كل تلك المعجزات شكلت صورة ذهنية عن المسيح، التصقت بأذهان العامة لتجعل منه شخصية أسطورية لا تنتهى معجزاته بوفاته منذ آلاف السنين، بل تمتد للعصر الحاضر، وتخرج من إطار وجوده لصوره المعلقة فى الكنائس وأيقوناته فى الأديرة وحتى تلك الواقفة تحرس حوائط المنازل.
ليس أدل على ذلك، مما حدث عقب تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، حيث انتشرت أقاويل حول نزول زيت الميرون المقدس من صورة المسيح بالكنيسة لتعزى أسر الشهداء وشعب الكنيسة فى هذا الحادث الأليم، وسارع الأقباط للتجمهر حول الكنيسة بعد ساعات من التفجير بحثًا عن المعجزة وتبركًا بالمسيح الذى قطرت عيونه زيتًا لتنزل السكينة على شعبه، إلا أن رجال البحث الجنائى كانوا يرفعون آثار الحادث، وأكدوا للمتجمهرين أن الصور لا تنزل شيئًا. عادة ما تظهر تلك الأقاويل فى أوقات الشدائد والأزمات، وهو الأمر الذى يفسر ما جرى منذ عامين فى منزل بسيط بمنطقة عزبة النخل، حين تحول بيت قبطى يدعى عادل سمير لمزار للباحثين عن بركة المسيح، حيث ابتلى سمير بأم كفيفة وشقيق كفيف وأصيب هو بداء فى القلب تطلب إجراء جراحة، ثم قالت الأسرة إن معجزة حدثت حين نزلت من عينى المسيح المعلقتين فى صورة على الحائط زيت من العين اليمنى ودم من العين اليسرى، وذلك قبل أيام من إجراء صاحب المنزل جراحة فى قلبه، تقول السيدة: «يسوع جه علشان يطمنا ويفرحنا ويقولنا متخافوش، أنا هخلى بالى منكم، ومبسوطة إن الناس بتيجى تاخد البركة من بيتنا».
الأمر لا يقتصر على المصريين، فانتظار معجزات المسيح وظهوره، يحدث أيضًا فى أمريكا، فى الحادى عشر من مايو عام 2004 نشرت مجلة Spirit Daily.com تقريرا عن صورة من الورق المقوى للسيد المسيح موجودة ببرواز خشبى فى روبستاون، تكساس، وقد أخذت الدموع تنساب من عين المسيح.
قالت المجلة إن سبب الدموع هو الصلاة الحارة التى صلتها جدة لحفيدها الذى يرقد فى المستشفى فى حالة خطرة، والجدة هى جلوريا فينو 34 سنة، كانت تصلى لحفيدها أيزاك الذى يبلغ من العمر 3 أشهر ويعانى من وجود تشوه خلقى.
وفقا للمجلة كانت تقارير الأطباء غير مبشرة على الإطلاق، فبدأت فى الصلاة للسيد المسيح بحرارة، وأخيراً قالت أثناء صلاتها «إذا كنت موجود وتسمعنى، فلتعطينى علامة»، وبدأت بعدها الدموع تخرج من عينى المسيح.
إلى جانب معجزات المسيح، فإن المصريين قد دأبوا على انتظار ظهور العذراء مريم بالسماء أعلى الكنائس والأديرة، وربما ظهورها أعلى كنيسة العذراء بالزيتون عام 1968 هو أشهر حالات ظهورها.
المسيح فى السينما.. متألماً ومصلوباً ومثيراً للجدل
تبرز 6 أفلام فى هوليوود تناولت شخصية المسيح، ويأتى فيلم «The Jesus Film» الذى عرض عام 1979 على رأس القائمة، وهو من بطولة جيمس كافيزل وديوجو مورغادو وبراين ديكون، ومن تأليف بارنيت باين بحسب إنجيل لوقا، وإخراج بيتر سايكس وجون كريش وجون هايمان.
ثانى هذه الأفلام هو«The King of Kings» وتم عرضه عام 1961، وجسد جيفرى هنتر شخصية نبى الله عيسى، ويعد من أهم النجوم المجسدين لشخصية السيد المسيح فى السينما، إذ فوجئ الكثير بمشاهد صلبه التى كانت الأكثر صدقا على الإطلاق، وهو الفيلم الذى أخرجه المخرج نيكولاس راى، وشارك هنتر البطولة سيوبهان ماكينا وهيرد هاتفيلد ورون راندل.
ثالث فيلم هو«The Last Temptation of Christ» الذى عرض عام 1988، ويروى الرواية التى أثارت جدلا فى فترة الثمانينيات، لأنه كان يصور العلاقة بين السيد المسيح وماريا المجدلية، وتناول المسيح بطريقة أثارت استياء الكثيرين، ومنع عرضه فى عدة بلاد أوروبية، وقدم مخرج الفيلم للمحاكمة فى روما بسبب الفيلم.
ثم يأتى فيلم «The Passion of the Christ» لعام 1988، وهو فيلم مقتبس من أحداث المسيح من اعتقال ومحاكمة وأخيرًا الصلب، ومن ثم قيامة المسيح، ويعد فيلم الآم المسيح أكثر الأفلام نجاحا فى تاريخ إيرادات صندوق التذاكر فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وكذلك فيلم «The Robe» الذى عرض عام 1953، من بطولة ريتشارد برتون وجان سيمونز، وتم اقتباس السيناريو من قبل جينا كوس، ألبرت مالتز، وفيليب دان، من رواية لويد دوغلاس التى تحمل نفس الاسم، من إخراج هنرى كوستر، وتولى الإنتاج فرانك روس.
«The Passion of the Christ» عرض عام 2004 من إخراج الممثل ميل جيبسون، وأثار الفيلم جدلا واسعا فى البلاد العربية، وذلك بعد أن انتاب الغضب رجال الدين الإسلامى لتجسيد صورة المسيح، فأعلن الكثيرون ضرورة مقاطعة الفيلم، وعدم مشاهدته، وهو من بطولة جيمس كافيزل.
المسيح فى الأدب.. كتبوه شعراً واستلهموا من قصته أبطالاً فصار رمزاً وأسطورة
ألهمت شخصية المسيح الأسطورية، الكثير من الأدباء والروائيين، فكتبوا سيرته رواية، وخلقوا منها أبطالًا وشخوصًا، كما ظهرت بالرمز فى بعض الأعمال الأخرى، كما فعل نجيب محفوظ فى روايته الأشهر أولاد حارتنا، كذلك فإن قصة المسيح حضرت بقوة كمجاز فى مخيلة الشعراء.
فى دراسة له عن حضور المسيح فى الأدب العربى، يؤكد الروائى إلياس خورى أن خمسينيات القرن الماضى، شهدت قصائد بدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتى ونازك الملائكة استخدمت المسيح كأسطورة، حيث كان السياب أول من استخدم المسيح كشخصية أسطورية، كأنه يتحدث عن موت تموز.. «مع السياب دخل المسيح بشكل هائل إلى الأدب العربى».
ويرى «خورى» أن شخصية المسيح أساسية فى شعر بدر شاكر السياب ومحمود درويش، مؤكدا أن الروائى حنا مينا يأخذ مقاطع من الليتورجيا الأرثوذكسية، من دون أن يشير إلى مصدرها أو معناها، ليحولها إلى معنى سياسى، علمانى.
من بين أشهر ما كتب عن المسيح رواية «الإنجيل يرويه المسيح»، التى كتبها الروائى البرتغالى الشهير جوزيه ساراماغو.
«ساراماغو« قال عن هذه الرواية: إن أنجيلى يحاول ملء المساحات الخيالية بين الحوادث المختلفة، التى حدثت فى حياة المسيح كما رويت فى الأناجيل الأخرى مع بعض التأويلات الشخصية.
يتبع «ساراماغو» حياة المسيح من الوعى إلى الصلب، مسلطًا الضوء على يسوع بسيط لا يستطيع مقاومة تسلط الغرائز البشرية عليه، ومهما يكن الموقف الذى يبثه «ساراماغو» فى ثنايا خطابه الروائى هنا بحرية، فمما لا شك فيه أن من حق القارئ العربى الاطلاع على هذه الضفيرة من الواقعية والغرائيبية والفانتازيا والسخرية ليتسنى له أن يتبنى بدوره موقفًا واضحًا إزاء دعامة من دعامات الأدب الغربى المعاصر.
أشهر الأعمال الأدبية، التى تستلهم قصة السيد المسيح، حتى إنها تحولت لفيلم سينمائى، خلال هذه الرواية يعيد «نيكوس» فكرة الصراع بين الخير والشر، وواقع الخير الذى يُداس ويموت أمام قوى الشر وهذا ما تمثله شخصية مانولى «الممثل للمسيح» أمام أهل قريته، الذين يقررون قتله ظلمًا ولا يعتريهم أدنى إحساس بالذنب لذلك.
حققت الرواية مبيعات كبيرة تصل إلى 60.5 مليون نسخة فى آخر إحصاء منذ أربع سنوات وصنفت على رأس قائمة الروايات الأكثر مبيعًا فى قائمة صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تم ترجمت الرواية إلى 50 لغة حتى الآن.
تدور أحداثها فى نحو 600 صفحة فى كل من فرنسا وبريطانيا.. تبدأ بالتحديد من متحف اللوفر الشهير عندما يستدعى عالم أمريكى يدعى الدكتور روبرت لانغدون أستاذ علم الرموز الدينية فى جامعة «هارفارد» على أثر جريمة قتل فى متحف اللوفر لأحد القيمين على المتحف وسط ظروف غامضة، وذلك أثناء تواجده فى باريس لإلقاء محاضرة ضمن مجاله العلمى. يكتشف لانغدون ألغازا تدل على وجود منظمة سرية مقدسة امتد عمرها إلى مئات السنين، وكان من أحد أعضائها البارزين العالم مكتشف الجاذبية إسحاق نيوتن والعالم الرسام ليوناردو دا فينشى. وتدور أغلب أحداث الرواية حول اختراعات وأعمال دافنشى الفنية.
واكتشف «لانغدون» والفرنسية الحسناء «صوفى نوفو» خبيرة فك الشفرات -التى يتضح لاحقا أن لها دورا كبيرا فى الرواية- سلسلة من الألغاز الشيقة والمثيرة، التى تستدعى مراجعة التاريخ لفك ألغازه وسط مطاردة شرسة من أعضاء منظمة كاثوليكية تسعى للحصول على السر.
وأثارت الرواية جدلا واسعًا إلى حد منعها من الدخول إلى عدة دول منها الفاتيكان، الذى اعترض اعتراضًا شديدًا على محتويات الرواية، ذلك لأنها تتناول علاقة المسيح بـمريم المجدلية بطريقة منافية لما هو مذكور بالكتب المقدسة.. مُنعت الرواية أيضًا من دخول بعض الدول الأوروبية والدول العربية مثل لبنان والأردن.
«يسوع الناصرى»
يسوع اسم مشتق من اللغة الآرامية إلى اللغة العبرية وينطق «يشوع»، وهو اسم مركب من كلمتين «يهوه شوع» ومعناه الحرفى «الله يخلص وقد كان هذا الاسم منتشرًا لدى بنى إسرائيل، إذ تسمى به عدد من الشخصيات المهمة فى العهد القديم.
عمد المسيحيون العرب إلى أخذ الاسم العبرى من أصله بعد قلب حرف الشين إلى السين وهو الأمر المتآلف بين اللغتين العبرية والسريانية من جهة والعربية من جهة أخرى، فى حين أن الاسم فى اللغة اليونانية، وهى لغة ثقافة ذلك العصر التى كتب بها العهد الجديد، ظهر مترجمًا إليها ومنطوقًا وفق قواعدها «باليونانية: ، نقحرة: إيسو أو إيسوس)، وقد اشتقت اللغات الأوروبية أجمعها الترجمة اليونانية للكلمة مع بعض التعديلات، حيث يلفظ حرف I فى بعض اللغات كلفظ حرف J، فظهرت العبارة بالإنجليزية: Jesus.
ويذهب البعض إلى أن استخدام العرب والقرآن للفظة عيسى بدلاً من لفظة يشوع أو يسوع فى لغتها الأصلية لذكر اسم المسيح، كتعريب لاسمه اليونانى إيسوس، وبحسب الإنجيل فإنّ الملاك جبرائيل قد اختار له الاسم قبل أن يُحبل به وأخبر ذلك كلاً من مريم ويوسف.
يعرف يسوع أيضًا بوصفه المسيح «بالعبرية: ، نقحرة: ماشيح» من الفعل مشح أى مسح ومعناها فى العهد القديم الممسوح بالزيت أو الطيب المقدس.
بكل الأحوال، فإن لقب المسيح فى العهد القديم لا يشير دومًا إلى المنتظر، خصوصًا فى الأسفار التاريخية، بل هو يشير فى كثير من الحالات إلى الملك أو النبى أو الكاهن، وقد تنبأ أنبياء العهد القديم جميعهم بهذا المنتظر وحددوا كثيرًا من مجريات حياته.
«يسوع الناصرى كان الشخصية الأكثر حضورًا فى الثقافة الغربية» حيث يوضح المؤرخ العالمى الشهير جاروسلاف بيلكان الأمر، قائلا: «بغض الطرف عما يعتقده أو يعتنقه أى شخص بشأن يسوع الناصرى، فقد كان الشخصية الأكثر حضورا فى تاريخ الثقافة الغربية على مدى ما يقرب من عشرين قرنا. ولو كان ممكنا أن ننتزع من ذلك التاريخ كل أثر يحمل اسمه فقط، فماذا يتبقى منه؟ فميلاده صار رأسا للتقويم البشرى».
ويحاول المؤرخان الأمريكيان د. جيمس كنيدى وجيرى نيوكومب، البحث فيما خلفه ميلاد المسيح من تأثير، ويؤكدان فى كتاباتهما أن ذلك التأثير بدأ بشكل جزئى، بالكنيسة وهى التراث الأساسى الذى تركه يسوع للعالم، كما أن أتباع يسوع قد خطوا خطوات واسعة وقدَّموا التضحيات للارتقاء بحياة الآخرين، ولقد ظلَّ يسوع الناصرى يغيِّر حياة البشر لما يقرب من ألفى عام، وهكذا كان يعيد كتابة حركة التاريخ البشرى ومخرجاته.
لو تأملنا الحقائق الأساسية فى حياة المسيح، لوجدنا أن الأثر الذى أحدثه غير مسبوق ويشبه المعجزات، ويصف أحد كتَّاب القرن التاسع عشر ذلك على هذا النحو التالى: وُلد يسوع فى قرية غير معروفة، ابنًا لامرأة مزارعة. وترعرع فى قرية أخرى حيث عمل فى حانوت للنجارة حتى أصبح فى الثلاثين من عمره، وبعد ذلك وعلى مدى ثلاث سنوات كان يجول مبشرا، لم يكتب كتابا، ولم يتول منصبا ولم يكن له عائلة أو بيت، لم يتعلم فى مدرسة، ولم يزر إحدى المدن الكبرى، ولم يسافر أبعد من مائتى ميل عن مسقط رأسه، ولم يفعل أيا من الأشياء التى تصاحب العظمة، ولم يكن لديه من المقومات والمؤهلات سوى نفسه.
كان فى الثالثة والثلاثين من عمره عندما تحوّل تيار الرأى العام ضده، فهرب عنه أصدقاؤه، وأنكره أحدهم، فوقع فى يد أعدائه واجتاز فى هوان المحاكمة، وسُمِّر على صليب بين لصين.
وعند موته، تقامر جلادوه على ثيابه، وعلى كل ما كان يملك على الأرض، وبعد موته وضع فى قبر تبرع به أحد الأصدقاء شفقة، ومرت من القرون تسعة عشر، وهو اليوم الشخصية المحورية للجنس البشرى.
يشير «ف. ج. هورت» البريطانى إلى أنه مهما كنا نعتقد فى المسيح، فلا يمكننا الفصل بين هويته وأقواله: «كانت كلماته جزءا لا يتجزأ منه فنطقت بما فيه، ولم تكن ذات معنى كعبارات مجردة للحقيقة نطق بها كنبى أو وسيط للوحى الإلهى».
ويعبر كينيث سكوت لا توريت، المؤرخ المسيحى العظيم الراحل بجامعة يال الأمريكية، عن فكرة هورت نفسها بقوله: «ليست تعاليم المسيح هى التى تجعل منه شخصية متميزة، رغم أنها كافية لتحقق هذا الأمر، ولكن الذى يحقق ذلك المزج بين تعاليمه وشخصيته ذاتها، فلا يمكن فصل الاثنين عن بعضهما».
ويضيف أيضا إلى هذه العبارة قوله: «يجب أن يكون واضحا لأى قارئ واع بنصوص الإنجيل أن يسوع لم يفصل بين شخصه وبين رسالته. فقد كان معلما عظيما، بل كان أكثر من ذلك، كانت تعاليمه عن ملكوت الله وعن السلوك البشرى وعن الله فى غاية الأهمية، ولكننا لا يمكن أن نفصلها عن شخصه».
جون سيتوارت مل، صاحب مذهب الشك والعدو اللدود للمسيحية، اعترف بأن يسوع كان معلما أخلاقيا من الدرجة الأولى، و يقول مل:
«فى حياة وأقوال يسوع يظهر طابع الأصالة الشخصية الممتزجة بعمق الرؤية لدى شخص يقف فى الصف الأول من صفوف العباقرة المتسامين الذين يزهو بهم جنسنا، وتمتزج هذه العبقرية الفذة بسمات ربما كانت لأعظم مصلح أخلاقى وشهيد لهذه المهمة عاش على أرضنا، ولا يمكن القول بأن الدين قد أخطأ الاختيار باختياره لهذا الرجل كمثال ودليل للبشرية، كما أنه ليس من السهل، حتى على غير المؤمن، أن يعثر على تجسيد حى لحكم الفضيلة من المجرد إلى الملموس أفضل من محاولة السير فى الحياة وفقا لما يمكن أن يرتضيه المسيح فى حياتنا».
على مدى التاريخ أسر يسوع المسيح قلوب وعقول الملايين الذين بذلوا ما فى وسعهم لتكون حياتهم على مثال حياته، وحتى وليم ليكى، أحد أعظم المؤرخين البريطانيين وأشهرهم والعدو اللدود للمسيحية، قد أشار إلى ذلك فى كتابه: «تاريخ الأخلاقيات الأوروبية من أوغسطس إلى شارلمان» فيقول:
يذكر للمسيحية أنها قدمت للعالم الشخصية المثالية التى ملأت على مدى ثمانية عشر قرنا حافلة بالتغيرات، قلوب البشر بالمحبة النابضة، وبرهنت على قدرتها على التأثير فى جميع العصور والأمم والأمزجة والظروف، ولم تكن فقط أسمى نموذج للفضيلة، ولكن أقوى حافز على ممارستها، إن هذا السجل البسيط لهذه السنوات الثلاث القصيرة من الحياة النشطة للمسيح قد عملت على إصلاح وتهذيب البشرية أكثر من جميع خطب الفلاسفة ونصائح المعلمين الأخلاقيين.