والدة ألاء: زوجى معتقل فى سجن عتاقة بالسويس وابنتي في سجن دمنهور
زوجة عمرو عبد المقصود: اعتقل هو وإخوانه منذ ثلاثة أشهر ووالدتهم فى حالة انهيار دائم
والدة إبراهيم اليماني: اتنقل أسبوعيا ما بين سجنى الزقازيق ووادى النطرون لرؤية ابنائى
الأهالى يؤكدون: الزيارة لا تتعدى ثلاث دقائق وعادة ما تكون من خلف أسلاك.. أحيانا يتم إلغائها أو تأجيلها بعد وقوفنا لساعات طويلة
طريق طويل تقطعه للوصول إلى سجن "عتاقة" فى السويس فى تمام العاشرة صباحا لتصطف في طابور لمدة ثلاث ساعات تلفحها أشعة الشمس الحارقة خلال انتظارها على آمل لقاء زوجها -المريض بالكبد- خلف باب حديدي، فى زيارة لا تستغرق مدتها سوى ثلاثة دقائق إن حالفها الحظ ، ففي بعض الأحيان تضطر الى العودة دون إتمام هذه الزيارة في حالة ان تقرر إدارة السجن ذلك.
هكذا تعودت السيدة "م.ن" منذ اعتقال زوجها فى سبتمبر الماضي أن تخوض هذه الرحلة أسبوعيًا، ولكن هذه الرحلة لا تعد الوحيدة لها فى المعتقلات والسجون فعلى بعد ألاف الكيلو مترات فى مكان أخر ومحافظة أخرى تقبع قرة عينها "آية" التي قبض عليها هى الأخرى على خلفية الأحداث السياسية والمظاهرات في جامعة الأزهر وحصلت على حكم بخمس سنوات تقضيها فى سجن دمنهور.
حالة "م.ن" لا تعد الوحيدة فالعديد من الأسر تعرضت لاعتقال أكثر من قرد منها بسبب الأحداث السياسية فى الفترة الأخيرة "، ويواجهون صعوبات بالغة فى الزيارات التى يلتقون بها ذويهم.
تقول والدة آلاء " قبل أن يتم نقل زوجي إلى سجن عتاقة فى السويس قضيت فترة فى التنقل ما بين المحافظات، بسبب نقله مرة إلى برج العرب وأخرى الى سجن وادى النطرون وهو ما كان يمثل إرهاق بدنى ومادى عليها خاصة ما تتكلفه هذه الزيارات بالإضافة لكونى مريضة ولا يوجد معى احد يعينني على القيام بكل ذلك حاليا".
وأضافت " ألاء أيضا تم حجزها فى البداية فى سجن النسا بالقناطر قبل أن يتم نقلها إلى سجن دمنهور ، و فى سجن النسا الزيارات كانت مزدحمة جدا وكنا نتعرض لتفتيش مهين من السجانات ، حتى أتمكن من الدخول لرؤية ابنتى ولكن الوضع تحسن الى حد ما بعد نقلها لسجن دمنهور وأستطيع رؤيتها كل أسبوعين الحمد لله "
معاناة والدة آلاء لا تقتصر على تشتت أسرتها بسبب وجود ابنتها وزوجها فى السجن فقط ، وإنما تمتد إلى أن حياة زوجها مهددة بالكامل خاصة بعد تدهور صحته ، بسبب الإصابة بالكبد وحالته تزداد سوءًا ، بسبب عدم وجود رعاية طبية كافية له ، بالإضافة إلى انه يحتاج علاج شهريا ب300 جنيه وهى لا تملك المال الكافى لتوفير ثمن هذا العلاج شهريا .
وأضافت والدة آلاء " بنتى اتقبض عليها من جامعة الأزهر والد آلاء ينتظر ثمانية تهم ما بين تخريب وحرق وتحريض على العنف والشغب والانضمام لجماعة إرهابية برغم انه تم القبض عليه من المنزل من على فراش المرض لأنه لم يكن يستطيع التحرك بسبب مرضه فكيف له أن يشارك فى مظاهرات او يحرض على العنف "
عائلة اليمانى .. الطبيب الميداني وأخيه يواجهان مصير الاعتقال
تتحرك من منزلها فى منطقة العاشر من رمضان فجرأ لتصل إلى سجن الزقازيق فى تمام الساعة السابعة حتى تتمكن من الحفاظ على مكانها فى مقدمة طابور الزيارات ورغم انتظارها لفترات طويلة إلا أنها تفاجئ فى النهاية بعد وصولها للشباك بإخبارها بأنها لا يمكنها زيارة ابنها وانه تم تأجيلها.
"مالوش زيارة انهاردة " يقولها احد الضباط لتدرك بان عليها الانتظار أسبوع أخر قبل أن تتمكن من رؤية نجلها ، تعود إلى المنزل وتبدأ يومها التالي بإعداد لزيارة مختلفة هذه المرة لسجن وادى النطرون لرؤية ابنها الآخر المعتقل هناك ، هذا ما تعيشه دكتورة نفيسة أسبوعيًا خلال زيارتها لولديها إبراهيم وبراء اليماني اللذان تم اعتقالهما على خلفية الأحداث السياسة.
تم القبض على ابنها الأكبر إبراهيم هو فى الفرقة الخامسة كلية الطب جامعة الأزهر ، فى أحداث مسجد الفتح حيث كان متواجد فى المسجد طبيب ميداني ، وابنها الأصغر براء فى الفرقة الثالثة كلية إعلام جامعة الأزهر قبض عليه منذ 30 يناير 2014 من منزلهم فى العاشر من رمضان ، ووجهت له 12 تهمة مختلفة.
تقول السيدة نفيسة " بالإضافة الى المجهود والتعب الذي أتعرض له فى رحلتي لزيارة ابنائى ، إلا أن الوضع سيئ جدا والتعامل معنا خلال الزيارة أسوا ما يكون نقف لساعات طويلة ، ومن الممكن أن يتم تأجيل الزيارة فى النهاية كما أنهم يقرروا دخول زيارات الجنائيين فى البداية وتأجيل السياسيين "
وبالنسبة لبراء لا يسمح لنا بالجلوس معه لان نظام الزيارة هو رؤيتهم من خلف اسلاك ورغم قيام المساجين بإضراب لتغيير نظام الزيارة إلا ان إدارة السجن لم تستجب لهم .
أما بالنسبة لزيارة ابنها الآخر إبراهيم فى سجن وادى النطرون ، والذى يسمح لهم بالجلوس معه لمدة لا تتعدى خمس دقائق فى أفضل الأحوال . حتى يطلق الضابط صفارته للإعلان عن انتهاء وقت الزيارة
"احنا بيبقى عنينا على الصفارة اللى هينهوا بيها الزيارة وهيخلينا نقوم وأحيانا لما الاهالى مش بيلحقو بيتخانقوا عشان قلة الزيارة وفى الحالة دى بتحصل مشاكل اكبر وبنخاف يعطلولنا الزيارات بعد كدة فبمنشى " جمل قالتها لتصف حال الاهالى أثناء زيارة ذويهم .
هذا فضلا عن أن ابنها إبراهيم اليماني دخل في إضراب عن الطعام ، ومع ذلك لم يتم نقله إلى مستشفى السجن رغم تدهور حالته الصحية ، حيث وصل حتى الآن الى أكثر من 500 يومًا إضرابًا عن الطعام .
وأضافت "تفتيشنا يتم أكثر من مرة خلال الزيارة ، بالإضافة إلى إنهم يطلعوا على المراسلات التي نكتبها لأبنائنا وأحيانا يتناقلها الضباط أمامنا ويسخروا مما كتبناه فيها ، مشيرة إلى انه من المفترض أن يعاملوا بشكل أفضل يكفي هؤلاء الاهالى وجود ذويهم واقرب الناس لهم فى السجون " .
عمرو عبد المقصود ..أسرة خلف الأبواب الحديدية
أن يستيقظ الأم والأب يوميًا على واقع مفاجئ يقضى بعدم وجود جميع أبنائهم فى منزل قضوا فيه عمرًا كاملا ، أن يدربوا أنفسهم التعود على فقدهم لوقت لا يعلم مداه الا الله ، ان تتوقف فرحة فتاة بإتمام زواجها بعد عقد قرانها بسبب القبض على زوجها قبل ايام قليلة من ليلة العرس ، كل هذه المشاهد تلخص حال أسرة عمرو عبد المقصود الصحفى بموقع مصر العربية بعد القبض عليه هو واثنان من إخوته أنس وإبراهيم منذ ثلاثة أشهر .
تقول أمنية مجدى زوجة عمرو انه قبض عليه فى "سبوع" ابنة دهب وتم الإفراج عنه إلا انه بعد مرور ثلاثة أسابيع تحديدا يوم 14 ابريل2014 ، قبض عليه فى منزل والدته فى ميت غمر هو وأخيه إبراهيم ، وبعدها بيوم تم القبض على أخيهم الأصغر انس 15 عاما ، ووجهت لهم عدة تهم شغب وعنف وحرق سيارات لمؤيدي السيىسى .
حتى الآن ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على اعتقلاهم ، إلا أنهم لم يحصلوا على حكم ويتجدد حبسهم كل جلسة فقط ، ومحاولات تقديم استئناف تبوء بالفشل لان وكلاء النيابة فى إجازات حاليا وهو ما يعطل الاستئناف .
عمر وأشقاؤه الاثنين كانوا من المفترض أن يخرجوا منذ شهور بعد إصدار قرارا بإخلاء سبيلهم فى قضية حرق السيارات إلا أنه تم الضرب بقرار المحكمة عرض الحائط، ورغم دفع أسرته للكفالة المقررة لجهة الاحتجاز إلا أن القائمين على قسم ميت غمر أخفوهم لمدة 9 أيام، ليظهروا بعدها في نيابة السنبلاوين بتهمة جديدة هي "التظاهر"، والتى حكم عليهم فيها بالحبس عامين، وخلال الاستئناف صدر حكما ببراءتهم ورغم ذلك مازالوا محتجزين حتى الآن على ذمة القضية الأولى الخاصة بحرق السيارات.
وأشارت إلى أن ظروف الزيارة تختلف كل مرة وفقا لما ترويه أمنية فمن الممكن ان يسمحوا لهم احيانا بالجلوس معهم لدقائق قليلة وأحيانا أخرى يرفضون ذلك ولا يسمح لهم سوى بالحديث من خلف باب حديدى .
وأوضحت أمنية أن احد الدلائل التى يستند لها محامى قضية عمرو صورة التقطتها لوزير الداخلية فى احد المؤتمرات التى كان يغطيها متسائلة هل من الممكن اذا كان عمر ارهابى او منتمى لجماعة الإخوان المسلمين ان يسمح له بتصوير مؤتمرات لوزارة الداخلية ؟! .
وأضافت عمرو كان بعيد كل البعد عن الأحداث السياسية ، ولا ينتمى لأي تيارات سياسية ، و المرة الوحيدة التى قام بتصوير أحداث سياسية فيها هو سبوع حرية ابنة دهب ، ومنذ هذه اللحظة تحول إلى ارهابى ومنتمى لجماعة الإخوان المسلمين .
قانون السجون .. حق الزيارة المشروط
إسراء محمد المحامية بمركز هشام مبارك قالت انه بالتطرق إلى تفنيد مواد قانون تنظيم السجون المصري" 396 لسنة 1956 " ، لا سيما المواد القانونية الخاصة بزيارة المسجون ومراسلته نجد أن القانون قد أعطى المسجون ذلك الحق وسمح بزيارة ذويه للإطمئنان على صحته ووضعه ، ولكننا نجد أنه أيضاً وضع ثغرة سلب بها ذلك الحق من المسجون فى أحيان كثيرة خصوصاً فى حالة المحبوسين احتياطياً على ذمة قضايا سياسية ..
وأشارت إلى ان المادة 42 تحديدًا من القانون التى تنص على أن " يجوز أن تمنع الزيارة منعًا مطلقًا أو مقيدًا بالنسبة إلى الظروف أوقات معينة وذلك لأسباب صحية أو متعلقة بالأمن" حيث أعطت الحق فى منع الزيارة منعاً مطلقًا او مقيدًا وحصرت السبب فى كونه قائم على سبب صحى او متعلق بالأمن مما يفتح الباب - لا سيما فى السبب الثانى - لاتخاذ هذه الوسيلة كنوع فى معاقبة المحبوس احتياطيًا ، وإذلاله تذرعًا بكون سبب المنع متعلقاً بالأمن ،خصوصاً وأن اصطلاح " الأمن " فضفاض ويمكن التوسع فيه دون رقابة .
وأضافت انه فى واقع التطبيق العملى أصبح بالفعل مُبرر كافى فى منع الزيارة عن المسجونين دون إعطاء الحق للمسجون أو ذويه الإعتراض ، خاصة فى حالة المحبوس على ذمة قضايا سياسية كوضع آلاف المسجونين بمصر الأن والذين تُمنع عنهم الزيارة والمراسلة كشيئً من العقاب والتكدير ودون الإستناد لُمبررات حقاً مقرره لمصلحة السجناء والمحبوسين إحتياطيًا .
فى حين قالت شيماء فكرى الباحثة الحقوقية بمركز هشام مبارك قالت ان لك النص الموجد فى القانون مخالف النص للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء التى اعتمدها مؤتمر الأمم المتحدة الأول لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين المعقود في جنيف عام 1955 فى المادة 37 التى نصت على أن " يسمح للسجين في ظل الرقابة الضرورية، بالاتصال بأسرته وبذوي السمعة الحسنة من أصدقائه، على فترات منتظمة، بالمراسلة وبتلقي الزيارات على السواء.
وأضافت شيماء فكرى ، انه وفقا للمادة 93 من الدستور المصري " تلتزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تصدق عليها مصر، وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقاً للأوضاع المقررة " .
انفو : مواد الزيارة فى قانون السجون
مادة 38: يكون لكل محكوم عليه الحق فى التراسل ولذويه أن يزوروه وذلك طبقاً لما تبينه اللائحة الداخلية، وللمحبوسين احتياطياً هذا الحق دون إخلال بما يقضى به قانون الإجراءات الجنائية بشأنهم فى هذا الصدد.
مادة 39: يرخص لمحامى المسجون فى مقابلته على انفراد بشرط الحصول على إذن كتابى من النيابة العامة، ومن قاضى التحقيق فى القضايا التى يندب لتحقيقها سواء أكانت المقابلة بدعوة من المسجون أم بناء على طلب المحامى.
مادة 40: للنائب العام أو المحامى العام ولمدير عام السجون أو من ينيبه أن يأذنوا لذوى المسجون بزيارته فى غير مواعيد الزيارة العادية، إذا دعت لذلك ضرورة.
مادة 41: لضابط السجن حق تفتيش أى شخص يشتبه فى حيازته أشياء ممنوعة داخل السجن سواء كان من المسجونين أو العاملين بالسجن أو غيرهم.
وفقا لللاحصائيات التى اعدها موقع ويكى ثورة تجاوز عدد المعتقلين السياسيين خلال الفترة من 3 يوليو 2013 حتي 15 مايو 2014, واحد واربعين الف شخص ،
حيث وصلوا الى 41,163مقبوض عليه أو متهم في واقعة أو قضية في جميع محافظات الجمهورية .
وأشار الموقع الى انه تم حصر 36,478 من المقبوض عليهم والملاحقين والمتهمين خلال أحداث سياسية, 142 في احتجاجات اجتماعية, 87 علي خلفية احتجاجات لمطالب عمالية, 415 تم القبض عليهم خلال أحداث طائفية, و 1,714 علي خلفية أعمال إرهابية, وهناك أيضاً 1,453 تم القبض عليهم خلال وقائع خرق حظر تجوال علي غير خلفية جنائية