على وقع تصاعد التوتر فى شبه الجزيرة الكورية، اتفقت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية على نشر مبكر لمنظومة "ثاد" الدفاعية، فى وقت وجه نائب الرئيس الأميركى، مايك بنس، تحذيرًا لكوريا الشمالية مذكرًا أياها بالهجوم الصاروخى على سوريا.
وقال رئيس الوزراء الكورى الجنوبى، "هوانج كيو-اهن"، اليوم الإثنين، "اتفقنا على تعزيز جاهزية التحالف بين جمهورية كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بما يتناسب مع التهديدات التى تمثلها كوريا الشمالية عبر نشر سريع لثاد".
وأعلن هوانج، الذى يشغل كذلك منصب رئيس البلاد بالوكالة، عن الاتفاق على نشر منظومة الدرع الأميركية المتطورة المضادة للصواريخ، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع بنس الذى يزور كوريا الجنوبية فى إطار جولة آسيوية.
ووجه بنس، من جانبه، تحذيرًا لكوريا الشمالية من أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لن تتهاون مع أى تجربة نووية أو صاروخية جديدة تجريها بيونج يانج، قائلًا إن الهجوم الأميركى هذا الشهر على قاعدة للنظام السورى، أظهر بأس الولايات المتحدة.
وتعتزم الولايات المتحدة إرسال 3 حاملات للطائرات إلى سواحل شبه الجزيرة الكورية الأسبوع المقبل، وبحسب وكالة "يونهاب"، التى نقلت عن مصادر حكومية فى كوريا الجنوبية فإن حاملة الطائرات الأميركية "كارل فينسون"، ستدخل مياه بحر اليابان بحلول 25 أبريل، بالإضافة إلى حاملتى الطائرات "رونالد ريغان" و"نيميتز".
وكان بنس زار فى وقت سابق، المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين، وقال من قرية بانمونجوم الحدودية، إنّ الولايات المتحدة لا تستبعد أى خيار لمعالجة مشكلة البرامج البالستية والنووية لكوريا الشمالية.
وقال بنس فى قرية بانمونجوم الحدودية، حيث تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار فى 1953، إن واشنطن تريد تحقيق الأمن من خلال وسائل سلمية عبر التفاوض، لكن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، ونبقى إلى جانب الكوريين الجنوبيين".
وتأتى زيارة نائب الرئيس الأميركى عقب تجرية فاشلة لإطلاق صاروخ قامت بها كوريا الشمالية، التى سرعت إلى حد كبير منذ عام تطوير برامجها التى حظرتها الأسرة الدولية.
وقال "بنس"، إنه "من الأفضل لكوريا الشمالية، ألا تختبر تصميمه أو قوة القوات المسلحة للولايات المتحدة فى هذه المنطقة"، مؤكدًا أن واشنطن قلقة من الإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها "بكين"، ردًا على نشر درع صاروخية أمريكية فى كوريا الجنوبية.
وفى السياق نفسه، قال النائب الأول لوزير الخارجية الكورى الشمالى "كيم فى هو"، بأن بلاده تسعى لتحسين العلاقات مع روسيا لمواجهة العقوبات الأوربية والأمريكية، قائلا: "مستعدون للعمل مع روسيا لمواجهة الغرب".
ونقلت وكالة "سبوتنيك" قول "كيم" بأن روسيا و كوريا الشمالية يخضعون لعقوبات أمريكية وأوروبية، وينبغى أن تتعاون الدولتان فى تطوير العلاقات لما فى ذلك فائدة لشعبى البلدين.
وأكد ممثل وزارة الخارجية الكورية الشمالية بأن الرئيس السابق لكوريا كان قد زار عدة مرات روسيا وسعى لتطوير العلاقات بين البلدين.
واختتم نائب وزير الخارجية الكورى حديثه بأن العلاقات الجيدة بين البلدين تتطور بالرغم من تداخلات الدول الغربية.
ومن أوراق الصين للضغط على حكومة كوريا الشمالية، إنه تم تعليق استيراد الفحم من كوريا الشمالية فى 19 فبراير الماضى.
وقال المتحدث باسم الإدارة "هوانج سونج بينج" فى مؤتمر صحفى، أن الخطوة تأتى امتثالا لقرار مجلس الأمن الدولى رقم 2321، الذى بدأ سريانه فى ذلك التاريخ، حيث كان مجلس الأمن قد تبنى القرار فى 30 نوفمبر ردًا على الاختبار النووى الخامس الذى أجرته كوريا الشمالية فى 9 سبتمبر من العام الماضى.
وأضاف هوانج أن الصين استوردت إجمالى 2.7 مليون طن من الفحم من كوريا الديمقراطية خلال الربع الأول من 2017، أقل بنسبة 51.6 بالمئة على أساس سنوى.