بالفيديو والصور.. بعد شائعات مقاومة ريا وسكينة للإنجليز.. أهالى "اللبان" بالإسكندرية يروون تفاصيل استخراج 17 جثة ضحايا أشهر أسطورة قتل فى التاريخ..و"ليا الشرف إنى أول ست تتعدم" آخر كلمات ريا قبل شنقها

"أنا ليا الشرف إنى أول ست اتعدم وواقفة فى مكان مش بيقف فيه غير الرجالة"، كلمات قالتها ريا على حبل المشنقة، ردًا على سؤال عشماوى عايزة تقولى حاجة قبل الإعدام؟ عمرو محمد، أحد سكان شارع ماكوريس، مسكن ريا وسكينة بمنطقة اللبان بالإسكندرية، قال إنهم يسمعون منذ صغرهم قصصا وأساطير بين أبناء الحى، منها أنه أثناء إعدام ريا، قالت جملتها الشهيرة التى تؤكد قوة شخصيتها. انتقل "انفراد" إلى منزل ريا وسكينة بمنطقة اللبان بالإسكندرية لمعرفة حقيقة المنزل الذى عاشا فيه، وخرجت من تحت أنقاضه جثث بعد القبض عليهما. تُعد أسطورة ريا وسكينة أشهر سفاحات فى بدايات القرن العشرين بمحافظة الإسكندرية لقيامهما بتشكيل عصابى لقتل السيدات وسرقتهن وسببا حالة ذعر بالمحافظة، انتابت كل السيدات منعتهن من الخروج من المنازل، وارتداء المشغولات الذهبية بسبب لغز غير مفهوم، حتى تمكن ضابط بقسم اللبان من كشف اللغز وتسليمهما للعدالة، ثم تناولت السينما المصرية قصة ريا وسكينة فى أكثر من عمل فنى. منزل ريا وسكينة فى منطقة اللبان خلف قسم الشرطة القديم يقع منزل ريا وسكينة فى شارع صغير يسمى شارع محمد يوسف فخر - ماكوريس سابقاً - وتم الإبلاغ عنهما من قبل ذوى أحد الضحايا، ومع مرور الزمن اختلفت الأجواء وهدم المنزل القديم وبنى آخر.. المنزل مكون من ثلاثة أدوار بنى عقب الحادثة بسنوات، سكنه عدد من العائلات بعد نفور العديد من المواطنين خوفا من أشباح السيدات الالتى تم قتلهن بالمنزل القديم، ولكن اشترى أحد المقاولين المنزل وبناه مرة أخرى. وفى عام 1952 تم تصوير فيلم ريا وسكينة بطولة أنور وجدى ونجمة إبراهيم بمنزل قديم خلف قسم اللبان وبجوار المنزل الحقيقى وذلك لأن المنزل الحقيقى هدم وبنى منزل آخر، واختار المخرج المنزل القديم لأن يغلب عليه الطابع القديم الذى يتوافق مع أحداث الفيلم، وهو ما زال مهجورا حتى الآن. كاركون اللبان قسم اللبان أو "كراكون اللبان" كما يطلق عليه أبناء الحى قديمًا، نقل بعد ذلك إلى مكان آخر ولكن مازال موجودًا حتى الآن بالطابع القديم داخل ساحة تطل على الشارع الرئيسى، ومكاتب الضباط مهجورة يستخدمها أبناء الحى لإلقاء القمامه فيها، واستغلال السور الخارجى فى المقاهى والأكشاك الخشبية. يقول متولى محمد، أحد سكان حى اللبان، أنه تم استخراج جثتين من منزل شارع ماكوريس، بينما منزل على بك الكبير استخرج منه 13 جثة أسفل أنقاض المنزل الذى كان يعتبرونه مقبرة لجثث الضحايا. وأضاف أن المنزل الثالث بحارة النجاة، استخرج منه جثتان آخرتان، ولكن هذه المنازل أصبحت لعائلات تعيش فيها حاليًا، ومنها منازل مهجورة لعدم رغبة الورثة فى بيعها أو وجود خلافات على البيع. حقيقة نضال ريا وسكينة ضد الإنجليز فى السنوات الأخيرة ظهرت أقاويل تؤكد براءة ريا وسكينة عقب إعدامهن، وأنهم قاموا الجنود الإنجليز لوطنيتهم، وليس لغرض السرقة، مما دفع المخرجين أن يتجهوا إلى منظور يتعاطف مع ريا وسكينة عكس ما هو شائع. ولكن أبناء حى اللبان نفوا هذه الحقائق، إذ أكد متولى محمد، أحد أبناء الحى، أنه منذ عامين جاء عدد من الشباب ليصوروا بعض المشاهد من منزل ريا وسكينة وقال هذه الشائعة، وطلبوا من أبناء الحى قول ذلك حتى تكون لقطة مميزة داخل الفيلم، ولكن نفوها لوجود وثيقة إعدامهن لدى وازرة الداخلية بتهمة القتل العمد بهدف السرقة. بازار وكافيه ريا وسكينة ويحاول أهالى دائرة اللبان الاحتفاظ بالطابع القديم وتعريف الأجيال الجديدة بالقصة والأسطورة التاريخية ، فوضعوا صور ريا وسكينة فى مدخل الشارع الرئيسى، وصور ضحاياهم وأزواجهم، بالإضافة إلى وثيقة إعدامهن، وصورة وكيل النيابة الذى باشر القضية، وضابط قسم اللبان الذى كان له جهود فى كشف الواقعة . ويقول أحمد مصطفى أحد سكان الحى، إنهم وضعوا صور ريا وسكينة وضحاياهم، على مقهى بالشارع، وأطلقوا عليه بازار وكافيتريا ريا وسكينة، بمنطقة اللبان التى وقع فيها أشهر جرائم قتل فى مصر، وكنوع من تذكير الأجيال الجديدة خاصة لوجود وفود من المحافظات تأتى خصيصا لكى تشاهد منزل ريا وسكينة بالإسكندرية، وتسمع قصصهم الحقيقية من الأهالى. سيدى عماد ضريح قدسه ريا وسكينة وخلف منزل ريا وسكينة يوجد مسجد وضريح سيدى عماد، قدسته ريا وسكينة، وكانتا تحلفان بضريحه طوال الوقت، حتى فى اعترافات النيابة والشرطة الموثقة قائلين "وحياة سيدى عماد"، وبحكم نشأتهما الصعيدية كانتا تسكنان بجوار الأضرحة كنوع من المباركة والتفاؤل بأولياء الله الصالحين. وبعد مرور عشرات السنين على أسطورة ريا وسكينة إلا أنها ستزال تتداول لسنوات قادمة ولم تندثر رغم بشاعة القصة وتفاصيلها.