واصلت نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المحام العام الأول المستشار خالد ضياء الدين، التحقيقات فى وقائع تفجير الكنائس بالقاهرة ومحافظات الدلتا والصعيد، والتحقيق مع المتهمين المنضمين للخلية الإرهابية التى قامت بارتكاب حوادث التفجير التى طالت كنيستى مارجرجس بطنطا ومار مرقس بالإسكندرية، بعدما ضمت كافة الوقائع الأخيرة إلى قضية تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية.
ووصل عدد المتهمين المحبوسين فى وقائع تفجير الكنائس إلى 42 متهماً، وذلك بعدما قام المتهم محمود على حسين بتسليم نفسه للجهات الأمنية بمحافظة قنا، والتى قررت ترحيله إلى قطاع الأمن الوطنى، لعرضه على نيابات أمن الدولة، والتى قررت حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات فى القضية، لينضم إلى 25 متهما نجحت الأجهزة الأمنية فى القبض عليهم عقب تفجير البطرسية، و3 آخرين أمرت النيابة بحبسهم فى تشكيل جبال قنا المتورط بتفجير الكنائس، و13 متهماً تم القبض عليهم فى تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية.
وكشفت تحريات قطاع الأمن الوطنى، عن تواصل المتهمين مع قيادات الجماعة الإرهابية بقطر، وتلقى تكليفات بالبدء فى الإعداد والتخطيط لعمليات تستهدف الأقباط بسبب دعمهم للدولة، وبهدف إثارة أزمة طائفية واسعة خلال الفترة المُقبلة دون الإعلان عن صلة الجماعة بها، وبتشكيل مجموعة من العناصر التى تلقت تدريبات عسكرية فى شمال سيناء وتكوين عدة خلايا عنقودية من محافظات الصعيد تعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية الإرهابية، وتستبيح أموال ودماء المسيحيين، وتضم عناصر تعتنق الفكر الانتحارى، وإعداد رسومات كروكية لبعض المواقع الحيوية ودور العبادة، لاستهداف مقومات الدولة ومنشآتها وأجهزتها الأمنية ودور العبادة المسيحية.
وانتهت النيابة من معاينة المضبوطات التى تضمنت عدد من أجهزة تصنيع المواد شديدة الانفجار تُسْتَخْدَم فى تصنيع العبوات المتفجرة، والبنادق الآلية، والأسلحة الرشاشة، والخرطوش، وبنادق FN، والسلاح الجرينوف المتعدد، والطبنجات 9 مم بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر والخزن الخاصة بها، والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام جاهزة للتفجير، والمواد الكيميائية والأدوات والآلات المستخدمة فى تصنيع العبوات المتفجرة، وأعدت تقريرها حول هذه المضبوطات، وضمت تقريرها إلى أوراق التحقيقات فى قضايا تفجير الكنائس.
وبمواجهة المتهمين فى القضية بالعديد من مخططاتهم الإرهابية، تم الكشف عن قيامهم بتشكيل إحدى الخلايا الإرهابية المسئولة عن التفجيرات التى وقعت خلال الأيام القليلة الماضية، والسفر إلى سوريا لتلقى التدريبات على حمل السلاح وتصنيع المتفجرات عن طريق التنظيم الإرهابى المعروف بـ"داعش" وتدريبات بمناطق جبلية بقنا وأخرى بسيناء، كما كشفت عن تلقيهم تمويلات مالية من قيادات الجماعة الإرهابية الهاربين لدولتى قطر وتركيا، بهدف التخطيط لاستهداف وتفجير المنشآت الحيوية فى البلاد.
وأكدت التحقيقات انضمام المتورطين فى كافة وقائع التفجير التى حدثت خلال الفترة الأخيرة بالكنائس، لخلية واحدةتورطت فى التخطيط واستهداف الكنائس، وتلقت تمويلا خارجيا، واشتركت مع عدد من المتهمين المنتمين لتنظيم الإخوان فى تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية باستهداف الأقباط بهدف إثارة أزمة طائفية واسعة تنفيذا لتعليمات الإرهابى الهارب مهاب مصطفى الذى يتلقى تمويلا خارجيا ويتولى الإنفاق على المتهمين، حسب التحقيقات.
وأسندت النيابة إلى أعضاء الخلية الإرهابية اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، وحيازة أسلحة ومفرقعات، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية، واعتناق الأفكار التكفيرية التى تقوم على تكفير الحاكم وتوجب الخروج عليه واستباحة أموال ودماء المسيحيين والقتل والشروع فى القتل والتخطيط وارتكاب أعمال إرهابية.
وفى سياق متصل، حققت النيابة فى علاقة الصفحة التى تسمى "تحت الأرض" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بالتفجيرات الأخيرة، وخاصة بعدما أعلنت عن مسئوليتها عن حادثى تفجير كنيستى الإسكندرية وطنطا، والتى ألقت قوات الأمن على عدد من المسئولين عنها، وتم إغلاق الصفحة.
وعادت الصفحة مرة أخرى عقب حادث سانت كاترين، حيث تنبأت فيها بوقوع الهجوم الإرهابى على الحاجز الأمنى المكلف بحماية سانت كاترين، وتعهدت فيه بتنفيذ عملية إرهابية جديدة بعد تفجير الكنيستين، حيث كتبت: "نرحب بالخادم ١٨ القادم من بلاد الفقر والجوع لكى يقدم التضحية.. خادم الطاعة".