كشف خبراء أمنيون عن الخطط والحيل التى تستخدمها الجماعات الإرهابية فى تجنيد الشباب لينضموا لصفوفهم ويصنعون منهم انتحاريين لتفجير أنفسهم فى عملية "غسيل مخ" تحت ايهام الانتحارى بأنه عريس ينتظره حور عين وأنه سينال الشهادة.
يقول اللواء رفعت عبد الحميد خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة أن الجماعات تجند طبقا للسمات الشخصية ودرجة الذكاء من سن اثني عشر عاما أي بعد سن التمييز للأطفال بتدبير كافة الاحتياجات الشخصية للشاب الذي وقع عليه الاختيار من ملابس ومساعدة مالية شهرية ثم رحلات ومعسكرات صيفية.
ثم عزل تام عن أسرته بحجة العمل خارج المحافظة ويتم غرس ما يسمي باعتناق ثقافة الموت وليس لفظ انتحاري، ولا يدرب علي السلاح أو القنابل بل علي الأحزمة الناسفة ضمن مجموعات منفصلة لا يزيد عددها عن خمسة .
أما عن طرق زرع المعتقد فهي تكريس ثقافة اعتناق ثقافة الموت بعبارات "انا وأسرتي كدة كدة ميتين في الحياة أو الموت وسنحيا ونموت فقراء فقرا شديدا"، ويتم الاتفاق سلفا مع الانتحاري علي تقاضيه وأسرته مبلغا كبيرا قبل التنفيذ يسلم له ولأسرته مقدما.
التدريب الإرهابى
أما عن التدريب فقد ذكر "عبد الحميد" أنه راقي تقني تكنولوجي وليس تلقائي تقليدي يعتمد علي التنكر والمفاجأة والمباغتة ومعاينة مسرح الجريمة والتردد عليه أكثر من مرة فالانتحاري هو أداة تنفيذ فقط بالمقابل وليس مدبرا او مخططا او ممولا وليس وسيطا وليس له دخل بتدبير الانتقال او الاقامة بالشقق المفروشة بل هناك من يجهز له كل شئ ويزيل كل الموانع والعوائق ويسهل له مسرح الجريمة ليفجر نفسه وسط حشد بشري، وغالبا لا يرغب في التنفيذ علي قارعة الطريق بل داخل مسرح جريمة مغلق مسقوف لحشد أكبر عدد من الضحايا دون النظر لمراحلهم العمرية او كينونتهم.
بينما قال اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق أن الجماعات الإرهابية تستغل جهل بعض الشباب بحقيقة الدين الإسلامى ويختارون عناصرهم من الشباب الذين يعانون من فراغ دينى ويملأون عقولهم بأفكار تكفيرية وجهادية حتى يصبحون على اقتناع تام بما سيفعله من تفجير نفسه.
وأضاف اللواء محمد نور أن الجماعات الإرهابية تعقد عدة جلسات للشاب الانتحارى قبل تنفيذ أى عملية ارهابية ويستشهدون بآيات وأحاديث بعد تحريف تفسيرها تدعو للجهاد فى سبيل الله مؤكدا أن الانتحارى الذى يفجر نفسه يكون مقتنعا بأنه يخدم دينه ودنياه وأنه سيقاتل الكفار ويصبح شهيدا.
عملية "غسيل مخ" للانتحارى
وكشف أن الجماعات الإرهابية تعقد جلسات مكثفة قبل تنفيذ الانتحارى العملية الإرهابية حتى يصل الى مرحلة الاقتناع الكامل بأنه سيكون شهيد فى سبيل الله وأن المجتمع كافر ولابد من محاربته لنصرة الإسلام وذلك فى عملية "غسيل مخ" للانتحارى قبل تنفيذ العملية حتى لا يعدل عن تفكيره.
وأشار الى أن الجماعات الإرهابية تخبر الانتحارى بميعاد تنفيذ العملية الإرهابية قبل الميعاد بأسبوع حتى يبدأ فى عملية رصد الهدف الذى يقوم فيه بتفجير نفسه مشيرا الى أن يوم العملية تقرأ على الإنتحارى بعض الآيات ويوهموه قبل توجهه لتنفيذ العملية بأنه شهيد فى سبيل الله وأن حور عين فى انتظاره ويقدمون له حجج تكفيرية تدفعه للانتحار.
وكشف أن الانتحارى إذا تم القبض عليه قبل تنفيذ العملية يقر ويعترف بكافة التفاصيل لإيمانه بأنه يقاتل مجتمع كافر وأن ما يفعله هو جهاد فى سبيل الله، و يستغل الجماعات الإرهابية جهل بعض الشباب بالدين الإسلامى ويجندوهم للانضمام الى صفوفهم ويصنعون منهم انتحاريين.