لم يكن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى حالة الطوارىء فى البلاد لمدة 3 شهور عقب الهجمات الإرهابية التى استهدفت كنيستى مار جرجس فى طنطا ومار مرقس فى الأسكندرية نهجا جديدا لمكافحة الإرهاب فلقد سبقته من قبل العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكذلك دولا عربية بسبب تعرضها للإرهاب.
1-الولايات المتحدة الأمريكية
عقب ضرب برجى التجارة العالمى فى سبتمبر 2001 ، أعلنت الولايات المتحدة حالة الطوارئ ، وكانت عبارة عن مجموعة من الإجراءات الاستثنائية شديدة القسوة التى قيدت من حريات المواطنين فى العديد من الأمور، حيث تم القبض على 1200 شخص ينتمون لجنسيات عربية وإسلامية بينهم أمريكيون بواسطة المباحث الفيدرالية، ورفضت الإدارة الأمريكية إعطاء معلومات أساسية عنهم والتعريف بهويتهم أو بالتهم الموجهة إليهم، كما لم تسمح لهم بالاتصال بمحام للدفاع عنهم.
كما أصدرت الولايات المتحدة فى إطار حالة الطوارىء قانونا يمنح السلطات الفيدرالية صلاحيات واسعة فى مجال الأمن والقضاء، بحيث يسهل التنصت على المكالمات والإتصالات على الإنترنت، ويسمح بتقاسم المعلومات مع أجهزة الاستخبارات كما يسمح بالاحتفاظ بأى أجنبى يشتبه فى قيامه بنشاطات إرهابية قيد الإعتقال دون توجيه الاتهام إليه إلى جانب تعزيز الرقابة على البنوك، والحصول على معلومات منها حول المعاملات المالية وحركتها.
كما أصدر الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن فى 13 أكتوبر 2001 مرسوما يقضى بإنشاء محاكم عسكرية لمحاكمة أجانب يحتمل أنهم إرهابيون، ويسمح بإجراء محاكمات فى جلسات سرية، ويمكن لهذه المحاكم أن تصدر عقوبة الإعدام، مع تشديد إجراءات الهجرة وإعادة النظر فى الإعفاء من التأشيرة بالنسبة لمواطنى 29 دولة، وتشديد الرقابة على الطلبة الأجانب.
2-فرنسا
فى أعقاب حادث الدهس الذى نفذه إرهابيا بمدينة نيس الفرنسية فى يوليو الماضى وخلف 84 قتيلا وعشرات الجرحى، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فى اليوم التالى تمديد حالة الطوارئ التي كانت فرضت إثر اعتداءات 30 نوفمبر في باريس من عام 2015 وكان من المفترض أن ترفع فى نفس الشهر الذى وقع فيه حادث الدهس
وبحسب القانون الفرنسى فإن حالة الطوارىء يسمح من خلالها للدولة بصورة خاصة بفرض الإقامة الجبرية على أي شخص يشكل نشاطه خطرا على الأمن والنظام العامين" والقيام بـ"عمليات دهم للمنازل سواء في الليل أو في النهار" بدون استصدار إذن قضائي.
كما تسمح حالة الطوارئ للوزراء ومسؤولى الإدارات المحلية أن يقرروا إغلاق صالات الإحتفالات وأماكن الاجتماعات بصورة مؤقتة، و"منع تنقل أشخاص أو آليات" في بعض المواقع وللمدة التي يرونها مناسبة، وإقامة "مناطق حماية أو مناطق أمنة تفرض فيها ضوابط على إقامة الأشخاص".
3- تركيا
طبقت تركيا قانون الطوارىء عقب تحرك الجيش التركى ضد الرئيس رجب طيب أردوغان ، حيث تم إعلانها فى 20 يوليو الماضى ، لمدة 3 شهور وتم تجديدها بعد ذلك بسبب الهجمات الإرهابية التى استهدفت عدة مناطق من بينها مطار أتاتورك وغيره من المنشأت الحيوية .
ووفقا للمادة 120 من الدستور التركي، فإن الشروط المطلوبة لهذا الإعلان هي حدوث "أعمال عنف وتدمير على نطاق واسع ضد النظام الديمقراطي الحر" أو "انهيار خطير للنظام العام" ، ويحق لرئيس الدولة تولي رئاسة اجتماع مجلس الوزراء، ويمكن لهذا المجلس إعلان حالة الطوارئ على الصعيد الوطني أو في بعض أجزاء من البلاد، وذلك لمدة أقصاها ستة أشهر، قابلة للتجديد.
وينص الدستور على أنه في حال إصدار قرار بإعلان حالة الطوارئ، يتم نشر القرار في الجريدة الرسمية، ومن ثم يعرض على البرلمان للموافقة عليه، وإذا كان البرلمان في إجازة تتم دعوته للانعقاد فورا.
وتقول المادة 121 من الدستور التركي إنه يمكن للبرلمان تغيير مدة حالة الطوارئ ، كما يمكنه - بناء على طلب مجلس الوزراء - تمديد حالة الطوارئ لمدة لا تتجاوز أربعة أشهر في كل مرة، ويمكنه كذلك إلغاء حالة الطوارئ .
4- إسرائيل
للعام 69 على التوالى يصادق الكنيست الإسرائيلي على تمديد حالة الطوارئ منذ الإعلان عن قيام دولة إسرائيل عام 1948، حتى نهاية هذا العام ، ويرجع السبب فى تمديد هذا القانون الذى لم يلغ ابدا أن الحاجة لتمديد هذا القانون نابع من وجود قوانين تتعلق بحالة الطوارئ، مما يعني أن إلغاء هذه الحالة سيؤدي إلى بطلان مفعول هذه القوانين أيضًا".
ومن الجدير بالذكر أن العديد من القوانين ترتبط بحالة الطوارئ في إسرائيل، منها صلاحيات الحكومة، القوانين العسكرية، موازنة الجيش، الرقابة على الإعلام وغيرها.
وفى العالم العربى العديد من الدول طبقت قانون الطوارىء نتيجة أحداث إرهابية تعرضت لها.
1- تونس
اقر رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي فى نوفمبر 2015 ،عقب التفجير الارهابي الذي استهدف امنيين كانوا على متن حافلة تابعة للامن الرئاسي بشارع محمد الخامس واسفرت عن استشهاد 12 امنيا وجرح 20 اخرين منهم 4 مدنيين ، حالة الطوارئ وحظر التجوال ، وتتمثل اجراءت قانون حالة الطوارئ وضع الأشخاص تحت الإقامة الجبرية، وتحجير الاجتماعات، وحظر التجول، وتفتيش المحلات، ومراقبة الصحافة والمنشورات والبث الإذاعي والعروض السينمائية والمسرحية، دون وجوب الحصول على إذن مسبق من القضاء.
2- الجزائر
فرضت حالة الطوارئ في الجزائر فى فبراير سنة 1992 ، فى عهد الرئيس محمد بو ضياف بسبب التفجيرات التى تعرضت لها الجزائر فى تلك الفترة ، تم بعد ذلك تمديد العمل بقانون الطوارئ في عام 1993 وبموجب المرسوم مددت إلى فترة غير محدودة.
وأعلن عن رفع حالة الطوارئ من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بتاريخ 22 فبراير 2011، وفي 24 فبراير 2011 وتم العمل بهذا القرار على الفور وخصوصاً بعد تطورات أحداث ليبيا.
3- اليمن
أعلن الرئيس اليمنى المخلوع على عبد الله صالح حالة الطورائ فى مارس2011 للمرة الثانية بعد الوحدة اليمنية حيث كانت المرة الأولى في منتصف مايوم 1994 عندما اندلعت حرب 1994 الأهلية في اليمن بين الشمال والجنوب ، وقد أعلنت حالة الطوارئ في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات وحظر التجوال بالأسلحة بعد أحداث جمعة الكرامة التي قتل فيها أكثر من 52 شخص.