بالصور.. باحثون يرصدون ظاهرة فلكية جديدة تؤكد: أشعة الشمس تربط بين الكرنك ومعابد هابو.. تضيئ لوحات رمسيس الثالث يومى 21 سبتمبر و21 مارس كل عام.. وقائد الفريق البحثى: الظاهرة تتزامن مع "مواكب الاحتفالا

أعلن فريق من الباحثين المصريين عن اكتشاف ظاهرة فلكية وهندسية مميزةبمعابد هابو للقدماء المصريين بالبر الغربى، وتتمثل فى كون أشعة الشمس تربط بين معابد الكرنك بالشرق ومعابد هابو بالغرب، لتقوم بإضاءة لوحات الملك رمسيس الثالث بهابو لدى تقديمه القرابين للآلهة، وذلك يومى 21 سبتمبر و21 مارس. وفى هذا الصدد صرح الدكتور أحمد عوض قائد الفريق البحثى والمتخصص فى دراسة الظواهر الفلكية والهندسية بالمعابد الفرعونية المختلفة بمصر، أنه رصد تلك الظاهرة الفلكية التاريخية، وذلك بالاشتراك مع اثنين من فريقه بالأقصر وهم كل من الطيب عبد الله حسن المرشد السياحى، وأيمن أبو زيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، وهم من عشاق الترويج والتنشيط للسياحة والآثار فى الأقصر، حيث تم رصدها ميدانياً لأكثر من مرة مضت. وأضاف الدكتور أحمد عوض فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه بحكم كونه متخصصاً فى رصد الظواهر الهندسية والفلكية بالمعابد المصرية الفرعونية، أنه تواجد فى الأقصر برفقه أصدقاؤه فى 21 مارس الماضى لمتابعة تلك الظاهرة، وبالفعل أثبت أن الفراعنة كانوا ملوكاً بمعنى الكلمة فى مجالات الهندسة المعمارية والفلكية، حيث نجحوا فى التأكد من قيام أشعة الشمس بربط معابد الكرنك بالغرب والذى كان يرى الفراعنة أنه مركز الكون، بمعابد مدينة هابو بالبر الغربى، حيث تبين لهم أن الأشعة تسقط على أعمدة الصالة الثانية بمعابد هابو، لتضىء لوحات تمثل الملك رمسيس الثالث، لدى تقديمه القرابين للآلهة، وهو المشهد المنقوش على عدد من الأعمدة فى هابو، حيث تقوم الشمس بحركة مميزة لإضاءة عمود وراء الآخر من الجنوب إلى الشمال. وأوضح الباحث أحمد عوض أنه تبين لفريق البحث أن تلك الظاهرة تحدث فى أيام الاعتدال الربيعى والخريفى فى أيام محددة وهى 21 مارس و21 سبتمبر من كل عام، حيث أن ذلك يتزامن مع "مواكب الاحتفالات العشرية" والتى كان فيها يقوم الإله آمون بالحركة من الكرنك لزيارة الأسلاف والأجداد فى معابد هابو الجنائزية. ومن جانبه قال عضو فريق البحث الطيب عبد الله حسن، أنهم بذلوا جهداً كبيراً فى رصد ودراسة تلك الظاهرة التى تحمل دلالة دينية مهمة لدى القدماء المصريين، حيث أن رحلة الشمس تتوافق فلكياً مع اليومين اللذان تم رصد الظاهرة خلالهما وهما يتساوى فيهما النهار مع الليل، مؤكداً أن رحلة الشمس للعالم الآخر عند الفراعنة تكون خلال 12 ساعة، وهو ما يؤكد صحة دراساتهم ونظرية الباحث أحمد عوض، مشدداً على "مواكب الاحتفالات العشرية" تعتبر احتفالاً دينياً بحتاً فى العقيدة الفرعونية، حيث يتم فيها زيارة الموتى فى البر الغربى عبر رحلات من الشرق. وأوضح الطيب عبد الله لـ"انفراد" أن الظاهرة تؤكد على وجود أبعاد دينية وراء مختلف الظواهر الفلكية والهندسية بالمعابد المصرية، حيث يمثل شعاع شروق الشمس الواصل ما بين معابد الكرنك ومعابد هابو تجسيدا رمزيا، لزيارة المعبود الشمسى آمون رع لمقر الموتى الأوائل طبقا للشعائر الدينية التى كانت تقام فى الأعياد العشرية، مشدداً على أنه تم توثيق سقوط أشعة الشمس على مناظر الملك رمسيس الثالث وهو يقدم القرابين إلى المعبودات المختلفة، ووهى المناظر التى تم نقشها بكل دقة على الأعمدة المقامة على شكل عيدان بنات البردى، الموجودة بالرواق الداخلى لصالة الأعمدة الثانية بمعابد هابو، فى تأكيد على أن المصرى القديم قد شيد أعمدة هذا الرواق وصور عليها مناظر الملك بنظام معمارى دقيق طبقا لحسابات فلكية تم من خلالها التحكم فى مناطق الضوء والظل حتى يتم إضاءة مناظر الملك على كل عمود من الجنوب إلى الشمال، فى تتابع زمنى دقيق. أما أيمن أبو زيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، فقد صرح بأن فريق البحث يقوم بخطوات كبيرة لتوثيق تلك الظواهر الفلكية فى أربعة معابد، ويسعى من خلال كشف تلك الظواهر والأفكار المميزة للفراعنة للسعى لجذب أكبر قدر من السائحين لمتابعتها على أرض الواقع، مؤكداً على أن القدماء المصريين أظهروا فن كبير وتطوير مميز فى الظاهرة الأخيرة حيث أن الكرنك يبعد عن هابو مسافة لا تقل عن 5 ونصف كيلو متر، ومتابعة العمل بذلك الأسلوب الفلكى والهندسى المميز رغم الإمكانيات المحدودة لديهم أمر كبير جداً يدل على مدى قرتهم وتفوقهم وبراعتهم فى تلك الأمور.