قالت مؤسسة التراث الأمريكية، إن مصر شريك قيم فى التحالف العالمى لمكافحة تنظيم داعش الإرهابى، مضيفة أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عليه أن يستفيد من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لواشنطن فى استعادة التعاون الاستراتيجى الوثيق مع مصر وإقامة علاقة شخصية جيدة مع زعيم رئيسى فى العالم العربى.
وأضافت مؤسسة الأبحاث الأمريكية، فى تقرير كتبه جيمس فيليبس، الباحث الرفيع فى شئون الشرق الأوسط لديها، ونشرته على موقعها الإلكترونى، أن مصر تشكل قوة ثقيلة يمكن أن تكون شريكا إقليميا فعالا فى مكافحة الإرهاب وإحتواء إيران وتهدئة الشرق الأوسط المتفجر بالإضطرابات.
وأشار التقرير إلى أنه بعد فترة طويلة من العلاقات المتوترة خلال إدارة أوباما، فإن العلاقات المصرية الأمريكية تتعافى فى ظل الرئيس دونالد ترامب، مضيفة أن زيارة السيسى للبيت الأبيض يجب أن تكون فرصة لترامب لاستعادة التعاون الاستراتيجى الوثيق مع مصر وإقامة علاقة شخصية جيدة مع أحد القادة الرئيسيين فى العالم العربى.
ووضعت المؤسسة البحثية الأمريكية، عددا من التوصيات لإصلاح العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة وتحقيق المصالح المشتركة، فأولا يجب إعادة تنشيط التعاون على صعيد مكافحة الإرهاب، باعتبار مصر شريك قيم فى التحالف العالمى لمواجهة داعش.
وأضاف التقرير أنه يجب على واشنطن مساعدة الجيش المصرى وقوات الأمن في شن حملة لمكافحة داعش ومؤيديها، بدلا من الجهود الضيقة والمركزة لمكافحة الإرهاب التى تحافظ عليها القاهرة حاليا. وجزء من الاستراتيجية يجب أن يعزز التواصل السياسى مع القبائل البدوية فى سيناء.
كما يجب على واشنطن أن تقدم المساعدة التقنية فى إيجاد وتدمير الأنفاق التى تخرقها حركة حماس وغيرها من الجماعات الإرهابية الإسلامية، لتهريب الأسلحة والإرهابيين. وينبغى أن يقترح الرئيس ترامب تعاونا أكبر على صعيد مكافحة الإرهاب والاستخبارات والتعاون العسكرى لمكافحة داعش فى ليبيا المجاورة.
وثانيا، شدد التقرير على ضرورة تأمين الدعم المصرى لتحالف دفاع عربى. وتجرى ادارة ترامب مشاورات مع مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة حول تشكيل تحالف دفاع جماعى على غرار الحلف الأطلسى يشارك في الاستخبارات حول التهديدات الإيرانية والإرهابية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، على الرغم من أن كلا من البلدين لن ينضم رسميا إلى الائتلاف. ويقول التقرير إن مصر، التى تضم أكبر القوات المسلحة فى الشرق الأوسط، ستكون عضوا لا غنى عنه فى هذا التحالف.
ثالثا: التأكيد على دور مصر لما لها من تأثير معتدل فى الصراع العربى الإسرائيلى. وتتوقع المؤسسة البحثية الأمريكية أن يؤكد الرئيس السيسى على دعم مصر لمبادرة السلام العربية والحاجة إلى حل القضية الفلسطينية قبل تطبيع العلاقات الدبلوماسية العربية الإسرائيلية. لذا ينبغى للرئيس ترامب أن يطلب منه المساعدة فى تيسير المفاوضات الهادئة خطوة بخطوة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبين إسرائيل والدول العربية الأخرى كجزء من الاستراتيجية الدبلوماسية للإدارة الأمريكية. كما أن مصر ستكون بمثابة حليف فعال فى عزل حركة حماس وغيرها من الجماعات الإرهابية الفلسطينية فى غزة وتقويضها وهزيمتها.
رابعا: إعادة هيكلة المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، وتشدد المؤسسة الأمريكية على ضرورة أن تعلن إدارة ترامب رسميا أن مصر استعادت مكانتها كحليف موثوق به، واستعادة الروابط العسكرية الوثيقة مع القاهرة. وفى هذا الصدد ترى المؤسسة البحثية أنه ينبغى تجزئة المساعدات العسكرية لمواجهة التهديدات الأمنية الرئيسية فى مصر، إذ يجب على واشنطن توفير معدات تفيد فى عمليات مكافحة الإرهاب وتوفير نظم جمع المعلومات لتتبع ومراقبة الجماعات المسلحة.
وترى أنه وبدلا من توفير طائرات حربية من طرازF-16ذات فائدة محدودة ضد داعش، يجب على واشنطن توفير طائرات هليكوبتر حربية ومركبات مدرعة خفيفة وأجهزة للرؤية الليلية وغيرها من المعدات المفيدة لعمليات القوات الخاصة ضد الإرهابيين الذين وجدوا ملاذا في سيناء. كما يجب على واشنطن تقديم المساعدة الفنية لتحسين قدرات أمن الحدود والمراقبة لمنع تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى من تهريب الأسلحة والمقاتلين عبر حدود مصر مع ليبيا والسودان وغزة.
خامسا: يجب على ترامب استغلال لقاءه مع الرئيس السيسى لاستعادة وضع مصر كحليف رئيسي ضد داعش والجماعات الإرهابية الإسلامية الأخرى. فمصر قوة عربية ثقيلة يمكن أن تكون شريكا فعالا في دفع الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب، واحتواء إيران، وتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط المتفجر بالاضطرابات.