قالت مصادر سورية مطلعة، إن قوات التحالف الدولى ضد تنظيم داعش مدعومة بقوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة التى يقودها رئيس تيار الغد السورى أحمد الجربا تحشد قواتها لبدء "المعركة الكبرى" لتحرير مدينة الرقة من قبضة تنظيم داعش الإرهابى.
ورجحت المصادر فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، اليوم الجمعة، أن تطلق قوات سوريا الديمقراطية العملية العسكرية خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدة أن طيران التحالف الدولى بدأ يحلق فى سماء مدينة الرقة لاستطلاع الأوضاع فى المدينة التى يقطنها آلاف المدنيين المحتجزين من قبل التنظيم الإرهابى.
فيا أكدت المتحدثة باسم غرفة عمليات "غضب الفرات"، جيهان شيخ أحمد، أن القوات لدينا مستعدة وعددها كافى لحملة تحرير الرقة، مشيرة إلى أن حملة تحرير مدينة الطبقة و"سد الفرات" مستمرة فى وجود تقدم كبير من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت المتحدثة باسم غرفة عمليات غضب الفرات فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، اليوم الجمعة، أنه بمجرد انطلاق حملة تحرير مدينة الرقة سيعلن عنها بشكل رسمى، مؤكدة أن القوات على أتم الاستعداد وجاهزة فى جميع الأحوال والأوقات.
ومن المقرر أن ينطلق الهجوم على مدينة الرقة لطرد تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولى الذى تقوده واشنطن خلال الأيام المقبلة، وهى المعركة التى تترقبها العديد من القوى الدولية والمحلية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، جيف ديفيس، أن "وقتًا طويلًا أتيح لتنظيم داعش لبناء دفاعاته ومواقعه القتالية وتلغيم منازل وسيارات بشحنات ناسفة بدائية الصنع. كل ذلك ينتظر من سيتحرك لتحرير الرقة فى نهاية المطاف. وإذا ما قورنت بمدن أخرى أصغر حجمًا فى العراق، ستجد أن تلك الأمور تحتاج عادة لوقت أطول من ذلك".
وبالرغم من اقتراب معركة تحرير الرقة من الانطلاق لطرد تنظيم داعش إلا أن التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة لم تحدد بعد مرحلة ما بعد طرد داعش، فيما تتوارد أنباء عن نية ضم الأكراد للرقة إلى مشروعهم الفيدرالى، فيما تسعى تركيا لبسط سيطرة الفصائل المقاتلة معها على المنطقة، وفى المقابل يتوقع مراقبون أن تتسلم القوات العربية التى تدعمها واشنطن مقاليد إدارة الرقة عقب تحريرها.
واختارت الولايات المتحدة الأمريكية خلال المرحلة الأولى للمعركة قوات كردية لتكون رأس حربة لهم، وقاموا بتزويدها بأسلحة متطورة مع توفير الدعم الجوى الكامل، ودفعوا بالمزيد من القوات الخاصة والخبراء والمستشارين.
واستبقت الولايات المتحدة الأمريكية العملية الكبرى لتحرير الرقة بزيارة سريعة قام بها وزير الخارجية الأمريكى إلى أنقرة لإرسال رسائل طمأنة للجانب التركى للتقليل من مخاوفها بشأن معركة تحرير الرقة ومحاولة تقويض أى عرقلة تقوم بها أنقرة للعملية.
وأعلنت المتحدثة باسم غرفة عمليات غضب ان مدينة الرقة باتت مدينة معزولة وذلك عقب قصف جسور الرقة والتى تعد أحد العوامل الهامة التي أدّت لعزل المدينة وذلك بعد تدميرها بشكل كامل وإخراجها عن الخدمة من قبل طيران التحالف الدولى.
ويواجه أكثر من 300 ألف مدنى فى مدينة الرقة مصيرا مجهولا فى أعقاب الهجوم المرتقب لتحرير المدينة من قبضة داعش، فيما بدأت العديد من العائلات الليبية النزوح إلى خارج الرقة عبر الممرات الامنة التى تخصصها عملية غضب الفرات للمدنيين.
ويرجح مراقبون ان تتخذ قوات التحالف الدولى خلال معركة الرقة المرتقبة استخدام مطار "الطبقة الاستراتيجى" الذى يبعد عن مدينة الرقمة 55 كم، وذلك فى ظل تقارير إعلامية تتحدث عن نية الولايات المتحدة الامريكية أن يكون المطار قاعدة عسكرية أمريكية فى المنطقة الاستراتيجية التى تتوسط إيران والعراق وتركيا.
ومن المتوقع أن تقوم القوات الكردية التى تقاتل فى صفوف قوات سوريا الديمقراطية بإبرام تحالفات مع قوى محلية عربية عشائرية من مدينة الرقة وريفها، لتقبل التعاون والانخراط فى تحالفات محلية لخلق غطاء قوى للقوات التى من المقرر أن تستمر عملياتها لعدة أسابيع.