سبت النور أو سبت الفرح أو السبت المقدس، هو السبت الأخير قبل عيد القيامة المجيد، حيث يبدأ الاحتفال به منذ منتصف ليل أمس وحتى ظهر اليوم ويرجع ذلك إلى أن بعض النساء ذهبوا إلى قبر المسيح في فجر الأحد .
فى كنيسة القيامة بالقدس، تجمع آلاف المسيحيين من مختلف الطوائف يشهدون لحظة ظهور النور المقدس عند فتح قبر السيد المسيح، حيث توزع الكنيسة شموعًا على كل الحاضرين تضاء تلقائيا بمجرد ظهور النور المتوهج وسط صلوات وقراءة الأناجيل وهو جزء أساسي من طقس الحج لدى الأقباط.
ومن ضمن عادات الفولكلور الشعبي فى الاحتفال بسبت النور، هو تكحيل العين، حيث تعتقد النساء فى القرى أن كحل العين فى هذا اليوم المقدس يقي من الأمراض الرمدية طوال السنة .
وواصلت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية استعداداتها لاستقبال قداس عيد القيامة المجيد فى التاسعة من مساء اليوم، حيث يترأس البابا تواضروس الثانى صلوات القداس الإلهي بحضور عدد كبير من الآباء الأساقفة والكهنة، دون أن يفتح بابه غدا لاستقبال التهاني من المسئولين، وذلك تماشيًا مع حالة الحداد التى تعيشها الكنيسة عقب تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية.
وضمن طقوس الاحتفال بقداس عيد القيامة، الطقس المعروف باسم تمثيلية القيامة، حيث يدخل الكهنة داخل هيكل الكنيسة ثم تغلق أبوابه حتى ينتهى الحوار بين من في داخله ومن في خارجه للإشارة إلى غلق باب الجنة بعد طرد آدم منها.
بعد غلق الأبواب تطفأ الأنوار، إشارة إلى الظلام الذي كان مخيماً على البشرية كلها منذ عصيان آدم حتى مجيئ السيد المسيح، ويبدأ حوار بين شماس يقف خارج الهيكل مع كبير الكهنة بالداخل قائلاً: إخرستوس آنستى (أى المسيح قام) ثلاث مرات، وفى كل مرة يجيب كبير الكهنة من الداخل بقوله: أليثوس أنستى أى بالحقيقة قام، ثم يقول الشماس: افتحوا أيها الملوك أبوابكم وارتفعى أيتها الأبواب الدهرية " مرتين، وفى المرة الثالثة يقول: "افتحوا أيها الملوك أبوابكم وارتفعى أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد،ثم يسأله كبير الكهنة من الداخل بقوله: "من هو ملك المجد" ؟ فيجيبه بقوله: الرب العزيز القوى الجبار القاهر فى الحروب هو ملك المجد"، ثم يقتحم الباب بقوة فيفتح وتضاء الشموع والأنوار.
أما الكنيسة الإنجيلية، تحتفل بصلاة عيد القيامة اليوم فى مقرها بمصر الجديدة برئاسة القس الدكتور أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر، وكذلك الكنيسة الكاثوليكية حيث يرأس الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك صلوات القداس الإلهى فى كاتدرائية مدينة نصر وسط استعدادات أمنية مكثفة بعد إعلان رئاسة الجمهورية عن إيفاد مندوبيها لحضور صلوات القداس لدى كل الطوائف المسيحية فى مصر.
البابا فى رسالة عيد القيامة: الألم يعتصر قلوبنا لفراق الأحباء.. وكنيستنا أم الشهداء
ووجه البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، رسالة لجميع رعايا الكنيسة على مستوى العالم وللكنائس فى أمريكا وكندا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وآسيا وأستراليا، تزامناً مع احتفالات الأقباط بأعياد القيامة.
وقال البابا فى رسالة مصورة: "قلوبنا تعتصر الألم لفراق أحبائنا والشهداء ونذكرهم على الدوام أنهم رقدوا على رجاء القيامة وتهنئتى للجميع الله يحفظكم ورسالتى للأساقفة والكهنة والخدام والخادمات وكل الشباب والأطفال والأسر بكل كنيسة بكنائسنا الممتدة في قارات العالم".
ووصف البابا الكنيسة المصرية بكنيسة شهداء ومن استشهد في الحوادث الأخيرة رقد على رجاء القيامة، ونصلي من أجل أن يحفظ الله بلادنا الحبيبة من كل شر.
وهنأ البابا في كلمته المسيحيين بعيد القيامة المجيد والذي يحتفل به مسيحيو العالم بنفس التوقيت هذا العام وقال: نتذكر بالخير شهداء أحد الشعانين الذين سجلوا بدمائهم صفحة جديدة في تاريخ الكنيسة القبطية المصرية وأن الله اختارهم لأن الله ضابط الكل ويدبر حياتنا ونشكره جميعا، إننا نذكرهم مع كل الشهداء وبلادنا الحبيبة مصر ونصلي أن يحفظها الله من كل شر وشبه شر ويبعده عن حدودنا في بلادنا وعن كل منطقة الشرق الأوسط.
وتابع البابا تواضروس: المعرفة والخبرة الروحية في القيامة يحددها القديس بولس بالملامح الأربعة الواردة بالآية، لأعرفه كلمة بصيغة التأكيد تعنى معرفة شخصية وليست سمعية فقط عن المسيح أي يعرف محبة المسيح ووصيته وخلاصه وسلوكياته معرفة الاختبارية، والجانب الثاني قوة قيامته.. أوضح فيها أن القيامة لها قوة تفوق كل شيء لاسيما بأن القيامة ليست حدث تاريخي وإنما حالة معاشة يختبرها الإنسان ويتمتع بها، وفيها إعلان أن الموت ليس نهاية المشوار، بينما تقيم الإنسان من دنس الخطيئة ومن الخوف وغيرها من خلال قيامة المسيح الذي خلص البشرية.
واستكمل: يأخذنا العجب بأن القديس يتذكر قوة القيامة قبل تذكر قوة الآلام، في التقليد القديم بالكنيسة كانوا يعلقون الصليب دونما يرسمون عليه جسم المسيح وعندما نسأل نعرف أن المقصود منه المسيح قام من بين الأموات وفرحة القيامة جاءت من خلال الصليب.
وأشار البابا إلى أن القيامة تأتي بعد الآلام، وشركة الآلام عندما يشترك فيها الإنسان لأنه ليس مجدا بدون ألم ولا يوجد إكليل حياة بدون إكليل الشوك ووجد الإكليل فأعطانا إكليل الحياة ولا قيامة بدون صليب وشركة الآلام التي يجتازها الإنسان وتاريخ الكنيسة ونعبر عنها بفصول كثيرة من أحداث الاستشهاد حتى الكنيسة القبطية بكنيسة الشهداء وهو اللقب الخاص بها فى كافة أنحاء العالم.