بالرغم من العرض العسكرى الذى أذهل العالم أول أمس من الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج اون، الملقب بالطفل السمين، إلا أنه فشل اليوم فى إطلاق صاروخ قرب سينبو على ساحلها الشرقى، حيث رصد الجيش الأمريكى الصاروخ أثناء تحطمه، مما جعل معظم الصحافة العالمية تتحدث عن أن الولايات المتحدة الأمريكية وجيشها تتحكم إلكترونيا فى الجيش الكورى، وهى من ساعدت فى سقوط الصاروخ اليوم، وفى نفس الوقت لم تعلن كوريا الشمالية سقوط الصاروخ.
وقالت صحيفة "التليجراف" البريطانية إن الصاروخ الذى أطلقته كوريا الشمالية والذى انفجر بعد لحظات من انطلاقه، ربما يكون السبب وراء فشله هجوم إلكترونى أمريكى.
ونقلت الصحيفة عن السير مالكوم ريفكايند، المسئول السابق فى الخارجية البريطانية قوله فى تصريحات لـ"بى بى سى" إن الصاروخ ربما يكون فشل بسبب مشكلة فى النظام، و"لكن هناك اعتقاد قوى بأن الولايات المتحدة نجحت من خلال طرق إلكترونية فى إيقاف هذا النوع من الاختبارات وإحباطها".
الحرب الإلكترونية
وأشارت "التليجراف" إلى أن الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما أمر فى 2014 بتعزيز الجهود لمواجهة قدرات كوريا الشمالية الصاروخية، من خلال الهجمات السيبرانية والحرب الإلكترونية.
وأوضحت أن كوريا الشمالية شهدت زيادة فى فشل محاولات اختبارات الصواريخ خلال الأعوام الأخيرة، ومع ذلك، لا يوجد أى تصريحات رسمية تؤكد نجاح البرنامج.
وقال مستشار أمريكى انضم لمايك بينس، نائب الرئيس الأمريكى، فى رحلته إلى كوريا الجنوبية إن اختبار كوريا الشمالية ليس مفاجئا "فنحن كان لدينا استخبارات جيدة قبل إطلاق الصاروخ واستخبارات جيدة بعد إطلاقه".
وأضاف المستشار الذى رفض ذكر اسمه لمجموعة من الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية الثانية الخاصة بالنائب، إن "الاختبار كان فاشلا، وتبع اختبارا آخر كان فاشلا، لذا لا حاجة حقا لتكرار هذا الفشل، ونحن لسنا فى حاجة لنشر أى موارد للرد على ذلك".
استراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
وقالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية إن استراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى شهدت 3 خطوات متلاحقة، أولها إرسال قوة بحرية ضاربة إلى مياه شبه الجزيرة الكورية، ثم قيامه بشن ضربة على قاعدة الشعيرات السورية، وبعدها إلقاء "أم القنابل" فى أفغانستان، من شأنها فقط تعزيز عزم بيونج يانج على برنامجها النووى.
وأضافت أن ترامب ربما اختار الرجل الخاطئ لبدء معركة معه، والمتمثل فى الرئيس كيم جونج أون، فرغم أن الرئيس الأمريكى أطلق 59 صاروخا "توماهوك" وبعدها أمر بتحريك قطع بحرية فى مياه شبه الجزيرة الكورية، وألقى "أم القنابل" فى أفغانستان، إلا أن الخبراء يرون محاولاته للضغط على نظيره الكورى للتخلى عن الطموح النووى لن تؤت ثمارها.
ويقول جون ديلورى، الخبير فى شئون كوريا الشمالية فى جامعة "يونسى" فى سيول "هناك مشكلة باللعب بورقة التهديد العسكرى مع كوريا الشمالية، وذلك لأنهم يميلون إلى إجبار خصومهم على الدفع بجميع أوراقهم".
وأضاف فى تصريحاته لصحيفة "الإندبندنت": "أنا لا أقول إنهم أجروا اختبار الصاروخ فقط بسبب التهديدات، ولكن تحريك قوة بحرية لا يساعد إذا كان هدفك مواجهة الاختبار، بل على العكس يزيد من عزمهم".
ويرى مؤيدو ترامب أن استراتيجيته باستعراض القوة العسكرية ربما يثير قلق زعيم كوريا الشمالية ويقنع الرئيس الصينى، شى جين بينج بالضغط على حليفه.
ومن جانبه فإن دانيال بلومنتال، المعنى بالشئون الصينية فى معهد "إنتربرايز" الأمريكى اعتبر فى تغريدة على حسابه على موقع "تويتر" أن "استعراض القوة الأمريكية مهم، للغاية، إذ أنه رسالة لشى جين بينج (الرئيس الصينى) وكيم جونج أون (الرئيس الكورى الشمالى).
ومن ناحية أخرى يرى "ليونيد بيتروف" المتخصص فى شئون كوريا الشمالية فى الجامعة الأسترالية الوطنية أن بيونج يانج أرادت بإطلاقها صاروخا أن تبعث "برسالة من كوريا الشمالية مفادها أنه بالرغم من موقف الولايات المتحدة، فلن تتخلى عن برنامجها الصاروخى".