جيران طالب الإبتدائى ضحية "أتوبيس المدرسة":فوجئنا بشخص يصرخ قائلاً:"فى طفل مات"..وعرفنا هويته من كراسته..وسائق الأتوبيس يحمل رخصة خاصة لا تؤهله للقيادة..أهالى المنطقة أقاموا مطبات لمنع الحوادث

كاميرات المحال التجارية فشلت فى التقاط الحادث سائق الاتوبيس هرب بعد الحادث المشرفة دخلت فى نوبة بكاء حينما علمت بوفاته الأتوبيس هشم رأس الطالب وجسمانه لم يصب الأهالى قطعوا الطريق وغطوا الطفل بملاءة وكراتين استيقظ "محمود" طالب الصف الثانى الإبتدائى، صباح يوم الأربعاء الماضى، يملئوه الأمل والتفائل، أعدت له والدته طعامه وشنطته المدرسية، وحملهما على كتفه، متوجهاً الى مدرسته، استقل الأتوبيس الذى كان ينتظره أسفل عقار منزله، وما أن التقى بأصدقائه ، بدأ يلعب ويضحك معهم بكل براءة، مر اليوم الدراسى سريعاً، وفى رحلة العودة كانت تفصل محمود ساعات قليلة عن كارثة لم تكن فى الحسبان. استقل "محمود" أتوبيس المدرسة بعد يوم دراسى شاق، وكله أمل فى العودة لحضن والدته التى فارقها لأكثر من 6 ساعات قضاهما فى ساحة العلم، وما أن وصل الى المكان الذى يقطن فيه، ودع أصدقائه، ولملم أوراقه ودفاتره ، وشنطته على كلتا كتفيه، ودع مشرفة الأتوبيس بقبلة حانية على جبينها، وحينما خرج متوجهاً الى عقار المنزل، سقط على الأرض متعرقلاً لم يلاحظ سائق الأتوبيس سقوط الطفل، فدهسه بعجلاته دون رحمة، فتوفى فى الحال. انتقل "انفراد" الى المكان الذى شهد الواقعة بالحى الأول بمدينة الشيخ زايد حيث كان يقطن "محمود" مع أفراد اسرته، إلا ان حالة أسرته النفسية لم تسمح لها بالحديث، فالتقينا بعدد من الجيران، الذين شاهدوا الواقعة، وروو تفاصيلها كاملة. "إبراهيم البزاوى" 25 سنة عامل بمحل أدوات صحية، يقول، أنه يوم الواقعة فى غضون الساعة الـ 3 ظهراً، فوجئ بشخص يهرول ويصرخ، قائلاً:"فى طفل مات، فى طفل مات نبهتنى تلك الكلمات فخرجت مسرعاً على الفور، وما ان اقتربت منتصف الطريق حتى وجدت محمود غارقاً فى دمائه، وكانت رأسه مهشمة تماماً، اجتمع الناس وهرول عم فايز صاحب ماركت تجارى فى المنطقة وأحضر مجموعة من الكارتين وغطى بها جثمان "محمود". ويضيف "البزاوى" لـ"انفراد"، أنهم حتى الأن غير قادرين على تحديد كيفية وقوع تلك الحادث، فالاتوبيس صدم محمود وسار لنهاية الشارع دون أن يلاحظ أحد جثمان الطفل أو كيفية سقوطه على الأرض، مشيراً الى أن الاتوبيس 26 راكب، وصدم الطفل من الجهة اليمنى للسائق، ولم يسمعوا صوت فرملة أو محاولة وقوف سريع من جانب الأتوبيس، لم يلاحظوا سقوط الطفل حينما صرخ فيهم أحد المارة فى الشارع حينما رأى الطفل غارقاً فى دمائه، رحم الله "محمود" وصبر أهله. اما "محمود.ح" موظف 33 سنة أحد قاطنى العقار الذى يسكن فيه الطالب الضحية وأسرته يقول، ان الشارع الذين يقيمون فيه شهد حادثة مماثلة منذ عدة أشهر، حيث أصيب طفل أخر يدعى "عبد الله"، فى حادث تصادم سيارة ملاكى، ادت الى إصابته بكدمات وكسور فى مناطق متفرقة من الجسد، دفعتهم لأن يقيموا " مطب صناعى " فى أول الشارع وأخره، لإجبار السيارات على تهدئة السرعة حتى لا تصيب أحد بسوء، وعلى الرغم من ذلك لم تحول تلك المطبات من وقوع الحادث. وكشف "محمود"، أنهم يفكرون فى انشاء مطب ثالث فى منتصف الطريق لعلهم يضعوا حداً لتلك الحوادث، مشيراً الى أنهم علموا من خلال التحقيقات، أن "ش" سائق أتوبيس المدرسة الذى دهس الطفل محمود مازن، يحمل رخصه خاصة ولا يملك رخصة مهنية، وهذا فى حد ذاته إهمال جسيم من جانب إدارة المدرسة ، لأن قيادة مثل تلك الأتوبيسات الكبيرة تتطلب رخصة مهنية درجة ثانية على الأقل. "المشهد كان صعب للغاية ومؤلم جداً لا أحد يعرف كيف وقعت تلك الكارثة"، كلمات بدأ بها منيب محمد مواطن سورى الجنسية، ويعمل فى محل موبيليا بجوار الشارع الذى شهد الواقعة، مضيفاً انه لا أحد يعلم كيف وقع ذلك الحادث، حتى كاميرات المراقبة الموجودة بداخل المحل لديه لم تستطع تحديد كيفية وقوع الحادث، مشيراً الى أن الكاميرات لديه معطلة ومشوشة بدرجة كبيرة، فالسيارة صدمت الطالب ووقع على الأرض وسارت لنهاية الشارع دون أن يلاحظ أحد الحادثة. ويضيف "منيب"، أنه كان يجلس مع أحد أصدقائه بداخل المحل فجأة سمعوا صوت صريخ وبكاء شديدين من عدد من السيدات، فهرولوا الى هناك، وجدنا رأسه مهشمة تماماً الا ان جسده كان سليم ولا يوجد به أى إصابات، بعدها حضر عدد من أصحاب المحال التجارية، وتولوا تغطية الجثمان، وأحدهم ركن سيارته بعرض الطريق حتى يمنع السيارات من الدخول الى الشارع، وحضرت سيارات الإسعاف ونقلت الجثمان الى المستشفى. "زمزاميته طارت 3 أمتار بعيداً عن الجثمان، وعرفنا هويته من خلال كراسة المدرسة"، هذا ما أكده "صابر.إ" 32 سنة عامل ويقيم بالعقار الذى شهد الواقعة، مضيفاً، انه عقب الحادث بدقائق معدودة، عادت مشرفة "الباص" لتعرف ماذ حدث للطفل، وحينما علمت أنه توفى دخلت فى نوبة بكاء هستيرى، وحينما سألناها عن السائق الأتوبيس أدعت أنه ليس له دخل بالحادث، وان سيارة ملاكى هى من صدمته، وهذا غير متصور عقلاً، لانه لم يكن هناك أى سيارات فى الشارع سوى الأتوبيس الذى دهس الطالب وتركه ينزف فى دمائه حتى وفاته. ومن جانبه، جدد قاضى المعارضات بمحكمة جنح أول أكتوبر، حبس "م.س" 34 سنة سائق أتوبيس المدرسة المتسبب فى مصرع طالب أسفل عجلات القيادة، وذلك بتهمة الإهمال الذى تسبب فى مقتل طفل بالخطأ، وطلبت النيابة التحريات التكميلية حول الواقعة للوقوف على ظروفها وملابساتها. وواجهت النيابة، السائق بالتحريات الأولية، لكنه أكد على عدم رؤية الطفل حينما سقط، مؤكداً أنه انتظر حين نزل الطفل من الأتوبيس وتوجه إلى العقار الذى يسكن فيه بالحى الأول بمدينة الشيخ زايد قبل التحرك، وبعدها أدار الأتوبيس وفوجئ بعدد من المرة ينبهوه بسقوط طفل أسفل عجلة القيادة، وحينما توقف كان الطفل قد توفى. واستعجلت النيابة، التقرير الطبى الخاص بالطفل الضحية للوقوف على ظروف وملابسات الوفاة، كما طلبت تقرير اللجنة الفنية التى تولت فحص الأتوبيس للوقوف على الأسباب التى أدت لوفاته.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;