غيرت الجماعات الإرهابية أدواتها على مدار أربع سنوات منذ عام 2013، فاستخدمت فى المرحلة الحالية الأحزمة الناسفة بعد سيل من العبوات الناسفة والدراجات البخارية والسيارات المفخخة.
هذا التغيير المستمر فى الأدوات والوسائل التى يستخدمونها ليست دليل على تقصير أمنى لكنها دليل على اليأس الإرهابى، الذى أدرك عناصر الجماعات لذا لجئوا إلى آخر كروتهم وهى الدفع بانتحاريين يرتدون الأحزمة الناسفة.
العبوات الناسفة.. عامان من اليأس
ظهرت العبوات الناسفة عقب عزل محمد مرسى، وفض اعتصامى رابعة والنهضة، ويقدر عدد العبوات الناسفة التى تم استخدامها خلال أول عامين بعد عزل الرئيس الإخوانى، بنحو 689 عبوة ناسفة وبدائية الصنع، فضلاً عن 8750 بلاغًا لعبوات هيكلية لا تحتوى على مواد متفجرة، وفقًا لما أكدته مصادر بالإدارة العامة للمفرقعات.
وتم زرع غالبية تلك العبوات فيما بين عامى (2013 : 2015)، واستهدفت أبراج الكهرباء وشبكات تقوية المحمول وخطوط الغاز، وأقسام الشرطة بالقاهرة والجيزة والأكمنة الثابتة والبنوك والمؤسسات القضائية، وتراجعت معدلاتها تدريجيًا فيما بين عامى 2015 و 2016.
ويرى اللواء رشيد بركة الخبير الأمنى، أن اختفاء تلك العبوات يرجع إلى الضربات الأمنية المتتالية وإسقاط قيادات الخلايا النوعية المنبثقة عن جماعة الإخوان.
الدراجات البخارية.. لم تجد نفعا
رغم كثرة أعداد العبوات الناسفة التى استخدمتها الخلايا الإخوانية إلا أنها لم تجد نفعا فى ظل المعركة الحامية التى قادتها القوات الأمنية لمكافحة الإرهاب، ولتأكد الإرهابيين من ذلك استخدموا بالتزامن مع العبوات الناسفة الدراجات البخارية لتحقيق أهدافهم بشكل أسرع، حيث استهدفت الدراجات البخارية منذ 2013 رجال الشرطة، فى الأكمنة الثابتة، والحراسات الخاصة، المنتشرة بمناطق البنوك والمنشآت الحيوية، وساعد انخفاض ثمن تلك الدراجات وسهولة الحصول عليها والتنقل بها، تلك الجماعات فى إطلاق النيران على قوات الأمن بشكل عشوائى.
ووفقاً لما أكدته مصادر بالإدارة العامة للمفرقعات، فأن عدد العمليات الإرهابية التى استخدمت فيها الدرجات البخارية، قدر بنحو 65 عملية إرهابية، كان معظمها فيما بين عامى (2013و 2014).
ويرى اللواء رشيد بركة الخبير الأمنى، أن تراجع الجماعات الإرهابية فى استخدام تلك الدرجات، يعد تتويجاً للجهود التى شنتها وزارة الداخلية فى تتبع الدرجات، وتشديد إجراءات ترخيصها ونقل ملكيتها، بحيث أغلقت الطريق تمامًا على العناصر الإرهابية.
السيارات المفخخة.. دليل على فشل وسائل الإرهابيين الأخرى
ومع إحكام القبضة الأمنية وتضيق الخناق على الجماعات الإرهابية، لم يعد هناك خيار أخر لتلك الجماعات سوى اللجوء إلى السيارات المفخخة، فاستهدفت مديرتى أمن القاهرة والدقهلية ومبنى الأمن الوطنى بشبرا الخيمة، والقنصلية الإيطالية فى القاهرة، وفى عام 2015 اغتالت أحدى تلك السيارات المستشار هشام بركات، النائب العام السابق، وهو فى طريقه إلى عمله.
ووفقًا لما ما أكدته مصادر بالإدارة العامة للمفرقعات، فإن عدد العمليات الإرهابية التى نفذت عن طريق السيارات المفخخة خلال الأربع سنوات الماضية، بلغت نحو 20 عملية إرهابية.
الطريقة الجديدة..الحزام الناسف
وفى ظل حالة التخبط واليأس التى مُنيت بها الجماعات الإرهابية خلال الفترة الأخيرة، اضطرت إلى البحث فى دفاترها الإجرامية عن آخر وسيلة لها و هى الأحزمة الناسفة.
لم يظهر الحزام الناسف فى أى عمليات إرهابية منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، وحتى نهاية عام 2016، وكانت أول عملية استخدم فيها هى استهدف الكنيسة البطرسية بالقاهرة، فى منتصف ديسمبر من العام الماضى، ومن ثم استهداف كنيستى طنطا والإسكندرية فى أحد الشعانين 9 أبريل الجارى.
وتتكون الأحزامة الناسفة من مواد متفجرة شديدة الخطورة وهى الـ"تى أن تى" أو الـ"سى 4"، فضلاً عن قوة الموجة الانفجارية الناتجة عنه والتى يصل تأثيرها لنحو 17 مترًا.
وقال الخبير الأمنى عبد الرحيم سيد، إن وزن سترة الحزام تتراوح ما بين 5 : 10 كيلو جرامات ومدعمة بجيوب عديدة يتم حشوها بالمادة المتفجرة فضلاً عن دعمه بشظايا تنتشر لمسافة قد تصل لـ 100 متر لإيقاع أكبر قدر من الضحايا.
"إنها ترقص رقصة الموت الأخيرة " بهذه العبارة" فسر اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى، لجوء العناصر الإرهابية إلى استخدام الأحزمة الناسفة، مشيراً إلى أن إحكام القبضة الأمنية على مفاصل الدولة والمناطق الحدودية حال دون استمرار زرع العبوات الناسفة، أو استخدام سيارات مفخخة فلجأت إلى العنصر الانتحارى، لأنه أخطر أدوات الإرهاب ويصعب التعامل معه.