رصدت مجلة "فورين بوليسى"، ثلاث أشياء قالت إنه ينبغى مراقبتها فى الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، أولها نسبة الإقبال على التصويت، ومشاركة الناخبين، وأشارت إلى أن هذا الأمر بالغ الأهمية لسببين. أن ضعف الإقبال نسبا، والذى يمكن أن يكون ما بين 70 إلى 80% وفقا للمعايير الفرنسية، يعنى أن الناخبين الفرنسيين، وحتى مع وجود مرشحين أقل تقليدية غير راضيين. كما أن ضعف الإقبال سيفيد مارى لوبان على الأرجح.
الأمر الثانى من يتأهل لجولة الإعادة وبأى نسبة حصل عليها، فالسباق بين الأربعة الكبار "فيلون ولوبان وماكرون وميلينشون"، قريب للغاية. فلو فاز الأول والثانية بفارق كبير عن الآخرين، ستسمر المنافسة الشرسة فى الأسبوعين التاليين. لكن لو كان التفوق للثالث والرابع، فإن الناخبين المؤيدين لهم سيكون لهم دور كبير فى جولة الإعادة.
الأمر الثالث، يتعلق بمن سيختار هؤلاء الذين لم يحسموا رأيهم بعد. وهى نسبة كبيرة تتراوح ما بين 20 إلى 25%.
أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فيتناولت الانتخابات من منظور علاقة فرنسا بالاتحاد الأوروبى، وقالت إنه على الرغم من أن اثنين من أبرز مرشحى الرئاسة الفرنسية أثاروا احتمال انسحاب فرنسا من الاتحاد الأوروبى، إلا أن هذه الخطوة ستكون أصعب بكثير من خروج بريطانيا.
وأوضحت الصحيفة أنه لو كان البعض يعتقدون أن "البريكست" معقدا، فيجب أن يشاهدوا سيناريو "الفريكست". فماري لوبان، مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية، وجان لوك ميلينشون، مرشح أقصى اليسار، اقترحا عودة المسؤليات لباريس من مراكز السلطة الأوروبية فى بروكسل وفرانكفورت. ويمكن أن تقتلع اقتراحاتهما فرنسا، وعبر طرق مختلفة، من منطقة اليورو، ومثل بريطانيا من الاتحاد الأوروبى كله.. وقد هاجم الخصوم السياسيين لكلا المرشحين أفكارهما. وفى مناظرة رئاسية الشهر الماضى، قال مرشح يسار الوسط فرانسوا فيلون إن ترك اليورو وصفة للفوضى الاجتماعية والاقتصادية التى ستدمر المقترضين والمدخرين.
وتؤكد الصحيفة أن العقبات السياسية للخروج من الاتحاد الأوروبى أكثر تعقيدا لفرنسا مما كانت عليه لبريطانيا، كما أن التداعيات المالية والاقتصادية ستكون أكثر صعوبة. وتشير إلى أن الفارق الكبير هو اليورو. فبالنسبة لأى دولة فى منطقة اليورو، فإن التخلى عنها أمر معقد للغاية ومزعج ويثير تحديات، بحسب ما يقول نيكولا فيرون، الباحث فى بروكسل. وفى بريطانيا، كان قرار خروج بريطانيا بسيطا تلطب استفتاء بموافقة أكثر من 50%.
لكن بالنسبة لفرنسا، فإن الطريق معقد. فالمرشح الرئاسى المؤيد لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبى سيحتاج إلى انتصار بعد جولتين من التصويت. وبعدها ستجرى الانتخابات البرلمانية فى يونيو، وسيكون على الرئيس أو الرئيسة أن يحصل على دعم من الجمعية الوطنية الجديدة، وهو أمر مستبعد بشدة، لاسيما بالنسبة لمارى لوبان.