سيارة ربع نقل وبها صندوق بالخلف أو كما يطلق عليها المواطنون بالفيوم "العربية التيوتا"، هى الوسيلة الأشهر لنقل المواطنين بين القرى والمدن بمحافظة الفيوم.
السيارة التويوتا
السيارة التى تبدو للوهلة الأولى غير آدمية، تشبه كثيرا السيارات المستخدمة لضبط المتهمين، ومقرر لها رسميا 10 ركاب فى الصندوق الخلفى، وراكب فى الكبينة الأمامية بجوار السائق، ولكن الواقع هو قيام السائقين بتحميل راكبين فى الكبينة و12 راكبا فى الصندوق، وعدد من الراكبين على السطح قد يصل إلى العدد الموجود بالداخل، وأحيانا 4 و5 ركاب على الباب الخلفى للصندوق.
والباب الخلفى عبارة عن باب صغير يقع خلف السيارة، عرضه لا يتجاوز 20 سنتيمترا، يدخل منه الركاب إلى السيارة بعد أن يصعدوا على سلم السيارة الذى يبعد عن الأرض بحوالى 60 سنتيمترا.
وتنتشر هذه السيارات فى قرى ومراكز محافظة الفيوم، وتتواجد بشكل عشوائى داخل الشوارع الرئيسية والميادين بمراكز المحافظة، ورغم وجود مواقف لها إلا أن السائقين لا يلتزمون بها ويقفون فى الشوارع الرئيسية، مما يجعل الشوارع الرئيسية بالمدن دائما تعانى من التكدس والازدحام، وتحدث الكثير من المشاجرات بسبب هذه السيارات بين سائقيها وبين أصحاب المحلات والمنازل الذين يقفون أمامها.
بالإضافة إلى كل ما سبق فإن السائقين لا يلتزمون بالأجرة المحددة من قبل إدارة المواقف، ويعلنونها وفقا لأهوائهم والأجرة صباحا تختلف عن الأجرة مساءً.
الأهالى
تقول هدى عبد الستار طالبة إنها تضطر لركوب السيارة الأجرة مرتين يوميا مرة من قريتها إلى مدينة إبشواى، وأخرى من مدينة أبشواى إلى الجامعة بمدينة الفيوم، وهو ما يستغرق حوالى ساعتين يوميا، تظل طوال ال120 دقيقة تفكر كيف يمكن لهذه السيارة أن تكون وسيلة لنقل المواطنين؟
وتتساءل هدى: ألم يمر على هذه المحافظة مسؤل واحد يفكر فى استبدال هذه الوسيلة بأخرى تتناسب مع آدميتهم، مثل المينى باص أو الميكروباصات، لأننا نفقد كرامتنا فى هذه المواصلة، حيث أنه خلال فترة ركوبنا فيها نكون منفصلين تماما عن السائق الذى يتواجد فى الكبينة الأمامية كأنه يقود سيارة بها مواشى في الخلف وليس مواطنين، ولا يصل بيننا وبينه سوى شباك زجاجى نقوم بالطرق عليه حتى يقف السائق عندما يريد أحد الركاب النزول، وأحيانا يري السائق أن هذا مزعج فيضع عازل من الصفيح على هذا الزجاج حتى لا يسمع طرقنا، وهنا يضطر الراكب الذى يرغب فى النزول بالاستنجاد بأحد الركاب المتواجدين على باب السيارة أو سطحها، لمناداة السائق ومطالبته بالتوقف، وهو ما قد يستغرق وقتا طويلا وينزل الراكب بعد مسافة بعيدة من المكان الذى يرغبه.
وأضافت هدى: وضع الراكب يكون مائل كثيرا للأمام، حيث نجلس على مقعد يشبه الكنبة وبلا مساند، والسيارة بها مقعدان متقابلين، يفصلهما مسافة فارغة فى المنتصف، ويجلس على كل مقعد منهما 6 ركاب وفى المطبات قد يقع أى راكب فى المساحة التى تفصل المقعدين، ولذلك يظل التحدى الأكبر لكل مواطن متواجد بالسيارة أن يتماسك طوال الطريق حتى لا يقع أو يصطدم بشئ فى السيارة.
وتؤكد أسماء محمد إحدى المواطنات بمحافظة الفيوم أن السيارات الأجرة متهالكة ولا تصلح للركوب فيها، حيث تنتشر بها المسامير داخل الصندوق الخلفى للسيارة، وهو ما يعرض الركاب كثيرا لتمزيق ملابسهم، كما أنها لا تليق إلا بالحيوانات، حيث إنها سيارة ربع نقل من التى تستقلها الحيوانات فى طريقها للبيع بالأسواق، ويتم تركيب صندق لها لتصبح وسيلة لنقل المواطنين.
وأكد حسين محمد "مدرس" أنه يضطر لركوب هذه السيارات يوميا للذهاب لعمله والرجوع منه، مؤكدا أن هذه السيارات شاهد كبير على إهدار كرامة مواطنى وأبناء الفيوم، وأنه بالإضافة إلى شكلها الغير آدمى، فإن معظم قائدي هذه السيارات من الصبية الصغار ومنهم من لا يتعدى عمره 15 عاما ويعرض حياة عشرات المواطنين يوميا للخطر. كما أن المواطنين في بعض المراكز يعانون الأمرين في آخر النهار بعد الرابعة عصرا حيث يبدأ سائقوا هذه السيارات في فرض الأجرة المضاعفة علي المواطنين.
وطالب حمادة محسن "مهندس" المسؤلين بتبنى مشروع لتطوير هذه الوسيلة، مؤكدا أن الدكتور جلال السعيد عندما كان محافظا للفيوم سبق أن عرض مشروع لتطوير هذه السيارات بمينى باص يشترك فيه كل مجموعة من السائقين ويعملون من خلال نوبتجيات وتتولى إدارة المواقف تنظيم العمل بها ولكن المشروع لم يتم اتخاذ إية خطوة فيه.