يوماً تلو الآخر، تتزايد حدة التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، وسط احتمالات باندلاع وشيك لعمليات عسكرية بين البلدين، فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير إعلامية أمريكية، بدء كوريا فى بناء غواصة جديدة بسعة 3 آلاف طن، بإمكانها حمل أكثر من 3 صواريخ بالستية، بخلاف الغواصات الحالية التى كنت تضم مساراً واحداً لإطلاق الصواريخ .
وحذرت الأمم المتحدة، من اقتراب كوريا الشمالية من الإنتهاء من تطوير برنامجها الصاروخى المتقدم للغواصات، ونجاحها فى تحقيق تطورات تكنولوجيا سريعة فى قواتها العسكرية، مؤكدة أن ذلك سيزود الرئيس الكورى بمجموعة واسعة من خيارات الهجوم، وأضاف تقرير عن المنظمة: "إن التطورات التكنولوجية السريعة حدثت على مدى فترة قصيرة، الأمر الذى أدى إلى تقدم كبير نحو نظام صاروخى تشغيلى يعمل بالغواصات".
وتعد فكرة وقوع هجوم نووى تنفذه غواصات تابعة لكوريا الشمالية بصواريخ بالستية نووية، من أكثر السيناريوهات المرعبة والمتوقعة التى تؤرق البنتاجون وكوريا الجنوبية واليابان، حسب ما نشرت روسيا اليوم، حيث أبدى الجيش الكورى الجنوبى، موقفه الحذر بشأن تقرير إخبارى أمريكى، قائلًا: " إن هناك حاجة إلى تحليل التفاصيل، وظهور الغوصات مرة أخرى على الردارات.
ونقلت صحيفة "واشنطن فرى بيكون"، عن تقرير الأمم المتحدة، قوله إن كوريا الشمالية، من الممكن أن تعيد تصميم الغواصة التى تطلق صاروخا بالستيا بحيث تتمكن من إطلاق عدة صواريخ بالستية وليس صاروخاً واحداً.
ووفقا للخبراء، حققت بيونج يانج، فى السنوات الأخيرة تقدما كبيرا فى مجال التسليح، وأظهرت إرادتها لاستخدام الغواصات فى شن هجمات عسكرية.
ويشير موقع infomaxx.ruالعسكرى المتخصص، إلى إن ذلك كله يأتى في ظل الذكرى السنوية السابعة لغرق السفينة الحربية "تشونان" التابعة لكوريا الجنوبية، ومصرع 466 بحارا كانوا على متنها، وأن سبب غرق "تشونان" كان طوربيدا أطلقته غواصة كورية شمالية بحسب تحقيق دولى.
ويزيد الخطر الذي تشكله الغواصات "الشمالية" من التوتر المتصاعد فى المنطقة، لعدم وجود إشارات على تواضع طموحات الزعيم الكورى الشمالى، كيم جونج أون النووية، التى يستعرضها حتى خلال تواجد المجموعة الجوية الضاربة التابعة للبحرية الأمريكية بقيادة حاملة الطائرات "كارل وينسون"، قبالة شواطئ شبه الجزيرة الكورية.
ولم يكن رد بيونج يانج الحاد مستغربا، على نشر الولايات المتحدة مجموعة عمليات حربية فى المنطقة غير المستقرة، حيث قالت وكالة الأنباء المركزية التابعة لكوريا الشمالية: "فى حال تجرأت الولايات المتحدة على اختيار العمل العسكرى، فبلادنا مستعدة للرد على أى عدوان".
ويعتقد الخبراء إن كوريا الشمالية تمتلك نحو 70 غواصة، مشيرين إلى أنه من المرجح أن يكون جزء قليل منها قادرا على شن هجوم بالصواريخ الباليستية، حيث اختفت 50 غواصة من عامين ثم عادت للظهور مرة أخرى، ولكن ما يقلق الخبراء العسكريين فى المجال الدفاعىـ، هو أن لدى كوريا الشمالية كل الإمكانات لتجميع رأس نووى حربى صغير تجهز به صواريخ بدائية الصنع غير المكلفة.
وكانت وسائل إعلام كورية شمالية عرضت فى أغسطس 2016، مقطع فيديو لعملية إطلاق صاروخ "KN-11" من غواصة تحت الماء، وصل مداه نحو 310 كم، هذه التجربة أظهرت مسافة قياسية جديدة للبرنامج الكوري الشمالي "SLBM" (Submarine-launched ballistic missile).
لكن الخبراء يعتقدون أن الصواريخ البالستية "KN-11" قادرة على قطع مسافة أكثر من 600 ميل (نحو ألف كيلومتر).
من جانبه، قال بروس كلينجر، الخبير فى الشئون الآسيوية والأمن القومى فى مركز "Heritage Foundation" للبحوث فى واشنطن، إن "المشكلة فى برنامج كوريا الشماليةSLBMهو تهديد سيئول بكوريا الجنوبية".
وأوضح كلينجر، وهو نائب سابق لمدير قسم كوريا فى وكالة الاستخبارات المركزية، إن نظام "ثاد" الصاروخى الدفاعى، الذى نشرته الولايات المتحدة فى كوريا الجنوبية، موجه لكشف التهديدات الصاروخية من الشمال، لكن صواريخ كوريا الشمالية البحرية التى تطلق من تحت الماء، والتى قد تكون من الشرق أو الغرب أو الجنوب لن يتمكن النظام الدفاعى من كشفها ويمكنها اختراق كل الدفاعات.