بدأت قوات "غضب الفرات" التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، التجهيز للمعركة الكبرى ضد تنظيم داعش الإرهابى لاستعادة مدينة الرقة السورية، عبر وضع الخطط والوقوف على التجهيزات التى تشرف عليها قوات التحالف الدولى ضد تنظيم داعش، وذلك قبل المعركة المرتقبة لاقتلاع جذور التنظيم المتطرف من آخر قلاعه الحصينة فى الرقة.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من قوات التحالف نجاحها فى العمليات العسكرية الجارية ضد تنظيم داعش الإرهابى لتحرير الرقة، مؤكدة أن المعركة تهدف إلى القضاء على جيوب التنظيم المتطرف فى الرقة.
وقوات سوريا الديموقراطية تتكون من فصائل كردية، وقوات النخبة السورية العربية، وتقاتل تحت راية عملية "غضب الفرات" منذ شهر نوفمبر الماضى.
ومن جانبها، أكدت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، أنه لا صحة للأخبار التى تحدثت عّن خلافات مع قوات النخبة السورية، وقالت للصحفيين "لا صحة لخبر انسحاب قوات النخبة من معركة الرقة ضد داعش".
فيما شدد الناطق الإعلامى فى قوات النخبة السورية محمد الشاكر فى تصريحات صحفية، أن قواتهم تنسق مع قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارًا باسم "قسد" لمحاربة تنظيم داعش، مؤكدًا أن بقائهم فى محافظتى الرقة ودير الزور بعد تحريرهما "هو ضرورة حتمية".
وبدوره، قال عضو الأمانة العامة لتيار الغد السورى، قاسم الخطيب، إن قوات النخبة السورية ستشارك فى المعركة الكبرى لتحرير الرقة من قبضة تنظيم داعش الإرهابى، موضحًا أن القوات تتكون من أبناء العشائر والمدن السورية ولا تضم أى عناصر أجنبية من خارج سوريا.
وأكد الخطيب فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن قوات النخبة التابعة لتيار الغد هى بالأساس قوات عربية من أبناء العشائر، موضحًا أن القوات ستشارك فى عملية تحرير مدينة الرقة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، مشيرًا إلى أن القوات تحارب تحت ما يسمى بـ"علم الثورة السورية"، مؤكدًا أن قوات النخبة تمتلك خبرة فى قتال الشوارع ولهم تجربة سابقة فى قتال داعش فى مناطق الميادين والبوكمال.
ونفى الخطيب ما تردد عن انسحاب قوات النخبة السورية من عملية غضب الفرات التى تمثل قوات سوريا الديمقراطية قوامها الرئيسى، موضحًا أن قوات النخبة سيكون لها دور كبير فى معركة تحرير الرقة من قبضة داعش، مشيرًا إلى اعتراف التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابى بدور قوات النخبة فى الحرب على التنظيم المتطرف.
وأوضح قاسم الخطيب، أن الحرب على الإرهاب هو مطلب كل السوريين والعالم، مؤكدًا وجود تحالف دولى يقود العمليات على الأرض وقوات النخبة بكل مقوماتها هى جزء من هذا التحالف، مشيرًا إلى عمل قوات النخبة على حماية المدنيين ومساعدتهم والحفاظ على ممتلكاتهم وأرواحهم، وتقديم كل الدعم والمساعدة للمدنيين من أجل العودة إلى مدنهم وقراهم التى تتحرر من داعش.
وتأتى مشاركة قوات النخبة السورية المكونة من أبناء العشائر العربية فى سوريا لتقطع الطريق على تركيا والكتائب المسلحة التى تدعمها للمشاركة فى معركة تحرير الرقة، وتقدم وزير الدفاع التركى فكرى إشيق لإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بخطة جديدة لعملية تحرير مدينة الرقة السورية من داعش، دون اللجوء لاستخدام وحدات حماية الشعب الكردية فى شمال سوريا.
وقالت صحيفة "حرييت" التركية أن موقف تركيا من معركة الرقة لم يتم استيعابه بشكل كاف من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة، بعد الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون إلى أنقرة.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة وتركيا مختلفتان على مشاركة أكراد سوريا، الذين، رغم أن أنقرة صنفتهم على أنهم إرهابيون، ترى واشنطن أن قوات سوريا الديمقراطية - وهو تحالف عربى كردى يقاتل "داعش" فى سوريا - بين شركائها الأكثر تأثيرًا على الأرض فى الحرب ضد الإرهاب.
وترغب أنقرة فى أن تستعين الولايات المتحدة بفصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة والمتمثلة فى الجيش السورى الحر الذى تدعمه تركيا فى شمال سوريا، خلال معركة تحرير الرقة من الإرهابيين، بدلًا من قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية، الذين تدعمهم واشنطن حاليًا فى فرض الحصار على "داعش" فى الرقة.
ونوهت الصحيفة التركية إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تم تجنيبها بشكل كبير من قبل إدارة ترامب فيما يخص أى قرار بشأن معركة الرقة، وأيضًا لأن تركيا تعتقد أن وزير الدفاع الأمريكى ماتيس هو أفضل شخص سيتفهم مخاوف تركيا بشأن الأكراد فى سوريا.
وتترقب الدول المشاركة فى التحالف الدولى ضد داعش الهجوم الكبير على معاقل تنظيم داعش الإرهابى فى مدينة الرقة للقضاء على الحصن الأبرز للتنظيم المتطرف فى سوريا وقطع خطوط الامداد بين سوريا والعراق بشكل كامل للبدء فى تطهير المدينة من المتطرفين.