فى خطوة مفاجئة، أعلنت الولايات المتحدة إلقاء أكبر قنبلة غير نووية فى التاريخ على أفغانستان، والتى تعرف باسم "أم القنابل" وذلك على منطقة بعيدة قرب الحدود مع باكستان، مستهدفة مسلحى داعش، والتى أسفرت عن مقتل 36 من عناصر التنظيم الإرهابى، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، على الرغم من أن تقديرات الإدارة الأمريكية كانت تشير إلى وجود ما بين 600 إلى 800 مقاتل فى هذه المنطقة.
وعلقت شبكة "سى إن إن" على هذا التطور، وقالت إن هذه الخطوة، التى تمثل ثانى استعراض كبير للقوة العسكرية من قبل إدارة ترامب بعد قصف مطار الشعيرات فى سوريا، تُفهم على أنها جزء من محاولة قلب مسار الحرب التى لا تسير على نحو جيد للحكومة الأفغانية، ومن ثم الولايات المتحدة.
وأشارت الشبكة إلى أن هناك إحساسا بتكرار هذا الأمر من قبل، فقد أسقطت القوات الجوية الأمريكية قنبلة ضخمة تزن 15 ألف رطل من قنابل تعرف باسم "ديزى كوتر" على مجمع تورا بورا حيث كان يختبىء أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق، فى ديسمبر 2001، والمكان الذى تم استهدافه بأم القنابل أمس الخميس، وهو منطقة أشن، تبعد ما يقرب من 10 أميال فقط عن منطقة تورا بورا.
وفى حين أن قنابل ديزى كوتر قتلت العديد من أعضاء القاعدة، إلا أن بن لادن وعددا من كبار مساعديه استطاعوا الهرب، وهذا مذكر جيد بأن عدد قليل للغاية من الحملات الجوية يتم الانتصار فيها بإلقاء قنابل من الجو.
وتلفت "سى إن إن" إلى احتمال وجود آثار جانبية لضرب أفغانستان، مثل أن تكون رسالة لكوريا الشمالية أو سوريا بأن الولايات المتحدة تستطيع استخدام مثل هذه الأسلحة ضد النظام فى هاتين الدولتين، لكن يظل الأساس فى هذه الخطوة هو أن الحرب فى أفغانستان فى مرحلة حرجة.
وتوضح "سى إن إن" أن الحرب فى أفغانستان فى أقل مرحلة لها للأفغان وللأمريكيين منذ الإطاحة بطالبان عقب أحداث 11 سبتمبر، ووفقا لما يقولوه مسئولو الجيش الأمريكى رفيعو المستوى، فإن طالبان تسيطر أو تتسابق للسيطرة على ثلث الشعب الأفغانى، حوالى 10 ملايين نسمة، أى أكثر ممن سيطرت عليهم داعش فى سوريا والعراق خلال صيف 2014.
وفى ظل تدهور الموقف فى أفغانستان، فإن إدارة ترامب تقوم بمراجعة استراتيجية لسياسة أفغانستان فى البنتاجون وفى مجلس الأمن القومى، بحسب ما قال مسئولون أمريكيون وأفغان، ويتولى مستشار الأمن القومى الإشراف على مراجعة سياسة أفغانستان فى البيت الأبيض وسيسافر إلى أفغانستان قريبا لكى يقوم بتقييمه الخاص.
وتأتى الضربة الأمريكية ضد داعش فى أفغانستان، فى الوقت الذى رصدت فيه تقارير صحفية أمريكية تزايد نفوذ إيران وروسيا فى ظل غموض موقف الولايات المتحدة، ففى تقرير لها الأربعاء، قالت صحيفة واشنطن بوست إن كلا من إيران وروسيا قامتا بتكثيف التحديات أمام القوة الأمريكية فى أفغانستان، بحسب ما قال مسئولون أمريكيون وأفغان، وأن طهران وموسكو استفادتا من الشكوك المحيطة بمستقبل السياسة الأمريكية، لتوسيع علاقتهما بطالبات وإضعاف حكومة البلاد المدعومة من الغرب.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن هذا يأتى مع تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وروسيا حول الصراع فى سوريا، ويشعر المسئولون بالقلق من أن التداعيات ستضر بفرص أفغانستان من أجل السلام، فعلى مدار سنوات دفعت روسيا وإيران من أجل الانسحاب الأمريكى، والآن ومع كسب إيران موطئ قدم وافتقار البيت الأبيض على ما يبدو لسياسة واضحة بشأن أفغانستان، فإن إيران وسوريا عززتا الدعم للمتمردين وهمشت الولايات المتحدة عن الدبلوماسية الإقليمية فى هذا الشأن.
معلومات عن أم القنابل:
- هى أكبر قنبلة تقليدية غير نووية فى التاريخ
- من طراز "جى بى يو 43" وتعرف اختصارا باسم "MOAB" أو أم القنابل.
- تم تطويرها فى سلاح الجو الأمريكى عام 2002 ودخلت الخدمة عام 2003
- تمكنت الولايات المتحدة من إنتاج 15 قنبلة منها فى عام 2003
- تكلفة القنبلة الواحدة 16 مليون دولار أمريكى
- يبلغ طولها 11 متر، ووزنها 11 طن من متفجرات TNT
- إسقاطها ضد مسلحى داعش فى أفغانستان كان أول استخدام فعلى لها