35 عاما مرت على ذكرى تحرير سيناء فى 25 إبريل 1982 ، والتى استطاعت فيها مصر أن ترفع العلم المصرى على أراضى سيناء بالكامل، على أن تستكمل معركتها السلمية فى المحاكم الدولية ، واستعادة آخر جزء فى مارس 1989.
ولم يكن يوم 25 إبريل 1982 هو بداية الملحمة التاريخية فى تحرير سيناء ، ولم يكن أيضا آخرها ، حيث بدأت المعركة قبل ذلك من عشر سنوات تقريبا، فبعد نكسة 1967 بدأت القوات المسلحة فى بناء نفسها مرة أخرى ،ومع تولى الرئيس الراحل محمد أنور السادات الحكم ، بدأ فى تسليح الجيش بأحدث أنواع الأسلحة ، وفتح خطوط تواصل مع القوى الدولية ، يضغط أحيانا ويلوح بالحرب مرة أخرى ، حتى فوجئ العالم فى السادس من أكتوبر 1973، بضربة جوية وعبور للقوات المصرية إلى شرق القناة ، وتأكد للإسرائيلين ومن ورائهم الأمريكيين والقوى الأخرى ، بأن مصر قد حققت ماكان مستحيلا فى العلوم العسكرية.
يقول اللواء فؤاد فيود، مستشار إدارة الشئون المعنوية، أنالرئيسالراحل محمد أنور السادات كان يردد دوما بأنه يريد الحصول على شبر فى سيناء ، وبعدهاسيكون كل شيئ سهل ، وكان يقصد بالشبر هى مساحة الـ 15 كم شرق القناة، وهذا ماحققته القوات المسلحة فى عبور 1973 ،وأوضح اللواء فيود فى تصريحات لـ"انفراد"، أن كل شئ تم دراسته بعناية، حتى أنه شارك فى إعداد كمائن فى منطقة نفيشة بالإسماعيلية، وتصدى لقوات العدو، التى تقهقرت وعادت لأماكنها فى ذلك الوقت.
وأشار اللواء فؤاد إلى أن الإسرائيليينعجلوابمفاوضاتفضالاشتباكالاولوكانوايعلمونعلماليقينأنهمفىمأزقحقيقى،مؤكداًأنالجزءالثانىمنالحرب بدأبالقانونعن طريقفريقمفاوضاتكبير ومتخصص منهممفيدشهابويونانلبيبرزق.
وأضاف اللواء فيود ، أن استرداد سيناء تم بالاستعانة بوثيقةموجودة بالمجمعالعلمىفىالتحرير،الذىكانيضمكافةالوثائقالتاريخيةفىمصر، مشيرا إلى أن حرب الوثائق والتوعية هى حرب حقيقية بجانب الحرب على الإرهاب ، ومن جهتهيقول اللواءرضا صلاح الدين نسيم، أحد قيادات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر،أن المصريين كانت لديهم العزيمة والإرادة ، يعملون فى سرية تامة ، وتمويهات عديدة ، حتى أن الأخبار كانت تنشر فى الصحف بأن الرئيس السادات يعطى أجازات للضباط، وأن آخرين سافروا لأداء فريضة العمرة.
ويضيف "نسيم"فى تصريحات لـ"انفراد"، أن القوات المسلحة اعتمدت على خطة خداع استراتيجية ، استطاعت من خلالها إحكام السيطرة على كل شئ، حتى أن الإسرائيليين فوجئوا بما حدث تماما ،فى السياق نفسهيقول اللواءفؤاد حسين، مساعد مدير المخابرات الحربية الأسبق،بأن الجيش المصرى حقق معجزة كبيرة فى العبور إلى شرق القناة، وكان الأبطال يضحون بأجسادهم من أجل الوطن.
ويضيف أن معركة تحرير سيناء ، لايمكن حصرها فى تاريخ واحد هو 25 إبريل 1982 وقت رفع العلم على أراضيها، ولكن خلف ذلك هناك بطولات وملاحم تجسد عظمة المقاتل المصرى ،ويوضح "حسين"أن مصر وقعت معاهدة السلام مع الجانب الإسرائيلى فى مارس 1979 ، اقتناعا منها بدور السلام العادل والشامل فى الشرق الأوسط، وهذا دفع إلى استكمال المفاوضات لتحرير سيناء بالكامل بعد ذلك.
وأوضح اللواءفؤادأن الانسحاب تم على مراحل بدأت برفعالعلمالمصرىعلىمدينةالعريشوانسحابإسرائيلمنخطالعريش/رأسمحمد، أعقبه انسحاب بمساحة 6 آلاف كم ، منمنطقةأبوزنيبةحتىأبوخربة، تلاها انسحابمنمنطقةسانتكاترينووادىالطور.
يذكر أن العلم المصرى رفع علىمدينةرفحبشمالسيناءوشرمالشيخبجنوبسيناءبعداحتلالدام15عاماًوأعلنهذااليومعيداًقومياًمصرياً.