على الرغم من كثرة مشكلات المجتمع الفرنسى التى عانى منها على مدار الولاية الحالية للرئيس فرنسوا هولاند، والكم الكبير من البطالة وغياب السيطرة الأمنية والمشكلات الاقتصادية وغيرها مما يتعلق بالمزارعين وتجار اللحوم والألبان فى فرنسا، إلا أن المرشحة الفرنسية لتيار اليمين المتطرف مارين لوبان، لا يزال يمثل لها الإسلام الهاجس الأكبر، الذى لابد إخفاء ملامحه من الجمهورية الفرنسية رغم كونه الديانة الثانية فى البلاد.
وتعهدت لوبان حال فوزها بوقف مظاهر وطقوس المسلمين، خاصة الصلاة فى الساحات، مشيرة فى حوار نشرته صحيفة "20 مينيت" الفرنسية، إلى أن المسلمين الحقيقيين هم من يحترمون الدولة وقوانينها، وأن ممارسة الصلاة فى الساحات والتى تكون على الأرجح يوم الجمعة ـ على حد قولها ـ نوع من التطرف.
وقالت لوبان فى حوارها أنها ستمنع المناسبات التى تحمل طابع دينى، وتعهدت أنها حال فوزها سوف تصدر قانون يحظر تلك الممارسات وسن عقوبات للمخالفين سيكون شديد وغليظ للغاية، وتابعت: "إن قواعد الجمهورية ليست ملك لفئة دون اخرى، وكذلك لا يحق لأحد فرض معتقداته على الجميع".
وأضافت المرشحة المتطرفة: "زملاؤنا واشقاؤنا المسلمين فى فرنسا، سيعيشون فى حياة سلمية، وليس عليهم قلق كما يشاع، وما يتردد عن أنهم سيكونون مضطهدين، شائعات ليست صحيحة، فالغالبية العظمى للمسلمين فى فرنسا يحترمون القوانين ويطبقون مبادئ العلمانية، وهى عدم الإفصاح عن ديانتهم سواء بملابس محددة أو بممارسة عادات وتقاليد خاصة بهم، وهؤلاء أنا بجانبهم، ولا أرى فيهم أى خطورة على فرنسا".
واستطردت: "أما الصلاة فى الشوارع، فأنا سأفرض سياسة قاسية وصارمة حيالها، وهذا الأمر لن يتكرر منذ الوهلة الأولى فى رئاستى حفاظاً على السلم العام والعادات والقواعد الفرنسية.. أنا أحترم جميع الأديان والمعتقدات، والإيمان هو احترام للقواعد، وهو ميثاق شخصى، وأن الشارع هو مكان عام ليس مخصص للأديان، وهذا السلوك يشكل أرض خصبه لنشكر فكر بعينه".
ولا تعد هذه هى المرة الأولى التى تتوعد لوبان مسلمى فرنسا الذين يحرصون على أداء المناسك الدينية بشكل علنى، حيث وصفت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبان منذ أعوام إقامة المسلمين للصلوات بالشوارع فى فرنسا بـ"الاحتلال"، التى استمرت محاكمتها على أثرها حتى العام الماضى وتم تبرئتها من قبل قضاء فرنسا.
وأعلنت فى عدد من المقابلات التليفزيونية، إنها تفخر بأنها "تجرأت على قول ما يفكر فيه كل الفرنسيين أى أن الصلوات فى الشارع، والتى أقول لهم إنها لا تزال تقام على الأراضى الفرنسية، هى احتلال".
وتابعت "أتمسك بكلامى ورفع الحصانة النيابية عنى لمحاكمتى فى هذه التصريحات، سيصوت عليه خصومى السياسيون من اليمين واليسار، ولا مشكلة عندى فى ذلك".
وجدير بالذكر أن استطلاع للرأى جرى أمس الجمعة أظهر تصدر لوبان فى نوايا التصويت بحصولها على 24.5% منها، متقدمة بفارق نقطة واحدة أمام إيمانويل ماكرون الذى تراجع نصف نقطة، بينما حصل مرشح المحافظين فرانسوا فيون على 18.5% نقطة، ثم مرشح اليسار المتطرف جون لوك ميلنشون بحصوله على 17% من نوايا التصويت.
وكشف الاستطلاع نفسه أن الدورة الثانية للانتخابات ستشهد فوز ماكرون أمام لوبان بحصوله على 59% من أصوات الناخبين، مقابل 41% من الأصوات لمنافسته اليمينية مارين لوبان التى تتقدم عليه فى الدورة الأولى.