على الرغم من أن فيس بوك أظهرت مؤخرا رغبتها فى الانتقال بالتكنولوجيا إلى مكان أكثر تطورا من خلال تقنيات قراءة الأفكار والواقع المعزز وغيرها، فإن الشركة الأمريكية العملاقة وغيرها من الكيانات التكنولوجية المؤثرة لا تزال تهتم بالأشكال التقليدية من الضغط السياسى فى واشنطن.
ووفقا لتقرير نشره موقع buzzfeed الأمريكى، فإن الشبكة الاجتماعية العملاقة أنفقت رقم قياسى جديد خاص بها فى تمويل جماعات الضغط الأمريكية فى الربع الأول من عام 2017، إذ دفعت فيس بوك 3.2 مليون دولار لجماعات الضغط على الحكومة الاتحادية الأمريكية فى الأشهر الأولى من عهد ترامب.
ويعد هذا الرقم كبيرا للغاية بالنسبة لما اعتادت عليه الشركة، فخلال الفترة نفسها من العام الماضى، أنفقت فيس بوك 2.8 مليون دولار فقط لتمويل نفس الجماعات، أى أقل بنسبة حوالى 15٪.
وأشار التقرير إلى أن الشركة الأمريكية ضغطت على كل من مجلس النواب والبيت الأبيض وست وكالات اتحادية حول قضايا مختلفة، بما فى ذلك التأشيرات الخاصة بالموظفين التكنولوجيين، وحياد الشبكة، وخصوصية الإنترنت، والتشفير، والضرائب الدولية.
وبذلك أصبح فيس بوك ثانى أكبر منفق على جماعات الضغط الأمريكية بين شركات التكنولوجيا بشكل عام.
وقال متحدث باسم فيس بوك لـ buzzfeed إن عمل الشركة فى واشنطن يدلل على التزامها بحماية الأشخاص الذين يستخدمون خدمتها وتعزيز قيمة الابتكار للاقتصاد الأمريكى، وزيادة الإنفاق ما هو إلا خطوة تتناسب مع الوضع الحالى، فجهات الضغط التى تقوم ببعض التحركات نيابة عن فيس بوك أنفقت المزيد من المال فى الربع الأول من 2017 مما كانت عليه فى أى فترة أخرى فى العامين الماضيين سنوات.
ولم تكن فيس بوك وحدها هى التى زادت معدل إنفاقها على جماعات الضغط الأمريكية، بل إن شركة أبل أنفقت 1.4 مليون دولار، أى أكثر بـ50 ألف دولار فقط عن إنفاقها خلال فترة أوباما، واستخدمت أبل تلك الجماعات للضغط على القضايا مختلفة مثل الطلبات الحكومية للبيانات، وتنظيم التطبيقات الصحية المتنقلة، والسيارات ذاتية القيادة.
أما جوجل فهى العملاق الذى يأتى فى المرتبة الأولى بين الشركات من حيث الإنفاق على جماعات الضغط الأمريكية، إذ بلغ حجم الأموال التى تدفعها فى الربع الواحد 3.5 مليون دولار.
وقال متحدث باسم جوجل: "نعتقد أنه من المهم أن يكون لدينا صوت قوى فى النقاش وأن نساعد واضعى السياسات على فهم أعمالنا والعمل الذى نقوم به للحفاظ على الإنترنت مفتوحا والنمو الاقتصادى".
يذكر أن كلا من أمازون، ومايكروسوفت، وأوبر، عززوا ميزانيات جماعات الضغط خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2017، فأنفقت شركة أمازون ما يقرب من 3 ملايين دولار وهذا الإنفاق ساعدها فى مناقشة قضايا متعلقة بمنتجاتها مثل الحياد الصافي، والطائرات بدون طيار الخاصة بالشحن الجوي.
أما شركة الفضاء الخاصة "سبيس اكس" التى أسسها إيلون موسك، الذى استغله الرئيس ترامب كمستشار اقتصادى، أنفقت 480000 دولار فقط، وعلى الرغم من ذلك تمكنت من الضغط على وكالة ناسا، ووزارة الدفاع، ومجلس الأمن القومي، والكونجرس حول قضايا متعلقة بالفضاء التجاري، وتمويل ناسا، والنقل الفضائى.
ولم يكن هذا التمويل أمرا جديدا على شركات التكنولوجيا، بل إنها كانت تنفق أيضا أموالا طائلة على جماعات الضغط فى عهد "باراك أوباما"، ولكن حاليا هى فى حاجة لزيادة معدلات إنفاقها وتمويلها بسبب المشكلات المتعددة بين إدارة ترامب وشركات التكنولوجيا العملاقة والتى ظهرت بقوة خلال الأشهر القليلة الماضية.