مصنع الطائرات التابع للهيئة العربية للتصنيع الاسم ليس معبرا بشكل كبير عن حجم العمل الداخلى، فالمصنع الذى يحمل اسم مصنع الطائرات، له مشاركات ضخمة فى القطاع المدنى،بالإضافة إلى أنه يعمل فى انتاج أجزاء من الطائرات الموجودة بالخدمة فى القوات المسلحة، توفيرا للعملة الصعبة، وكذلك الاستفادة من أبحاث وأفكارالعاملين بمصانع الهيئة العربية.
"انفراد" التقى اللواء مهندس محمد زين العابدين، رئيس مجلس إدارة مصنع الطائرات، الذى كشف العديد من الحقائق عن مصنع الطائرات.
توليت رئاسة المصنع منذ عامين تقريبا.. هل المصنع كما توقعته قبل توليك؟
توليت المنصب رسميا فى 2014، بعد خروجى من الخدمة بالقوات الجوية، والمصنع يعود تاريخه إلى الخمسينيات، وطوال تاريخه كان وثيق الصلة بالقوات الجوية، لذلك فهو غير بعيد عن متابعتى اليومية أثناء خدمتى بالقوات المسلحة، وكان ترشيحى لرئاسته استكمالا لذلك، فنحن نتعاون مع القوات الجوية لعمرة الطائرة كى 8 والتى تستخدم لتدريب الطلاب فى الكلية الجوية قبل التخرج.
المصنع كان الهدف من انشائه الوصول لطائرة مقاتلة وتدريب متقدم.. لماذا توقف العمل الآن على ذلك؟
بالفعل الهدف من المصنع كان إنشاء طائرة تدريب متقدم وطائرة قتال، ونجح فى الخمسينات وكان يمتلك الطائرة القاهرة 200 وصنع منها 46 ودخلت الخدمة، كما نجح فى تصنيع الطائرة القاهرة 300 وكانت طيارة مقاتلة أسرع من الصوت وعاصرت التكنولوجيا الحديثة وقتها، وتم انتاج محرك أيضا فى نفس المدة، بالإضافة إلى أن المصنع لديه المقدرة على إنشاء أجزاء الطائرات المتقادمة بالهندسة العكسية، وذلك عن طريق قطاع البحوث، حيث يتم جلب الجزء القديم وتحليل الخامة ويتم عمل الأجزاء، وتم ذلك فى بعض الطائرات فى الخدمة حاليا.
نفهم من حديثك أننا نصنع أجزاء من الطائرة توفيرا للعملة الصعبة وللاستفادة من بحوث المهندسين؟
هذا ما يحدث بدقة، فالمهندسين يعكفون على إجراء البحوث، وتوصلوا إلى صناعة أجزاء من الطائرة، بالهندسة العكسية، خاصة أن بعض تلك الأجزاء توقف صناعتها مما دفعنا للبحث عن صناعتها محليا.
لماذا لا تصنع مصر الطائرة.. ولكننا نسأل أيضا لماذا نستورد طائرات جديدة؟
طبقا للتعاقد والحالة الراهنة وإنشاء الصناعة لابد من خط انتاج وبحث جدوى العمل وتدريب العمالة وخبراء فنيين وكل ذلك له تكاليف كثيرة، ودراسة هل سيتم تغطيتها أم أن الهدف مجرد انتاج طائرة، إذا فصناعة الطائرة ليس بأمر سهل، والفكر المبتكر فى صناعة طائرة، من سيشتريها، وكى 8 على سبيل المثال رغم أنها إنتاج الصين، إلا أن هناك دول كثيرة مشاركة بها، منها شركات ألمانية وأمريكية وإيطالية، حيث لا يوجد دولة تصنع طائرة كاملة بل تستعين بدول أخرى، وإذا لم تتوفر الصناعة أو لم يكن لها عميل أو جهة تتولى انتاجها فلا فائدة منها، لأن الطيران صناعة استراتيجية ولابد من تكاتف دولى لفعل ذلك.
الطائرة كى 8 أى.. توقفت صناعتها منذ 2010 .. لماذا لا يتم إعادة تصنيعها مرة أخرى؟
بداية، أؤكد أنه صنع منها 120 طائرة ما بين 2000 إلى 2010، ويتم تنفيذ العمرة على الطائرات بالتوالى منذ عام 2010، وذلك لأن القوات المسلحة لا تكهن معداتها بسهولة، فتحاول الاستفادة منها قدر الإمكان، وفكرة إعادة التصنيع ليست قرارا سهلا، ولكنه قرار على مستويات أعلى، ووفق الاحتياجات الخاصة.
المصنع له مشاركات كبيرة فى القطاع المدنى والقصة ليست وليدة السنوات الحالية بل هى ممتدة منذ التسعينيات..ماهو حجم العمل فى الملف المدنى؟
المصنع يعمل فى مجالات إنشاء محطات معالجة الصرف الصحى والمياة وبدأ من 1992 عبر عدة محطات مع هيئات الدولة، والمصنع قائم أيضا على محطة معالجة مياة الصرف الصحى فى الإسماعيلية الجديدة، منهم محطتى رفع قاربا على الانتهاء ووصلا لنسبة 95% ومحطة مياة الشرب، وكان المفترض أن تنتهى المحطات فى سنتين ولكننا سننهيها فى سنة واحدة ومن المفترض أن تبدأ تجارب التشغيل قريبا.
هل تسليم المشروع فى سنة واحدة بدل سنتين يؤثر على معدلات الجودة؟
كل مشروع نتسلمه مطلوب أن ننتهى منه قبل أن نتسلمه، دون أن يقل سنتميتر واحد فى جودته، بل الجودة تزيد، ولذلك فالمصنع فى تطوير دائم، كما وقعنا بروتوكول تعاون مع الهيئة القومية لمياه الشرب لعمل محطتى مياه مدمجة فى البحيرة سعة كل واحدة 50 ألف متر مكعب، ونصل إلى 40% منتج محلى فى المحطات التى أنشأت مؤخرا.. أيضا المصنع لديه محطات كثيرة، ويعمل فى توسعات فى المحطات القديمة، حيث أن هناك محطات سعتها 10 آلاف وتحاول الدولة الوصو بها إلى 15 ألف متر مكعب.
ما عدد محطات الصرف الصحى التى يعمل فيها المصنع حاليا؟
المصنع يعمل فى 12 محطة صرف صحى، ويدرس التوسع الرأسى فى بعض المحطات وذلك لعدم وجود مساحة، ويتم مراجعة كافة الرسوماتوالتصميمات فى مكتب استشارى متخصص، عبر الهيئة القومية لمياة الشرب والصرف الصحى، كما أن الأسعار تتم مراجعتها بشكل كامل ودقيق، فهناك أسعار سيتم إعادة تقييمها كل ثلاث شهور.
بعض مصانع الدولة تضم عمالة زائدة.. هل يعانى المصنع من ذلك؟
الهيئة العربية للتصنيع تبحث عن الانجازات حتى تغطى مصاريف عمالها، فلا توجد عمالة أكثر من اللازم، فالمصنع به 1700 عامل، ويضم قطاع الانتاج وقطاع البحوث وقطاع المشروعات والقطاع التجارى والقطاع الإدارى والقطاع المالى والمصنع به إدارات عليا، كما يضم ورشة عمرة الطائرة.
ما أحدث التطويرات التى شهدها المصنع فى الفترة الماضية؟
المشروعات المدنية وصلنا لأحدث شئ موجود فى العالم، ونحن نجرى معالجة ثلاثية للمياه، وذلك لاستخدامها فى زراعات مثمرة، وكان المصنع يضم مجموعة من الخبراء لتدريب بعض الفنيين فى المصنع، وهم بدورهم ينقلونها للآخرين.
فى مجال مكامر الفحم.. قدم المصنع تقدما كبيرا.. ما آخر ما توصل إليه؟
يشارك المصنع فى انتاج مكامر الفحم النباتى، وذلك فى بروتوكول تعاون بين الهيئة ومؤسسات الدولة، وتهدف مكامر الفحم النباتية إلى تلافى سلبيات مكامير الفحم الحالية، والمكامر عبارة عن وعاء للتفحيم مثبت داخل وعاء خارجى معزول حراريا.
وتعتمد الطريقة على التسخين بمعزل عن الهواء للأخشاب والمخلفات الزراعية داخل أوعية التفحيم بدفع الهواء الساخن حولها وداخل الوعاء الخارجى المعزول حراريا وحتى تمام عملية التفحيم بواسطة الولاعة، كما أثبتت التجارب كفاءة عالية وجودة مرتفعة للمنتج مع قصر دورة التفحيم.