مصر على أعتاب طفرة فى صناعة "الموبيليا".. اتجاه مصنعى الأثاث لاستيراد الأخشاب من الجابون بدلاً من أوروبا لاستغلال فرق السعر.. سفير الجابون يزور المنطقة الصناعية بدمياط.. ويعرض 15 نوعا جديدا للأخشاب

تواجه صناعة الأثاث فى مصر عدة مشكلات خاصة بعد تحرير سعر الصرف، وارتفاع المواد الخام المستخدمة فى صناعة الأخشاب بنسبة تخطت 100%، وكذلك حدوث ركود فى السوق المحلى وسوق التصدير، ويبحث مصنعو الأثاث لإيجاد حلول غير تقليدية لمواجهة استمرار موجة غلاء أسعار المواد الخام. وتمثل أسعار المادة الخام فى صناعة الأثاث والتى تتنوع ما بين الأخشاب والدهانات والأسفنج، أكبر عقبة أمام المصنعين فى مصر، لكن نظرًا لأن الخشب هو المكون الرئيسى فإن إيجاد وسيلة لخفض سعره أو إيجاد أسواق بديلة لاستيراده، سيؤدى ذلك إلى إحداث طفرة كبيرة فى صناعة "الموبيليا" ليس فقط بالسوق المحلى لكن لسوق الصادارت خاصة لأفريقيا. كشف المهندس أحمد حسين بدر عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأثاث وعضو لجنة التعاون، أنه خلال الأسبوع الماضى زار "جى روجيه نزيه" سفير الجابون فى القاهرة المنطقة الصناعية فى دمياط الجديدة، مع وفد من السفارة للوقوف على طرق عمل صناعة الأثاث فى مصر خاصة مع تميز منطقة دمياط وسمعتها الجيدة فى صناعة الأثاث أفريقيا وعاليما. وبحسب حسين، فإن السفير الجابونى أبدى إعجابه بأداء مصانع الأثاث فى دمياط واطلع على أنواع الخشب المستخدمة فى صناعة الموبيليا فى مصر، لافتا إلى أنه خلال الأشهر الماضية فإن مصنعى الأثاث فى دمياط يبحثون عن أنواع خشب جديدة فى الأسواق الأفريقية حتى وقع الاختيار على الجابون. وقال عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأثاث، إن جميع أنواع الخشب الزان والخشب الأبيض والسويد ارتفعت أسعارها بنسبة 100% خلال الستة أشهر الماضية وكذلك الخشب "الأبلكاش" زاد سعره بنفس قدر زيادة الزان، وهى الأنواع الرئيسية المستخدمة فى تصنيع الأثاث، لذلك كان لزامًا على المصنعين البحث عن أنواع جديدة من الأخشاب بأسعار متوسطة. وكشف، عن إجراء اتصالات مع السفارة الجابونية بالقاهرة للترتيب لزيارة السفير للمنطقة الصناعية فى دمياط، عقب بحث مطول من قبل المصنعين عن أفضل الدول التى يمكن الاعتماد عليها فى تدبير بعض أنواع الخشب لتكون بديلًا للاستيراد من الأسواق الأوروبية، حتى نتمكن خلال الفترة المقبلة من إنتاج "أثاث" ذات أسعار مناسبة للسوق المحلى وسعر ينافس فى الأسواق العالمية ليكون بابًا للتصدير. وذكر عضو لجنة التعاون مع أفريقيا، أن السفير الجابونى فى مصر سلمنا عينات من الخشب وعرض 15 نوعا من أصل 150 نوعا مزمع أن نضطلع عليها خلال زيارة وفد من المصنعين المصريين للجابون يوم 5 أبريل المقبل وسنزور وسط وغرب أفريقيا للوقوف على الأنواع الجديدة، مشيرا إلى أن جودة الأخشاب التى عرضها السفير عالية وألوانها جيدة تتناسب مع ما نقوم بتصنيعه فى دمياط. وحول إمكانية إحلال هذه الأخشاب مكان الأنواع المستخدمة فى صناعة "الموبيليا" حاليا، أوضح حسين، أن الأخشاب التى عرضها السفير علينا جيدة جدا ودرجة رطوبتها صفر والخشب يصل مصر مجففا بدون أى رطوبة، وهو ما قد يكون بابا لإحداث طفرة فى صناعة الأثاث المكتبى والمنزلى خلال المرحلة القادمة، وخلال الرحلة للجابون المقررة فى أبريل سنقف على وضع الأخشاب على الطبيعة وفى أماكن زراعتها. وكشف حسين، أن الوفد المقرر أن يسافر إلى الجابون يضم "عبد الحليم العراقى، محمد عبد الغفار عضوى مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب، ومحمود فؤاد المدير التنفيذى للغرفة، لافتا إلى أنه من المقرر مقابلة السفير أحمد بكر السفير المصرى فى الجابون. وأكد، أن الزيارة سيتخللها عمل مقارنات على أرض الواقع مع أنواع الخشب التى نستخدمها حاليا وكذلك احتساب أسعارها مقارنة بالأسعار التى نستورد منها حاليًا، وقد نواجه مشكلة كبيرة فى عملية الشحن إلى أفريقا عامة والجابون بصفة خاصة، مشيرا إلى أهمية أن تتدخل الحكومة بعمل مركز لوجوستى فى أفريقيا للمساهمة فى عمليات شحن المواد الخام لمصر والتصدير لها بعد التصنيع. وقال حسين، إن نجاح استيراد الأخشاب من الجابون سيوفر ملايين الدولارات للدولة وكذلك سيدعم السوق المحلى بكميات كبيرة من "الموبيليا" وسيساهم فى خفض الأسعار بصورة واضحة جدا وكل هذا يتوقف على سهولة الاستيراد من الجابون والتوافق حول أسعار الأنواع الجديدة للخشب. فى سياق متصل، كشف أسامة عكاشة أحد مصنعى الأثاث فى مصر، أن أسعار جميع أنواع الأخشاب شهدت زيادة كبيرة بزيادات تتراوح بين 50% لأقل الأنواع من حيث الجودة لتصل إلى 200 % لبعض أنواع الأخشاب، لافتا إلى أن أنواع الخشب الارو الأمريكى كان سعر المتر 12 ألف جنيه، ارتفع ليصل إلى 28 ألفا بزيادة 150%، والخشب الماهوجنى وهو مستورد من المكسيك وأمريكا الجنوبية كان سعره 9 آلاف ووصل إلى 21 ألف جنيه، والخشب نوع جوز ترك ارتفع بنسبة تخطت 150%، والبلوط سعره كان يتراوح بين 9500 و 10 آلاف جنيه وحاليا وصل إلى 25 ألف جنيه، بعد تحرير سعر الصرف وارتفاع سعر الدولار الجمركى. وأضاف مُصنع الأثاث، أن سعر متر خشب التيك كان 12 ألف جنيه، وصل حالياً إلى 23 ألف جنيه، والخشب المسكى كان سعره 2500 أصبح 5800 جنيها، مشيرا إلى أن لوح الخشب "M.D.F" وهو خشب إسبانى كان سعره 140 جنيها وصل حاليا إلى 340 جنيها، فيما ارتفع سعر لوح الكونتر ويصنع من الخشب الموسكى والأبلكاش إلى 600 جنيه بدلا من 280 جنيها ويستخدم فى صناعة الموبيليا. وذكر أسامة عكاشة، أن الخشب العزيزى كان سعر المتر يصل إلى 4500 جنيه، وصل إلى 12 ألف جنيه، وخشب البليسندر وهو من أغلى أنواع الأخشاب سعره ارتفع 200 % ، وكذلك أخشاب "الابانوب والوردى" شهدت زيادات كبيرة، لافتا إلى أن جميع احتياجات المصنعين من الخشب مستوردة من الخارج لأن المناخ فى مصر لا يسمح بزراعة أشجار الأخشاب، موضحا " أن أى أنواع جديدة للأخشاب بسعر أقل من الحالى سيساهم فى خفض الأسعار".