"برنى ساندرز" المرشح اليهودى بالانتخابات الأمريكيةمعارض لسياسات إسرائيل طالب بتقليص المساعدات العسكرية لتل أبيب قاطع خطاب نتانياهو بالكونجرس ودعا لتطبيع العلاقات مع إيران

رغم كونه يهوديا وعاش فترة من حياته بإحدى "الكيبوتسات" الزراعية فى إسرائيل، إلا أن "برنى ساندرز" المرشح الأمريكى الذى يخوض الآن سباقا فى الانتخابات التمهيدية للحزب "الديمقراطى" الأمريكى لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية يعارض فى كثير من الأحيان سياسة تل أبيب ولديه العديد من المواقف المناهضة ضدها.

ساندرز الذى قضى بضعة أشهر من حياته فى عام 1964، وينافس المرشحة التى كانت فى السابق تعتبر الأوفر حظا وبشكل واضح للفوز ببطاقة الترشح عن الحزب، هيلارى كلينتون، ويعتبر نفسه اشتراكيا ديمقراطيا، تحدث قليلا جدا عن إسرائيل وعن صراعها مع الفلسطينيين خلال حملاته الانتخابية، ولكن فى معظمها لم يكن فى صالح إسرائيل، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

موقفه من الانتفاضة الأولى وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه خلال مؤتمر صحفى فى عام 1988، عندما كان ساندرز عمدة لبلدية برلنيجتون بولاية "فيرمونت" أتخذ موقفا من الرد الإسرائيلى على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وقال ساندرز فى حينها: "ما يحدث فى الشرق الأوسط حاليا من الواضح أنه مأساة، لا شك فى ذلك"، مضيفا "مشهد الجنود الإسرائيليين وهم يقومون بكسر أيدى وأرجل العرب هو أمر مستهجن، فكرة أن إسرائيل تقوم بفرض طوق على بلدات وإغلاقها هو أمر غير مقبول".

واستطر ساندرز هجومه على تل أبيب حينها قائلا:"توجد أزمة هناك على مدى 30 عاما، هناك أشخاص يخوضون حربا منذ 30 عاما، هناك وضع فيه دول عربية حيث ما تزال هناك بعض القيادات العربية التى تدعو إلى تدمير إسرائيل وقتل مواطنيها".

ونشرت الصحيفة تصريحات له خلال اجتماع انتخابى مع ناخبيه فى أغسطس 2014 قال فيها : "لا يوجد لدى حل سحرى للمشكلة"، ودعا إلى بذل جهد أمريكى للخروج بحل معقول للمشلكة بين الفلسطنيين والإسرائيليين من شأنه أن يضمن وجود إسرائيل وكذلك حماية حقوق الفلسطينيين.

موقفه من الحرب الإسرائيلية على غزة وقال السناتور الأمريكى عن ولاية فيرمونت خلال الاجتماع الذى شهد مشادات عنيفة بسبب سؤاله عن الحرب التى كانت دائرة فى وقتها بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة: "هل هناك شخص سعيد فى الغرفة أو يشعر بالرضا تجاه الوفيات بين المدنيين التى نراها فى غزة؟ الجواب هو لا".. وهل بالغت إسرائيل فى ردها؟ هل قاموا بقصف منشآت للأمم المتحدة؟ الجواب هو نعم، هذا خطأ فادح بحسب رأيى".

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد تبادل غاضب للكلمات مع بعض الأشخاص بين الحضور، انتقل ساندرز إلى موضوع آخر، ولكن ليس قبل أن يقول بأنه يرى أن "المسألة محبطة وصعبة للغاية"، وقال للحضور، "إذا كنتم تسألوننى إذا كان لدى حل سحرى، فالجواب هو لا".

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه المشادة الكلامية تعكس سجل ساندرز فى إعرابه عن دعمه وانتقاده فى نفس الوقت لإسرائيل، فى أكثر من مناسبة ندد بالرد العسكرى الإسرائيلى على فترات متوترة من الصراع فى الوقت الذى دافع فيه عن حقها فى الدفاع عن نفسها وإظهار بعض التعاطف مع التحديات التى تواجهها.

لا يحب نتانياهو وفيما يتعلق بموقفه من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، لفتت الصحيفة العبرية إلى لقاء مطول أجراه مع مجلة "رولينج ستونز" الألمانية نشر فى نوفمبر 2014، " على أن أقول بأننى لست معجبا كبيرا بنتانياهو".

وقال: "أنا أؤمن بحل الدولتين، حيث يكون لإسرائيل الأمن ويكون للفلسطينيين دولة خاصة بهم، وعلى الولايات المتحدة أن تعمل مع الشعب الفلسطينى لتحسين مستوى معيشته، وهو كارثة فى الوقت الراهن، وازداد سوءا منذ الحرب فى غزة”.

ووجه له سؤال أيضا عن تصريح أدلى به فى السابق قال فيه إنه ليس معجبا برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو دون التطرق مباشرة لهذا التصريح، كرر ساندرز حجته بأن إسرائيل "بالغت فى رد فعلها خلال الحرب فى غزة فى عام 2014"، ورأى أنه تسبب بأضرار للمدنيين أكثر من اللازم.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن ساندرز هو المرشح الوحيد للرئاسة الأمريكية من الحزبين الذى أعرب صراحة عن عدم رضاه عن رئيس الوزراء الإسرائيلى، مضيفة أنه فى شهر مارس الماضى، كان واحدا من المشرعين الديمقراطيين الذين قاطعوا خطاب نتانياهو أمام الكونجرس الذى هاجم فيه مفاوضات الرئيس باراك أوباما من أجل التوصل إلى اتفاق نووى مع إيران.

وأضاف ساندرز خلال اللقاء: "لم أحضر الخطاب الذى ألقاه أما الجلسة المشتركة للكونجرس، أعتقد أن ذلك كان انتهازيا، وأعتقد أنه كان يستخدم ذلك ضمن حملته لإعادة انتخابه، وأعتقد أنه تم استغلاله أو أنه استغل الجمهوريين للذهاب من وراء ظهر الرئيس، وأعتقد أنه فى هذه المنطقة، للأسف على الطرفين، لا أعتقد أن لدينا نوعية القيادة التى نحتاجها".

موقفه من إيران وقالت الصحيفة العبرية إن ساندرز أيد الاتفاق النووى مع إيران، ولكنه وصفه بأنه غير مثالى، بعد وقت قصير من إبرام الاتفاق، ظهر على برنامج "Face the Nation" (واجه الأمة) على شبكة CBS للدفاع عن موقفه.

وقال ساندرز: لن أقول أن الاتفاق مثالى"، وتابع قائلا، "ولكن على الولايات المتحدة التفاوض مع دول أخرى.. علينا التفاوض مع إيران.. والبديل بعدم التوصل إلى إتفاق – هل تعلم ما هو؟ إنه الحرب.. هل حقا نريد حربا أخرى، حربا مع إيران؟ حرب غير متكافئة ستجرى فى جميع أنحاء العالم، وتهدد القوات الأمريكية؟".

التطبيع مع إيران ومع احتدام السباق الرئاسى، أشار ساندرز مؤخرا إلى استعداده فى الذهاب أبعد من سياسة الرئيس أوباما مع إيران، فى مناظرة أجريت فى 17 يناير، دعا ساندرز الولايات المتحدة إلى التحرك بأكثر ما يمكننا من قوة لتطبيع العلاقات مع إيران.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن دعوة ساندرز إلى تطبيع العلاقات الأمريكية - الإيرانية دفعت 10 مسئولى سياسة خارجية سابقين من حلفاء كلينتون إلى إصدار بيان وصفوا فيه اقتراحه بأنه يتعارض مع النهج الدبلوماسى الرصين والمسئول الذى يعمل بنجاح للولايات المتحدة، وإذا تم إتباع ذلك فسيفشل مع التسبب بالذعر فى صفوف حلفائنا وشركائنا.

موقفه من المساعدات الأمريكية لإسرائيل وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وإسرائيل تتفاوضان حاليا على بنود شروط مذكرة تفاهم لمدة 10 سنوات من شأنها تعزيز قدرات إسرائيل الدفاعية فى أعقاب الاتفاق مع إيران، ولكن ساندرز قد أشار فى وقت سابق عن رغبته بأن تقوم الولايات المتحدة بإنفاق مبالغ أقل على حزمة المساعدة العسكرية لإسرائيل أو أكثر على مسائل تتعلق بجودة الحياة فى الأراضى الفلسطينية ومناطق أخرى فى الشرق الأوسط.

فى لقاء أجراه معه عزرا كلاين من شبكة Vox فى يوليو 2015، قال ساندز: "إن أمله على المدى الطويل هو أنه بدلا من سكب الكثير من الأموال على المساعدات العسكرية لإسرائيل بإمكاننا توفير المزيد من المعونات الاقتصادية للمساعدة فى تحسين المستوى المعيشى للشعوب فى هذه المنطقة".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;