من الصعب، بل إنه من المستحيل، أن تعد أو تحصى، عدد المشاهد المهمة أو كما يقال عليها "ماستر سين" فى أفلام العبقرى الراحل أحمد زكى، فكل مشهد وكل إطلالة، حتى لو بنظرة فقط، هى ماستر سين فى أعمال زكى.
حضوره الطاغى على شاشة السينما، كفيل بجذب عينيك إليه، فضحكته تضحك، وبكاءه يبكيك، وتحبه وتتعاطف معه، حتى وان لم يكن يستحق هذا التعاطف، ولكنها تلقائيته وعفويته هى التى تجبرك على ذلك.
ويرصد انفراد، 5 مشاهد مميزة للنجم أحمد زكى فى أبرز أفلامه على مدار مسيرته الفنية.
1. البرىء.. تعاون أحمد زكى خلال هذا الفيلم، مع المخرج الراحل عاطف الطيب، والكاتب الكبير وحيد حامد، حيث قدم الثلاثى فى نهاية هذا العمل العظيم، نهايتين، بسبب تدخل الرقابة، إلا أن النهاية الأكثر درامية، هو حينما قام أحمد سبع الليل "أحمد زكى" بقتل زملاءه فى معسكر المعتقل الذى كان يؤدى فيه خدمته العسكرية، بسبب الظلم الذى شاهده بنفسه، والخداع الذى تعرض له طوال مدة خدمته، حيث قام سبع الليل، بإلتقاط سلاحه، وقتل أغلب أفراد المعسكر بجنوده وضباطه، وبعدها أخذ يعزف على "الناى" حتى تلقى طلقة من مجهول تقتله على الفور.
2. ضد الحكومة.. يستيقظ ضمير المحامى مصطفى خلف أمام منصة القضاء، وهو يترافع نيابة عن مجموعة من أولياء الأمور الذين تعرضوا أولاد لحادث سير بسبب الإهمال، حيث كان يترافع للحصول على نسبة من التعوضيات، ولكنه يصطدم بأن ابنه والذى لا يعرف عنه شيء، هو أحد ضحايا هذا الحادث، فيقدم فى نهاية الفيلم واحدة من أفضل مرافعات المحامين فى السينما المصرية، ويقول جملته الشهيرة "كلنا فاسدون.. لا أستثنى أحدا"، والفيلم أيضا إخراج عاطف الطيب، وتأليف بشير الديك.
3. زوجة رجل مهم.. العمل هو للمخرج محمد خان، والذى يركز فى تفاصيل أكثر إنسانية فى شخصيات أفلامه، ففى نهاية الفيلم يقدم هشام الضابط المتقاعد والمحال إلى المعاش، على قتل والد زوجته، ثم الانتحار، فهو الضابط الفاسد، الذى كان يدعى أنه يحافظ على أمن البلد والدولة، ولكنه كان يستخدم تلك السلطة لمصالحه الخاصة.
4. أرض الخوف.. بعد سنوات من خلعه لبدلة الضابط وارتداءه ثوب تاجر المخدرات، بتكليف من الداخلية لمعرفة أسرار تلك التجارة، يظل أدم أبو دبورة يرسل رسائله لعنوان متفق عليه، ولكن فى ذلك المشهد تحديدا والذى جمعه بالفنان عبد الرحمن أبو زهرة الذى جسد شخصية "موسىى" موظف البريد، يكتشف ابو دبورة أن كل السنين التى عاشها فى تلك المهمة ضاعت فى لاشىء، حيث يستحق هذا المشهد أن يكون من أفضل المشهد فى رائعة المخرج داوود عبد السيد.
5. معالى الوزير.. يعود أحمد زكى للتعاون مع الكاتب الكبير وحيد حامد، والذى جسد فيه زكى شخصية "رستم رستم" أحد كوادر الحزب الحاكم، والذى يتم ترشيح اسمه بالخطأ لحقيبة وزارية، ولم يتاح للمسئولين الوقت الكافى لتدراج هذا الخطأ، فيعين وزيرا ويتمسك بالفرصة، ولعل أبرز مشاهد هذا الفيلم، هو الظهور الخاص للنجمة يسرا، زوجته السابقة والتى اكتشفت أنه يكتب فيها تقارير حينما كانوا طلبة فى الجامعة، فتقابله بعد سنوات طويلة وتسخر من الصدفة التى جعلته وزيرا واصفه إياه بـ"وزير الصدفة"، ليقول جملته الشهير لعطيه مساعده "عمرك شفت سفالة أكتر من كده".