عادة ما تصدر لنا دول الغرب صورة عن احترام المرأة والحريات العامة والثقافة الجنسية الصحيحة التى يفتقدها الشرق الاوسط والعالم الثالث على عكس الواقع الذى تعيشه نساء أكبر دولتين داعمتين لحقوق المرأة والمساواة هناك .
قبل مرور عشرون يوما على الفضيحة الجنسية التى هزت الولايات المتحدة الأمريكية والتى طالت جميع أفرع الجيش الأمريكى وليس فقط قوات المارينز في واقعة تبادل عدد من الجنود الحاليين والسابقين في مشاة البحرية الأمريكية صورا عارية لزميلاتهم على نطاق واسع على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تفجرت فضيحة أخرى كبرى فى صوف جيش دولة عظمى أخرى وهى ألمانيا ,حيث كشفت تقارير مسربة استغلالا جنسيا يتم لعدد كبير من المجندات، في مركز للتدريب بوحدة العمليات الخاصة جنوبي البلاد.
صحيفة ألمانية كبرى نشرت تقرير شامل يفضح كافة الممارسات المهينة واللااخلاقية ضد المرأة المجندة فى ألمانيا.
وأشارت الى ان تحقيقا موسعا ستتبعه سلسلة كاملة من الاصلاحات الهيكلية فى منظمة الجيش الالمانى ككل عقب الانتخاء من لاتحقيقات فى تلك الفضيحة التى طالت القيادة الداخلية داخل مركز تدريب العمليات الخاصة .
المبادىء غائبة عن دروس القتال فى الغرب :
رغم ان الحرب شرف والعسكرية اخلاق وان المبادىء هى اهم ما يميز المحارب الا ان ما حدث داخل جيوش الغرب يدل على أن المنظومة العسكرية فى الدول الكبرى تحتاج إعادة نظر وضبط بجانب اصلاحات هيكلية ورصد حالات العنف الجنسى والجسدى لمنع تكرار هذه الحوادث .
ووصفت الصحيفة الالمانية كل ما يتم داخل مركز "فولندورف" للعمليات الخاصة والذى فيه استغلال الجنود والمجندات جنسيا باستخدام موازين الحرارة الشرجية خلال التدريبات من طقوس مهينة بـ"الخطيرة والمأساوية"
تمثل النساء نسبة حوالى 11 بالمئة من حجم تشكيل الجيش الالمانى الذى يتكون من 178 الف جندى لكن لا يمثلن حوالى اثنين بالمئة فقط فى بعض الوحدات القتالية وأضافت التقارير ان المتورطين فى هذه الفضحية هم ضباط وجنودا صغار السن يتراوح اعمارهم بين 20 عاما و30 عاما فى وحدات مرتبطة بسلاح المشاة ومراكز التدريب التابعة لمركز العمليات الخاصة.
فضيحة القوات الخاصة الالمانية ومن قبلها المارينز الاميريكية فى اوقات متقاربة وتشابه الاحداث المتعلقة بالنساء خاصة يثيران الجدل حول وضع المرأة الاوروبية والانتهاكات الجسدية العنيفة التى تتعرض لها داخل مجتمعات تعكس لنا صورة غبر الحقيقة وإذا كانت المجندات فى صفوف جيوش من المفترض انها تلتزم بالمبادىء العسكرية الصارمة واخلاق المحاربين فما بالك بالمرأة المدنية وما قد يحدث لها فى شوارع وحوارى اوروبا .