تتوالى ردود الأفعال الدولية بسبب مجزرة الكيماوى التى وقعت فى بلدة خان شيخون فى ادلب التى خلفت ما يقرب من 100 قتل وإصابة 350 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس اليوم الأربعاء أن جرائم حرب لا تزال ترتكب فى سوريا، واصفا هجوم قوات الرئيس الأسد بالغازات السامة على خان شيخون بشمال غرب البلاد بأنه "مروّع".
وقال جوتيريس لدى وصوله إلى مؤتمر دولى حول مستقبل سوريا فى العاصمة البلجيكية بروكسل إن "هذه الأحداث المروعة تظهر للأسف أن جرائم حرب لا تزال ترتكب فى سوريا وأن القانون الإنسانى الدولى ينتهك بشكل متكرر" فى هذا البلد.
بدوره قال وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون إنه يجب عدم السماح باستمرار بقاء حكومة الرئيس السورى بشار الأسد فى السلطة بعد انتهاء الصراع الدائر بسوريا.
وقال جونسون لدى وصوله لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل: "هذا نظام همجى جعل من المستحيل بالنسبة لنا أن نتخيل استمراره كسلطة على الشعب السورى بعد انتهاء هذا الصراع".
وأضاف أنه يجب محاسبة المسؤولين عن هجوم بسوريا يشتبه بأنه بغاز سام أسفر عن مقتل عشرات بينهم أطفال وأنه لم ير أى أدلة على أن أى طرف آخر غير الحكومة السورية هو المسؤول عن الهجمات.
فيما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى إلى إعطاء "زخم قوى" لمحادثات السلام حول سوريا فى جنيف.
وقالت موجيرينى: "يجب أن نعطى زخما قويا لمحادثات السلام فى جنيف، ويجب أن نوحد المجموعة الدولية خلف هذه المفاوضات".
وفى السياق ذاته، حث وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابرييل روسيا على دعم قرار لمجلس الأمن الدولى يدين هجوم يشتبه أنه بأسلحة كيماوية فى سوريا، وقال إن المسؤولين عنه يجب أن يمثلوا أمام محكمة دولية.
وقال جابرييل للصحفيين: "نرى أن من الصواب أن يركز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قضية الغاز السام هذا اليوم. ونحن نناشد روسيا دعم قرار مجلس الأمن والتحقيق فى الواقعة ومحاسبة المسؤولين".
ومضى قائلا: "علينا بالطبع أن نفعل كل ما هو ممكن كى يمثل هؤلاء المسؤولين أمام محكمة دولية لأن هذه واحدة من أبشع جرائم الحرب التى يمكن تخيلها".
بدوره أدان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الهجوم الكيميائى فى سوريا، قائلًا: الهجمات الكيمياوية فى سوريا مرفوضة ولا يمكن تجاهلها من العالم المتحضر".
وأضاف الرئيس الأمريكى: "هذه الأعمال المشينة من نظام بشار الأسد نتاج لضعف وتردد الإدارة السابقة، موضحًا: "أوباما وضع خطا أحمر ضد استعمال الأسلحة الكيميائية فى سوريا ولم يفعل شيئا".
وكانت هجمات بغازات سامة وقعت صباح أمس الثلاثاء فى بلدة خان شيخون بمدينة إدلب السورية، أسفر عن مقتل وإصابة المئات بينهم أطفال ونساء.
واقترحت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قرارا للتصويت اليوم الأربعاء ويتهم قوات الرئيس السورى بشار الأسد بالهجوم الذى شهدته مدينة خان شيخون السورية.
بدورها نفت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية نفيا قاطعا ما وصفته بـ"المزاعم والادعاءات" التى اقلتها اليوم وسائل الإعلام حول استخدام مواد كيماوية فى بلدة خان شيخون بريف إدلب.
وقالت القيادة العامة للجيش السورى فى بيان صحفى، إن المجموعات الإرهابية المسلحة "دأبت على توجيه الاتهام للجيش العربى السورى باستخدام الغازات السامة ضد أفراد هذه المجموعات أو ضد المدنيين فى كل مرة تفشل فى تنفيذ أهداف رعاتها ومشغليها وتعجز عن تحقيق أى مكاسب ميدانية على الأرض فى محاولة يائسة لتبرير فشلها والحفاظ على دعم مموليها".
ونفت القيادة العامة للجيش نفيا قاطعا استخدام الجيش العربى السورى أى مواد كيماوية أو سامة فى بلدة خان شيخون بريف إدلب ، مؤكدة أنها لم ولن تستخدمها فى أى مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقبلا.
بدوره صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية بأن القوات السورية قصفت مستودعا للذخيرة تابعا للإرهابيين فى خان شيخون بريف إدلب، يحتوى على أسلحة كيميائية وصلت من العراق.
وقال المتحدث اللواء إيجور كوناشينكوف اليوم الأربعاء، "وفقا لوسائل الرصد الجوية الروسية، قصفت القوات الجوية السورية فى الساعة 11.30 و12 ظهرا بالتوقيت المحلى أمس الثلاثاء، مستودعا ضخما للذخيرة تابعا للإرهابيين فى الأطراف الشرقية لبلدة خان شيخون بريف إدلب، وكان المستودع يحوى ذخيرة ومعدات، فضلا عن العثور على مصنع محلى لإنتاج قنابل محشوة بمواد سامة".
وأضاف المتحدث أن المستودع احتوى على ذخائر أسلحة كيميائية تم نقلها إلى البلاد من العراق.
وأشار بيان وزارة الدفاع الروسية إلى أن أعراض التسمم التى لحقت بالمدنيين فى خان شيخون والتى ظهرت فى مقاطع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعى، مشابهة تماما لتلك التى أصابت المدنيين خريف العام الماضى والتى ألقاها الإرهابيون فى حلب.
وأكد البيان أن "المعلومات الواردة أعلاه موضوعية تماما وموثوق بها".
من جهتها، عبرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن قلقها الشديد بسبب الهجوم، وأشارت إلى أن بعثة تقصى الحقائق التابعة لها تعمل حاليا على جمع وتحليل المعلومات من جميع المصادر المتاحة، وستقدم تقريرا عن النتائج التى توصلت إليها إلى المجلس التنفيذى للمنظمة والدول الأطراف فى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة اليوم بدعوة فرنسية، لمناقشة الهجوم الكيميائى فى ريف إدلب شمال سوريا.