وصل المقدم إبراهيم الرفاعى قائد «المجموعة 39 قتال» إلى الإسماعيلية صباح الجمعة يوم 18 إبريل 1969، وعقد اجتماعا مع كل المجموعات التى ستنفذ العملية الثأرية ضد إسرائيل ردا على استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وسط جنوده عند منطقة «نمرة 6» على شاطئ القناة بالإسماعيلية يوم 9 مارس 1969، وحسب كتاب «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل-1967 -1970» لـ«إنجى محمد جنيدى» «دار الكتب والوثائق القومية-القاهرة»: «كان استشهاد رياض خسارة مصرية كبيرة، وعبر الشعب المصرى عن غضبه الشديد لمقتله أثناء الجنازة مطالبين بالثأر من العدو، وقررت القوات المسلحة المصرية الانتقام، فتم قصف مدفعى شديد يوم التاسع من مارس 1969، كما نفذت أعمالا خاصة للثأر، وتم التخطيط لعملية ضد نقطة لسان التمساح شرق الإسماعيلية، وهى نفس النقطة التى أصيب فيها الفريق».
كان «الرفاعى» هو قائد العملية، ويقدم كتاب «حكاية المجموعة 39 قتال» لمحمد الشافعى «الهيئة العامة لقصور الثقافة-القاهرة» توثيقا لها، مؤكدا أن «الرفاعى» عقد اجتماعا بمكتبه يو «الرفاعى» يقود عملية «لسان التمساح» ضد إسرائيل ثأراً لاستشهاد عبدالمنعم رياض
م الخميس17 إبريل مع كل من الرائد عالى نصر، والرائد رجائى عطية، والرائد إسلام توفيق، والنقيب محيى نوح، والنقيب حنفى معوض، والملازم أول وسام حافظ، والملازم أول وئام سالم، والملازم أول ماجد ناشد، والملازم أول محسن طه، وطلب منهم سرعة تجهيز قوارب وذخيرة وألغام وقواذف مضادة للدبابات، ولم يكشف لهم سبب هذه التجهيزات، لكنه أعطى الضباط المكلفين بالعملية أوامر بأن يكون مع أحمد رجائى عطية 12 مقاتلا، ومع وئام سالم 12 مقاتلا، ومع حنفى معوض 12 مقاتلا، وماجد ناشد معه ثلاثة مقاتلين فقط، أما محسن طه فمعه أربعة مقاتلين إضافة إلى عشرة ألغام مضادة للدبابات، وأكد على الجميع بأن التحرك سيكون إلى الإسماعيلية صباح يوم الجمعة 18 إبريل.
فى الإسماعيلية وزع «الرفاعى» المهام على المجموعات، وكشف لهم أن العملية ستكون» الإغارة على النقطة الحصينة لموقع لسان التمساح، شرق بحيرة التمساح»، والموقع مكون من أربع دشم، وحدد «الرفاعى» قائد كل مجموعة من المجموعات الأربع التى ستهاجم هذه الدشم وهى، الرائد أحمد رجائى لمهاجمة الدشمة رقم واحد، والنقيب محيى نوح لمهاجمة الدشمة رقم 2، والملازم أول وئام سالم لمهاجمة الدشمة رقم 3، والنقيب حنفى معوض لمهاجمة الدشمة رقم 4، إضافة إلى مجموعة قطع الطريق بقيادة الملازم أول محسن طه، وفى صباح 19 إبريل «مثل هذا اليوم» 1969 تم تجهيز كل شىء للتنفيذ، وبعد صلاة المغرب تم التحرك من مكتب مخابرات الإسماعيلية، وحسب الشافعى: «أخذت هذه العملية الاهتمام الأكبر من كل القيادات العليا».
كانت الساعة التاسعة مساء حين قفز أبطال العملية إلى ستة قوارب، وحسب الشافعى: «قرأوا الفاتحة، وبدأت عملية العبور، فى المقدمة قارب الاستطلاع بقيادة الملازم أول ماجد ناشد ومعه ثلاثة مقاتلين، ثم قارب قائد العملية إبراهيم الرفاعى ومعه الرائد عالى نصر وأربعة مقاتلين، ثم قارب مجموعة الاقتحام بقيادة الرائد أحمد رجائى عطية ومعه 12 مقاتلا، وقارب مجموعة قطع الطريق بقيادة الملازم أول محسن طه ومعه أربعة مقاتلين، وأثناء العبور كانت مدفعية الجيش الثانى تواصل دك مواقع العدو وشرق القناة، وفى التاسعة والربع وصل قارب الاستطلاع بقيادة الملازم ماجد ناشد، وأعطى الإشارة للرفاعى بتأمين المكان، فتقدم وخلفه باقى القوارب، وبسرعة البرق وصلت كل مجموعة إلى الدشمة المحددة لها سلفا وتعاملت مع الأهداف بقوة، وبعد تدمير الدشم الأربع أمر «الرفاعى» بالعودة إلى القوارب، ولم يتحرك هو إلا بعد تأكده من عودة الكل إلى القوارب، وعلى الفور عاودت مدفعية الجيش الثانى دك موقع العدو فى الضفة الشرقية للقناة، حتى تؤمن عودة الرفاعى ورجاله إلى الضفة الغربية.
كانت حصيلة العملية، تدمير الموقع ومخازن الذخيرة به، وعربة نصف جنزير، وإعطاب دبابتين، وقتل ما لا يقل عن 40 جنديا من جنود العدو، وعادت مجموعة الرفاعى سالمة ما عدا إصابتين خفيفتين للنقيب محيى نوح، والمساعد أول الجيزى، وانتقلا فورا إل مستشفى القصاصين ومنها بطائرة إلى مستشفى المعادى بأوامر من وزير الحربية الفريق أول محمد فوزى، وكان اللواء محمد أحمد صادق قائد المخابرات الحربية فى استقبالهما وظل معهما لفترة طويلة، وزراهما الرئيس جمال عبد الناصر وأجرى حوارا مطولا مع النقيب محيى نوح، كما زراهما الفريق فوزى ثم زار المجموعة 39 قتال فى مقرها بالمخابرات الحربية.