سيطر ظهور "المهدى المنتظر" على عقول العديد من المسلمين، خاصة فى مصر خلال السنوات الماضية، وباتت تمثل جزءًا مهمًا من الممارسات العملية فى الفكرين الشيعى والسنى معاَ، فالمجمع عليه عند الشيعة الإثنا عشرية، أنه "محمد بن الحسن العسكرى" الغائب فى سرداب "سامراء" وعمره 5 سنوات سنة 260هـ، وينتظرون خروجه إلى اليوم.
بينما يؤمن أهل السنة والجماعة، بأن المهدى المنتظر رجل يظهر فى آخر الزمان من أهل البيت يحمل اسم النبى ويؤيد الله به الدين، ويحكم 7 سنين، يملأ الأرض عدلا كما مُلِئَت جورًا وظلمًا، تنعم الأمة فى عهده نعمة لم تنعمها قط، تخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء مطرها، ويعطى المال بغير عدد، كما جاء فى أحاديث عدة للنبى.
ومع اختلاف العديد من المفكرين والمؤرخين والفقهاء فى حقيقة ظهور الشخصية من عدمها، إلا أنه خرج خلال السنوات الماضية العديد من الأشخاص الذين ادعوا أنهم المهدى المنتظر، أبرزهم 6 شخصيات ظهرت بعد ثورة 25 يناير فى محافظات مختلفة زعم كل منهم بأنه "المهدى المنتظر".
سائق "توك توك" يدعى داخل ميدان التحرير أنه "المهدى"
فى الثانى من فبراير الماضى، أمر محمد وحيد، وكيل أول نيابة قصر النيل، بإيداع سائق "توك توك" مستشفى الأمراض النفسية، لبيان سلامة قواه العقلية بعدما ادعى أنه "المهدى المنتظر" وتظاهر بميدان التحرير.
وكشفت تحقيقات حسام خلف الله، وكيل أول نيابة قصر النيل، أن المتهم توجه إلى ميدان التحرير بـ"توك توك" للتظاهر، ورفع لافتات ضد الدولة، فقُبِضَ عليه وأحيل للنيابة، واعترف أمام النيابة بالتظاهر ضد الدولة، زاعمًا أنه "المهدى المنتظر" لتأمر النيابة بإيداعه مستشفى الأمراض النفسية لبيان سلامة قواه العقلية.
ادعى أنه "المهدى المنتظر" وضُبِطَ رافعًا راية شبيهة بالخاصة بـ"داعش"
محمد أحمد عبد العظيم 44 سنة، موظف سابق بوزارة الأوقاف، حاصل على معهد فنى تجارى، زعم فى يونيو 2014 أنه المهدى المنتظر، ما أثار حفيظة الرأى العام، وألقى القبض عليه واثنين من مريديه أثناء تواجدهم أمام بوابة 4 بقصر الاتحادية.
وأفاد المحضر المحرر بأن المتهم قُبِضَ عليه وبحوزته علم لونه أسود ومدون عليه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) باللون الذهبى والمعروفة براية العقاب، ورسالة مدون عليها الآية رقم 82 من سورة النمل.
"المهدى المنتظر" المناهض لـ"مبارك"
فى أبريل 2012، ألقت الأجهزة الأمنية بقسم الموسكى، القبض على "مخلص. ع" 36 سنة عامل دوكو، ادعى أنه المهدى المنتظر، أثناء تحريره محضر ضد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بتهمة تدمير البلاد.
وأكدت تحقيقات النيابة أن المتهم دخل قسم الموسكى لتحرير محضر يتهم فيه مبارك بتدمير البلاد وخرابها، وأصر أثناء تحرير البلاغ على كتابة "الرئيس مبارك" ليؤكد له الضابط أن مبارك لم يعد رئيسًا وأنه من المفترض أن تكون صياغة المحضر الرئيس الأسبق، وعندما سأله الضابط عن اسمه فى نهاية البلاغ أخرج مطواه من ملابسه وأصاب بها الضابط بجرح فى الرقبة، قبل أن يمسك به بقية ضباط وأفراد الشرطة المتواجدين بالقسم.
ادعى أنه "المهدى المنتظر وروّج لـ"تبادل الزوجات"
وفى شهر نوفمبر 2012، تلقت مديرية أمن أسوان بلاغًا من أهالى قرية "الطوناب" يفيد ادعاء شخص يدعى أحمد محمود أبو الحجاج، وشهرته أحمد الطايفى، 40 سنة، أنه المهدى المنتظر، ودعوته للمواطنين بترك صلاة الجمعة وصلاتها فى المنزل، وإيجاز تبادل الزوجات، ونشر أفكارا مخالفة لتعاليم الدين.
وتبين من التحريات التى أجرتها مباحث إدفو، أن المتهم أشاع بين أهالى القرية منذ نحو 6 أشهر أنه "المهدى المنتظر" وبدأ فى نشر أفكاره، والتأثير على بعض المواطنين، الأمر الذى أدى إلى اتباع بعض أهالى القرية له وخاصة قبيلته.
وقال المهدى المزعوم، فى تحقيقات النيابة إنه شاهد "رؤية" بأنه المهدى المنتظر، حيث بدأ بعدها بدعوة أهالى القرية لأفكاره الشاذة، وتمثلت فى دعوة الناس بعدم الذهاب لصلاة الجمعة فى المسجد وأدائها داخل المنزل، وإيجاز تبادل الزوجات.
وفى يونيو 2012، ألقت الخدمات الأمنية المعينة لتأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون، القبض على "مختار. م. ع" عاطل مقيم بمحافظة الغربية، ادعى أنه "المهدى المنتظر" بوقوفه أمام ماسبيرو ممسكًا بلافتة كبيرة عليها آيات قرآنية، وبدأ يتحدث بعبارات غير مفهومة، وهدد من يقترب منه بحجة أنه لا يمكن المساس به أو إصابته بسوء لأنه محصن من عند الله.
وألقت الخدمات الأمنية المعينة لتأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون القبض عليه، حاملًا لافتة مدونا عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، ألم تلك آيات الإله الكريم، من حصنه الله بحصانته متقدرش تحاربه، ولا تقدر تجاريه بالأسلحة، ولا بالأجهزة، أنا المهدى المنتظر، الخليفة لله على أرضه".
وبضبط المهدى المنتظر المزعوم عُثِرَ بحوزته على 8 سجائر بداخلها نبات البانجو المخدر، واعترف بحيازتها بقصد التعاطى، وعلل تواجده أمام مبنى التليفزيون بقصد الاعتصام.