حركات ومجموعات الألتراس واحدة من أكثر المجموعات التى أثارت الجدل خلال الفترة الماضية، وتسارعت وتيرة الاهتمام بعد سقوط ارتفاع حدة العنف التى أدت لسقوط ضحايا وشهداء سواء فى مجموعة ألتراس أهلاوى، أو ألتراس الزمالك "وايت نايت"، وشهدت الفترة الأخيرة هجوما حادا على تلك المجموعات خصوصا من بعض الإعلاميين ما فرض حولهم حالة صخب، قبل أن يمد الرئيس عبد الفتاح السيسى يد المصالحة قبل أيام فى مداخلة تليفونية مع الإعلامى عمرو أديب.
ورغم إصدار ألتراس أهلاوى بيان ردا على مبادرة الرئيس، فإن النظر على التعليقات والنقاشات على صفحات الألتراس، والتى لا تلتزم بالجانب الرسمى، هى نظرة هامة الآن للوقوف على حقيقة الوضع داخل تلك المجموعات، وبعيدا عن كونك مؤيدا أو معارضا، متعاطفا أو رافضا لهم، فإن جولة فى صفحاتهم الآن تكشف الكثير من أفكار المنتمين لمجموعات الألتراس.
النظرة الأولى على نقاشات أعضاء ألتراس أهلاوى، وخصوصا على صفحتهم الرسمية " Ultras Ahlawy - UA07"، وتحديدا على التعليقات على بيانهم للرد على مبادرة الرئيس، ستكشف بما لا يدع مجالا للشك أن رفض المبادرة هو صاحب اليد العليا، ولعل التعليق الذى شجعه رواد الصفحة بشكل أكبر يعد أبرز دليل على ذلك، وجاء التعليق بتشبيه مبادرة الرئيس باقتراح عمرو بن العاص على معاوية بعد أن وجد أن جيش على، رضى الله عنه، فى طريقة للنصر، فقال سألقى لهم أمرا "إن قبلوه اختلفوا وإن رفضوه اختلفوا.. وهو فكرة رفع المصاحف على أسنة الرماح، فتنازع جيش الإمام على وانقسم، وخسر كل شىء".
وشرح المدون هذا التشبيه أن مبادرة الرئيس- كما يقول- تشبه ذلك الاقتراح وهى مجرد محاولة لبث الفرقة بين المجموعة، بينما جاءت الكثير من الردود مماثلة تطالب بتصعيد المعارضة لحين القصاص للشهداء دون أن يذكر من يجب أن يقتص منه، وآليات هذا القصاص والوصول له بشكل عادل.
تعليقات أخرى شجعت بيان ألتراس أهلاوى، ولكنهم نفوا نسبة ما حدث للجيش وأشاروا إلى اتهام جهاز الشرطة، مستشهدين بما فعلته الشرطة فى مباراة غزل المحلة يوم 31 ديسمبر 2011، قبل مجزرة استاد بورسعيد، وكيف تمكنت من الفصل بين الجماهير، فى حين لم تقم بنفس الأمر فى مباراة النادى الأهلى.
آخرين هاجموا الألتراس أنفسهم، وهاجموا فكرة قبول بيانهم للحوار والبحث عن حلول، ولكن الأغرب هم من فسروا البيان بأنه محاولة للتلاعب بالإعلام، وأن صياغته غير واضحة ولا تقبل الجلوس مع الرئيس، بل هى صياغة مطاطة حتى لا يعرضه الإعلام ويشوه المجموعة، وأنها مجرد محاولة للهروب من المأزق الذى وضعهم فيه الرئيس أمام الرأى العام بعد إعلانه عن رغبته فى التواصل مع الشباب وإطلاعهم على التحقيقات بل مشاركتهم فيها بشكل كامل.
هذا جانب من تلك التبريرات، والذى كتبه محمد نادى كما شرحه بالضبط، ويقول: وجهة نظرى المتواضعه جدا فى بيان ألتراس أهلاوى.. أنهم موفقين جدا فى هذا البيان وأعتقد أن مفيش داعى للانتقادات الشرسة اللى بيتعرضولها من تخوين وبيع دم الشهداء لأنهم فى البيان طالبوا بـ"عودة حق الدم والقصاص من كل من شارك فى مذبحة بورسعيد" ومقالوش (هنقعد مع الرئيس أو غيره) أو (هتصالح مع القتله أو لأ) أو (هنشترك فى تحقيقات أو لأ).. فالسيسى أحرجهم أمام الرأى العام بأنه موافق أن الحق يرجع لصحابه وهو أكبر منصب فى الدولة بيمد إيده للمساعدة والحوار معهم فلو رفضوا هيطلع أوباش من الإعلام يطبلوا ويزمروا ويقولوا "عايزيين إيه أكتر من كده ووصلة من الردح المعتاد منهم.. إلخ"، فببيان الألتراس هم رموا الكورة تانى فى ملعب السيسى وببساطة هم أثبتوا أنهم سياسيين وبيردوا على النظام واحدة بواحدة وبيقولوله ورينا بقى الخطوة التانية إيه؟، وأثبتوا أنهم أصحاب قضية ومطلبهم واحد لا بديل عنه بعد رجوع حق الشهداء "الشباب طرح المبادرات مراراً وتكراراً من أجل العودة الى مكانهم الطبيعى داخل المدرجات ونحن الآن نمد أيدينا إلى الوطن لعودة الروح إلى المدرجات والاستقرار للبلاد".
ولم يخل الأمر من بعض الأصوات العاقلة التى هاجمت حالة الهيستريا الدائرة فى التعليقات، وطالبت قادة المجموعة بعدم الالتفات لتلك الحالة والبحث عن حلول مختلفة، جانب منها يقول: بصراحة احلى خطاب شوفتوا ليكو شوفوا الرئيس هيعمل ايه لو هو عايز يحل فعلا انتو ساعدوه عشان نحل القضية دى عشان كلنا زهقنا منها وسيبكو من ام العيال الأغبية اللى بيقولو ده السيسى هيعمل زى محمد على ما عمل فى المماليك ويدبحهم والهرى ده، الكلام ده كان زمان لكن دلوقتى اصلا السيسى لو عايز يعمل حاجه هيعمل ده راجل رئيس اكبر دوله عربيه ورئيس مخابرات وانتو ناس بتفهموا سيبكو من الكلام الأهطل اللى بيعملوا كومنتات زيهم.
فيما دعمت بعض التعليقات تحرك الرئيس، مؤكدين أنه محاولة للتواصل مع كل الأفكار والمجموعات، ويحاول أن يستمع للشباب باعتبارهم أولاده وليسوا من يحكمهم، وقال التعليق: عايز يعاتب عايز يناقش، عايز يوصل لحل يرضى الجميع، مش عايز يقف ضد، رئيس الجمهورية بنفسه السيد المشير عبد الفتاح السيسى، طلب مقابلة قيادات ألتراس أهلاوى، بجد كنت أتمنى أكون واحد من القيادات دى، كنت عايز أقول الفكر اللى يتناسب مع الدولة و"وزارة الداخلية"، ومع وزارة الشباب والرياضة، ومع الاتحاد المصرى لكرة القدم، ومع النادى الأهلى، كنت هقول فكرة نتناقش فيها بتخدم كل الهيئات المسئولة دى، مش بس كده، دى بتخدم كل جهة فيهم، مليش نصيب ولكن أتمنى أن المقابلة تنتهى بنتيجة إيجابية للجميع وبدون أى حساسيات".