، وذلك فى أحد أحياء الجانب الغربى لمدينة الموصل. فيما أمر وزير الدفاع العراقى عرفان الحيالى بفتح تحقيق فورى بشأن حادثة القصف الجوى في حى الموصل الجديدة فى الساحل الأيمن لمدينة الموصل. وقالت وزارة الدفاع العراقية فى بيان مقتضب إن وزير الدفاع عرفان محمود الحيالى أمر بفتح تحقيق فوري بحادثة القصف الجوي التي حدثت في حي الموصل الجديدة فى الساحل الأيمن. بدوره قال عضو مجلس النواب العراقى أحمد مدلول الجربا فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" من العراق، اليوم الأحد، ان تنظيم داعش الإرهابى استخدم المدنيين كدروع خلال المعارك الدائرة فى حى الرسالة ما أدى لمقتل وجرح العشرات، مؤكدا ان مجلس النواب العراقى سيعقد جلسة الثلاثاء المقبل لبحث ملابسات القصف والوقوف على الجهة التى أعطت الجهة المعلومات لقصف المكان. وقصف طائرات التحالف الدولى منازل فى حى الرسالة شرق مدينة الموصل ظنا منهم بتواجد عناصر تنظيم داعش الإرهابى، وهو ما ثبت عكسه، وأدت الغارات لمقتل وجرح المئات من المدنيين. وكان الجيش الأمريكي قد اعترف بمقتل "عشرات المدنيين العراقيين"، جراء قصف طائرات التحالف الدولي لمناطق مدنية غربي مدينة الموصل.وأعلن الجيش أن تحقيقا قد بدأ بالفعل لمعرفة تفاصيل الواقعة وكشف ملابساتها. وتواصل القوات الأمنية العراقية عملياتها فى الجانب الأيمن لمدينة الموصل، فقد تمكنت القوات من تحرير نصف المنطقة فى ظل تعثر تقدم القوات عقب وصول القوات إلى الحى القديم الذى تنتشر به الأزقة الضيقة ويضم مسجد النورى، الذي أعلن منه زعيم داعش الإرهابى أبو بكر البغدادى ما تسمى "دولة الخلافة الإسلامية" فى يونيو 2014. بدورها اعتبرت عضو مجلس النواب العراقى عن الاتحاد الوطنى الكردستانى ريزان شيخ دلير، الأحد، مقتل مدنيين ب‍الموصل بأنه أبشع جريمة فى القرن الحادي والعشرين بعد سبى وقتل الايزيديين من قبل "داعش"، مبينة أنها حصلت بسبب قرارات هوجاء أمرت بتدمير المكان الذي كانوا يحتمون به، فيما دعت إلى محاسبة المقصرين. من جهته، قال نائب القائد العام للتحالف البرى جادير جنرال جون ريتشاردسون إن الحل قد يكمن فى تغيير الأساليب، مشيراً إلى أن الجيش العراقى يدرس فتح جبهة أخرى وعزل الحى القديم الذى يبدى المتشددون فيه مقاومة شرسة. بدوره قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن هناك تقارير غير مؤكدة عن مقتل قرابة 700 مدنى فى ضربات جوية للقوات العراقية والتحالف أو أعمال عنف لداعش منذ بدء الهجوم على غرب الموصل. وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبورى دعا، أمس السبت، إلى عقد جلسة برلمانية طارئة يوم الثلاثاء المقبل لبحث مجزرة الموصل الجديدة، فيما أعلن التحالف الدولى ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة ، أنه فتح تحقيقا في التقارير التي تحدثت عن مجازر جماعية للسكان المدنيين في الموصل جراء غارات التحالف الجوية. فيما التزمت المنظمات الحقوق الدولية الصمت تجاه المجزرة التى وقعت فى مدينة الموصل فى ظل محاولة الولايات المتحدة الأمريكية التى تقود التحالف تبرئة ساحتها من القصف الذى وقع، محملة أطراف عراقية المسئولية، زاعمة أنها أعطت الأوامر لاستهداف المنطقة.