"العميد نجوى" حكاية شهيدة تنضم للوحة شرف شهداء الوطن.. فقدت نجلها العام الماضى وتمنت فى الحج أن تلحقه شهيدة.. صغار الضباط ينادونها بـ"ماما نجوى".. ورئيسها فى العمل: كانت تصوم الاثنين والخميس وفاعلة لل

خيمت حالة من الحزن، داخل شارع محمد كريم، بمنطقة المنشية، الذى كانت تقطن فيه أول شهيدة سيدة من الشرطة المصرية "العميد نجوى"، بعد أن استشهدت فى الحادث الأليم الذى أزهق أرواح مصريين فى محيط كنيسة مارمرقس بمحطة الرمل. وتوافد المئات من أهالى المحافظة، والمحافظات المجاورة لتعزية أهل الشهيدة، والذين أكدوا خدمتها لهم فى كافة المجالات، ولم تترك أحدا يحتاج شيئًا إلا وأعطته، ورفض الكثير من نساء العائلة البكاء عليها أثناء تشييع جثمانها، وأصررن على استقبالها فى مقبرتها بالزغاريد، فرحة بتنفيذ رغبتها فى الموت شهيدة، وأن تقابل نجلها مهاب الذى لقى مصرعه العام الماضى. وبحضور المئات من ضباط وأفراد مديرية أمن الإسكندرية، وكذلك أسرة الشهيدة وجيرانها وأقاربها، شيعت جنازة العميد نجوى، بمشهد مهيب أبكى الجميع رغمًا عنهم، طالبوا فيه بإعدام المسجونين من أعضاء جماعة الإخوان، بوصفهم أصحاب الأوامر العليا فى الحوادث الإرهابية. لم تكن تدعى العميد نجوى، بين زملائها فى مديرية أمن الإسكندرية، بل كان الجميع يناديها بماما نجوى، لم يكن ذلك لمجرد أنها فقدت ابنًا فى العام الماضى، وهو فى الفرقة الرابعة من كلية الشرطة فحسب، وليس لأن نجلها الثانى النقيب محمود عزت يعمل معهم بالمديرية ضابطًا بإدارة البحث الجنائى، ولكن لما لمسوه منها من طيبة القلب والخوف عليهم، حتى أنها كانت تحضر الساندوتشات للبعض منهم، فى أيام العمل الثقيلة. انتدبت نجوى للعمل خارج قسم التصاريح فى الأعياد والمناسبات، التى تمر بها البلاد على مختلف الأصعدة، فواجهت المتحرشين أمام السينمات والميادين العامة، وألقت القبض على العشرات منهم. كما خدمت أمام الكنائس لتفتيش السيدات قبل عبورهن البوابات، وكذلك تولت التأمين فى كلية رياض الأطفال لسنوات عديدة، وكذلك فى المهمات والمؤتمرات التى كانت تحتاج إلى واجهة شرطية نسائية . من جانبه قال اللواء عزت عبد القادر، مدير مصلحة أمن الموانئ، وزوج الشهيدة العميد نجوى الحجار: "ربنا يبعتنا عندها شهداء زى ماراحت، نجوى راحت شهيدة وغيرها هيروح كتير لو لم يتم القصاص العاجل". ويضيف عبد القادر: "نجوى ذهبت للحج مرتين وكانت دعواتها دائما أنها تروح لربنا شهيدة وتقابل ابننا مهاب، ولم تكن أبدًا تخشى الموت،لأنها كانت مستعدة لمقابلة الله بأعمالها الحسنة والأفعال الخيرة". أما العميد على علام، وهو رئيس العميد نجوى فى العمل بقسم تصاريح العمل فى مديرية أمن الإسكندرية فقال: كانت تصوم يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع، وفاعلة للخير بشكل يثير إعجاب الصغير قبل الكبير، ولن ننساها وننسى روحها الجميلة فى العمل، فلم تكن تبخل على أحد بأى سؤال، أو تضيق الخناق على آخر. أما إحدى جارتها فتقول: نجوى زارت بيت ربنا مرتين، ودعت لنفسها أن يكون موتها شهادة فى سبيل الدفاع عن الوطن والأرض، وكلنا مش هننسى مواقفها الشجاعة مع كل الجيران، و مع كل من يعرفها. وتضيف جارتها: نجوى كانت ست بمية راجل، وبناتنا كانوا معتبرينها قدوة ويتمنوا يكونوا زيها، فى مواقفها لشجاعة التى لم تكن تفرق بينها وبين أى رجل آخر. وتؤكد خالتها: القصاص هو الذى سيشفى غليلنا ممن أراقوا دم نجوى من الأرواح البريئة، والعدالة الناجزة ستكون الامل لنا فى البقاء مع ذكراها. وتضيف خالتها : كانت لا تترك مناسبة إلا وتجمعنا جميعًا، فكانت حريصة على صلة الرحم، وغير متكبرة بالمرة، وكانت تخدم الجميع، والكل فى العائلة يحبها. أما الدكتور حلمى ربيع، ابن خالها، فلم يكف عن البكاء أثناء تشييع جثمان الشهيدة قائلًا: أنا كنت كبير الأسرة، وكنت بشوفها وهى صغيرة ما بتخافش من الظلام زى باقى إخواتنا، وكانت قوية رغم طيبتها، حتى لما مات ابنها وهو لسه فى الكلية وقفت قوية عشان باقى البيت يكمل. خرجت كلمات النعى هذه مرفقة بالبكاء تارة والزغاريط تارة أخرى فرحة لتحقيق رغبة الشهيدة، فى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وهى تدافع عن وطنها، وفداء للإرهاب الذى أزهق أرواح الأبرياء.






















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;