لم يدر بخلد أحدنا وهو يشاهد فيلم " التجربة الدنماركية "، أن مشهدا من هذا الفيلم ممكن أن يتكرر فى الواقع، ولم يكن يدر بخلد أحد أن مجتمعا ريفيا كمدينة الزقازيق، قد يفقد بعض شبابه ما يمتاز به هذا المجتمع من القيم والنخوة، ليحاولوا التحرش بإحدى الفتيات، وبشكل جماعى، فى مشهد مؤسف بكل المقاييس.
منطقة فيلل الجامعة، بمدينة الزقازيق بالشرقية، شهدت مساء أمس، هذا المشهد ، حيث تحرش عدد من الشباببصورة جماعية، بفتاة، ترتدي فستانا قصيرا، وتم حجزها بأحد الكافيهات لحين وصول الشرطة لتحريرها منهم، والتى أطلقت 12 طلقة في الهواء لتفريق الشباب وتم ضبط 6 منهم.
بداية المشهد
الواقعة بدأت بتلقي اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء هشام خطاب مدير المباحث الجنائية، يفيد بقيام العشرات من الشباب بالتحرش بفتاة، بمنطقة القومية.
توجهت قوة من قسم ثاني الزقازيق، برئاسة الرائد عصام عتيق رئيس مباحث القسم، وتبين تجمع عدد كبير من الشباب، أمام كافيه بمنطقة القومية، لمعاكسة فتاة تدعى" س ن ال " 19 سنة طالبة ومقيمة بمدينة أبوكبير. وتم إخطار نيابة قسم ثاني الزقازيق، للتحقيق بإشراف المستشار الدكتور ياسر إبراهيم هندي المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية.
كشفت التحقيقات أن الفتاة، كانت ترتدي ملابس قصيرة جدا، حيث كانت تحضر حفل زفاف شقيق صديق لها بنادي الشرقية، وبعد انتهاء الفرح، خرجت مع صديقها لدخول أحد الكافيهات بمنطقة القومية، فشاهدها أحد الشباب قبل وصولها الكافيه، وقام بالتحرش بها لفظيا، وشدها من يدها، وأثار بعض الشباب نحوها، فاستغاثت بالأهالي المتواجدين، الذين أدخلوها الكافيه، لحين وصول الشرطة.
وصول الشرطة
وعند وصول قوات الشرطة، وجدت تجمعات عديدة من الشباب، فأطلق الضباط 12 طلقة تحذيرية في الهواء، لتفريق الشباب، وأخرجه الفتاة، وقبضوا على 6 شباب تعرفت الفتاة على أحدهم، ويدعي" أحمد أ أ" مقيم الحناوي قسم أول الزقازيق، وتم حجزهم للعرض على النيابة العامة، وصرف الفتاة من ديوان القسم، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2252 إداري قسم ثاني الزقازيق لسنة 2017.
شهود عيان يروون الواقعة
وقال شهود العيان لـ "انفراد"، إنهم شاهدوا فتاة، ترتدي فستانا قصيرا يظهر أنوثتها،تمشيفي الشارع ، بالقرب من محل عصير بين منطقتيالقومية وفلل الجامعة،تحاول الهرب من مضايقة الشباب الذين تحرشوا بها لفظيا، وبادر بعضهمبالتحرش بها جنسيا ولمس جسدها، وكان العدد يزيد، ففرت هاربة إلى أحد الكافيهات للاحتماء بها.
يقول أحمد سعيد طالب:" فجأة انتشر بين المارة أنالشباب يتحرشون بفتاهبملابس شبة عارية،فبدأالشباب يتجمعون حولها، والذين كانت معظم أعمارهم من 14 إلى 19 سنة، ليصل العدد للمئات في لحظات، حاول بعض أصحاب المحلات و العقلاء التدخل لفض التجمهر ، ودخلت الفتاة في الكافيه للهروب منهم ، إلا أنهم فشلوا قاموا بالاتصال بالشرطة".
ويستطرد، أحمد سمير والسيد عمر ، أن الشرطة دخلتللكافيه، لتخليص الفتاة، وقبضت على مجموعة منهم ، وعند ركوبها سيارة الشرطة ، تجمعناحية البوكسالشباب، فقامت الشرطة بإطلاق أعيرة تحذيرية ، في الهواء لتخليصها.
ويشيرالسيد عبدالسلام ، عامل في أحد المحال، التي وقع أمامها الحادث، إلى أن هذه المنطقة تكون دائما مزدحمة جدا بالشباب، والذين يصطفون بسياراتهم فيها لتناول المشروبات والتنزهه، فضلا عن تكدس الشوارع الجانبيةبالمارة ، وأنه أكثر من مرة يتم التحرش اللفظي فيها بفتيات، إلا ان هذه المرة الأولى التى تقع فيها مثل هذه الواقعة و يكون التحرش بصورة جماعية.
ومن جانبها أعربت المهندسة فايقة فهيم، عضو مجلس النواب عن مقعد المرأة ، لـ " انفراد "عن استيائها الشديدمن الحادث،وأعلنت أنها ستتقدم بطلب إحاطة تتطالب فيها بسرعة إصدار قانون مناهضة العنف ضد المرأة وتغليظ عقوبات التحرش بكافة أنواعها، للحد من تلك الظاهرة، مطالبة بضرورة تطوير الخطاب الدينيوتوعية الشباب.
أقوال الفتاة فى محضر الشرطة
ومن جانب آخر ينشر "انفراد" أقوال الفتاة" س" من خلال محضر الشرطة، وبسؤالها عن بياناتها الشخصية في المحضر أجابت:اسمي "س ن ال " 19 سنة طالبة جامعية، ومقيمة بندر أبوكبير بمحافظة الشرقية.
س-ماهو قصدك من البلاغ؟
ج-أثناء سيري بالشارع فوجئت بمجموعة من الشباب قاموا بمعاكستي بالطريق العام، وقام واحد منهم بشدي من يدي في الشارع، وقمت بالاستغاثة بالناس، وأحد الأشخاص تعرف على الشاب الذي جذبني من يدي ويدعي" أحمد أ أ " مقيم منطقة الحناوي قسم أول الزقازيق.
س- ومتي وأين تم ذلك؟
ج- اليوم بتاريخ 30-3حوالي الساعة10 مساء، بفلل الجامعة قسم ثاني الزقازيق.
س- هل حدث ذلك أمام أحد؟
ج- أمام عدد كبير من الناس بالشارع.
س- وماهو الضرر الواقع عليك؟
ج- هو قيام المشكو في حقه ومعه مجموعة من الأشخاص بمعاكستي بالشارع وشدي من يدي أمام الناس.
س- وما هي صلتك بالمشكو في حقك؟
ج – لا أعرفه
س- وما هو سبب قيامه بذلك؟
ج- لا أعرف
وبسؤال المشكو في حقه الذي يدعي"أحمد أ أ " مواليد 1991مقيم الزقازيق، أنكر.
س- ماهو قولك فيما هو منسوب إليك؟
ج-محصلش
س-وما هي تفصيلات ما حدث؟
ج-أنا كنت بتمشي أنا وأصحابي في الشارع وهي كانت ماشية، ومجموعة من الأشخاص كانت بتعاكسها، واتجمعوا عليها وكله كان بيخبط فيها وهي كانت في وسط الشباب.
س- وما هو أقوالك عما جاء بأقوال المبلغة باتهامك بالتحرش بها؟
ج- محصلش والشباب كتير كانوا حواليها، وأنا كنت واقف زي زي الشباب، بتفرج.
س- وما هو أقوالك في قيامك بشدها من يدها بالشارع؟
ج- محصلش نهائيا.