بالرغم من مرور 4 أيام على العثور على جثة الشاب الإيطالى "جوليو ريجينى" 28 سنة، مقتولاً بطريق القاهرة إسكندرية الصحراوى، إلا أن "الغموض" حول الحادث وظروفه وملابساته مازال سيد الموقف حتى الآن.
وفى محاولات مستمرة تبحث أجهزة الأمن كافة السيناريوهات المطروحة عن كيفية ارتكاب الحادث، لكشف اللغز والتوصل لهوية الجناة وسرعة تقديمهم للعدالة، وسط مطالب لا تتوقف من الداخل والخارج بسرعة الإعلان عن النتائج النهائية للتحقيقات وما توصلت إليه.
ويعمل فريق أمنى على أعلى مستوى يضم نحو 50 قيادة أمنية وضابطا من مختلف القطاعات بالأجهزة الأمنية، على مدار الـ24 ساعة بحثًا عن المتهمين المتورطين فى ارتكاب الحادث، حيث يتم جمع المعلومات وتوسيع دائرة الاشتباه والاستجوابات والتحقيقات المكثفة من قبل فريق التحقيق المكلف بهذا الملف.
وبالرغم من أن كافة السيناريوهات مطروحة ومحل تحقيق للأجهزة الأمنية، إلا أن السيناريوهين الأقوى هما وجود الأيادى الخفية التى تريد قطع أوصار العلاقات الطيبة بين مصر وإيطاليا وارتكاب هذا الحادث تزامنًا مع زيارة الوزيرة الإيطالية للقاهرة لضرب العلاقات المصرية الإيطالية فى مقتل، وهو الأمر المطروح بقوة وتفحصه أجهزة الأمن، كما أن الاحتمال الجنائى لارتكاب الحادث مازال قائمًا وتبحثه أجهزة الأمن أيضًا.
ويبقى أصدقاء الشاب الإيطالى كلمة السر فى الحادث، حيث تعتمد عليهم أجهزة الأمن فى الكشف عن العديد من علامات الاستفهام والحصول منهم على معلومات هامة حول الضحية خاصة الأيام الأخيرة فى حياته قبل اختفائه، وعلاقاته والأصدقاء الذين كان يتردد عليهم ويلتقيهم فى القاهرة، وعما إذا كانوا تلقوا اتصالات منه أو من غيره أثناء مدة اختفائه من ذكرى 25 يناير الماضى وحتى وقت العثور عليه، فيما أكدت مصادر أن هناك تشديدات أمنية على أصدقاء الشاب الإيطالى والأشخاص الذين كان يقيم برفقتهم فى القاهرة بعدم التحدث لوسائل الإعلام لحين التوصل للمتهمين حتى لا يضر ذلك بسير التحقيقات التى تجريها أجهزة الأمن وحتى لا يستفيد الجناة من هذه المعلومات فيعدلوا خطوط سيرهم وأماكن تواجدهم أو يرتبوا مواقفهم القانونية، ويأتى ذلك وسط توقعات بصدور قرار حظر نشر فى القضية حفاظًا على سير التحقيقات.
وعلى جانب آخر، فإن هناك تنسيقا كاملا ومشتركا بين مصر وإيطاليا فى هذا الشأن، حيث أتاح الجانب المصرى لنظيره الإيطالى الاطلاع على كافة الأمور التى تم التوصل إليها فى هذا الحادث حتى الآن.