نارت بوران الرئيس التنفيذى لقناة "سكاى نيوز عربية ": نافسنا الكبار فى صناعة الأخبار ولدينا خطة لمواجهة السوشيال ميديا ..سألناه عن الجزيرة فأجاب : نرفض التعصب والتدخل الخارجى لخلق الفوضى

تحتفل شبكة سكاى نيوز عربية بمرور 5 سنوات على انطلاقتها فى المنطقة والتى حققت خلال تلك الفترة نجاحات كبيرة وضعتها فى مصاف القنوات الإخبارية المتميزة وأحد أبرز المنصات الإعلامية العربية المتزنة عبر خدماتها الإخبارية المختلفة. وبالتزامن مع اقتراب موعد الذكرى السنوية الخامسة لانطلاقتها، تحدث الرئيس التنفيذى لـ"سكاى نيوز عربية"، نارت بوران، عن خطة صعود الشبكة الإخبارية الأقوى ورؤيته لمستقبل الإعلام العربى ودور بعض القنوات الإخبارية ومنها "الجزيرة" فى إغضاب الشارع العربى من بعض المواد التحريضية التى تقدمها. وفيما يلى نص الحوار.. فى البداية كيف تعرف نفسك ؟ بالنسبة لى سكاى نيوز عربية هى المحطة المهمة والرئيسية فى مسيرتى وعلى أمل من خلال هذه المشروعات وتقديمنا للخدمة الإعلامية بأن نقدم شيئا فى عالم الإعلام العربى وهو الأهم بالنسبة لى. من الأردن للولايات المتحدة وانتقالك من رويترز ومنها لأكبر وكالة أنباء أمريكية..كيف تقيم تلك الفقرة ؟ الجزء الأول من حياة أى صحفى هى اتخاذ القرارات والتى تتفاوت ما بين القرارات السليمة والصعبة وبعضها ما يكون سيء، ووفقت فى بداية قراراتى بأن أكون مراسلا متنقلا فى المنطقة وتغطية أهم الأحداث فى فترة التسعينيات وهذا كان الأساس لتستطيع الانتقال لرئاسة تحرير أو إدارة أى جهة فى الإعلام، الجزء الأول وهو العمل الميدانى الإعلامى وهو الأساس الذى يبنى عليه، ففى النهاية الإعلام والأخبار هى عبارة عن صحفى على الأرض فى منطقة الحدث وإذا تفهمت هذه الفكرة الرئيسية والمصاعب التى يمر من خلالها أى صحفى ستمتلك نوع من التحضير لإدارة غرف أخبار أو إدارة بشكل كامل. بعد ذلك تقدمت لوظيفة رئاسة تحرير فى وكالة "رويترز" للأنباء لمنطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط، وكانت التجربة الأولى الميدانية هى التى أهلتنى لهذا العمل ووفقت وانتقلت من مرحلة لمرحلة والمؤسسات والمسؤوليات بدأت تكبر خلال تنقلى فى هذه الفترة، لكن الحقيقة ان الانتقال الاخير لـ"سكاى نيوز عربية" كانت فرصة مختلفة لأنها كانت بداية من الصفر من مكتب صغير بواسطة 3 أشخاص حتى أصبحنا 550 فرد بعد 5 سنوات وكانت فرصة مختلفة لتبدأ وتؤسس على أسس ومبادئ سليمة بدلا من مؤسسة لها اسم، وأن تكون جزء من فريق تأسيس وتقود فريق تحرير وإدارة فعلا كانت فرصة لا تعوض بالنسبة لى ووفقنا فى المهمة والتوفيق يحكمه الجمهور والمستمع والقارئ وهذا فى النهاية يحكم النجاح. كيف كان دخولك إلى مجال الإعلام ؟ دخولى لمجال الإعلام كان بالصدفة، ففى عام 1990 عدت إلى الأردن بعد انهاء دراستى فى الولايات المتحدة، وكان احتلال الكويت فى تلك الفترة ودار حديث عن وكالة أنباء تليفزيونية تسمى "فيزنيوز" والتى فى وقت لاحق أصبحت تليفزيون رويترز بعد ان اشترتها الوكالة فى عام 1992، وصراحة عندما دخلت إلى الاستديو لما كان فى أول لقاء للوظيفة رأيت وحسيت كل الأمور التى لها علاقة بالتليفزيون والصحافة، وأيقنت فى ثوان أن هذا هو المكان الذى يجب أن أبدأ فيه المرحلة المهنية المقبلة والتحدى الأكبر كان ان تعلم نفسك، وكنت محظوظ أن دراستى كانت باللغة الانجليزية وهو ما سهل الأمر وقد قمت بتعليم نفسى التحرير والمونتاج وكتابة الخبر وعملت 12 ساعة وقمت بتعليم نفسى وهذا كان هو الاستثمار فى وقته، وكان العديد يقول لى أن أضيع وقتى ليل ونهار فى العمل وهذه الضريبة التى أتوقع أنه على الشباب القيام بها وهو أن كل ساعة تقوم بها بتدريب نفسك وتعليم نفسك تكون انت الرابح. كيف كانت خطة الصعود والانطلاق بشبكة سكاى نيوز ؟ الصراحة كانت الخطة فى البداية هى منافسة الكبار واستخدام الأفضل للاسم والسمعة لسكاى نيوز لتأخذ عدة خطوات فى السنة بسبب الاسم والاستثمار الذى وضعنها فى المشروع، ولذلك كانت الخطة الأولى فى خلال 5 سنوات هى التى تحققت، ووضعنا رؤية للتطوير كل 5 سنوات والفترة المقبلة ستكون أصعب لأن فى البداية نافست قنوات اخبارية أخرى والآن تنافس قنوات ومنصات ووسائل تواصل اجتماعى وتكنولوجيا ولم يعد الأمر منافسة محطات تليفزيونية، أنت دائما فى تسارع وتقدم والخطوة القادمة للمنطقة والإعلام بشكل عام سيشهد تغيرات فى مجال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى وهناك خطة لهذه المرحلة نعلن عنها نهاية العام الجارى، والتى ستكون اللبنة الأولى لسكاى نيوز فى الخمس سنوات المقبلة. خلال حديثكم تحدثت عن منافستكم للكبار من البداية..هل النجم الذى يصنع المؤسسة أم العكس ؟ النجم يجب أن يصبح فى محطته الفضائية، يمكن أن تقوم باستحضار نجوم من قنوات أخرى للقيام بالمهمة لكن فى النهاية المحتوى الإعلامى القوى هو الأساس وهو الذى يصنع النجوم، حتى النجم والصحفى يمكن أن تساعده فى النجاح بشكل أكبر وهذه هى الصعوبات فى بعض الأوقات، وبشكل عام لجأنا للشباب حتى فى المراسلين والمذيعين والمنافسة أصبحت كبيرة، لذلك هناك اعادة نظر بشكل عام فى كل وسائل الاعلام فى طريقة المتغيرات التى أمامنا فى هذه الفترة. هل أثرت مواقع التواصل الاجتماعى بشكل سلبى على الإعلام؟ حقيقة أن دائما متفائل وأى وسيلة تساعدك على ايصال خبر أو معلومة او محتوى يجب أن تدعمها وليس هناك مجال لمحاربة وسيلة تساعدك للوصول لأكبر عدد من الجمهور، لذلك انا متفائل واشجع أى طريقة او وسيلة جديدة تظهر على الساحة خلال السنوات القادمة ولاسيما الإعلامية يجب ان تكون ضمن المنظومة وليس ضدها. الجزيرة كان لها موقف سلبى فى العديد من الدول العربية ومحاولتها تسييس موادها الإخبارية ضد دول بعينها؟ سؤال مهم وصعب، عندما أتحدث مع زملائى فى سكاى نيوز عربية أنه لو مواقفنا أصبحت واضحة ضد الإرهاب وضد التعصب ومع حقوق المرأة والإنسان وضد التدخل الخارجى الذى يقلب حياتنا ويقلب موازيننا واعتبرت هذه الأمور موقف إعلامى لسكاى نيوز فأنا أقبل بهذا الوصف، فنحن ضد التعصب والتدخل الخارجى وقلب الموازين لخلق فوضى ويشرفنا أن يكون هذا موقفنا. كيف ترى مستقبل الإعلام العربى ؟ وهل فقد المشاهد العربى الثقة فى إعلامه ؟ انا اقول هناك كانت هناك ثقة عامودية بأى شيء وتقدمه الآن أصبحت الثقة بشكل آفقى بمعنى أنه ممكن يصدقك ويوافقك على خبر ويوافق على خبر فى مؤسسة أخرى، فمصداقية المؤسسات أصبحت أصعب من هذه الناحية لأنك دائما تحاول أن تكون المكان الذى يذهب له المشاهد والمستمع حتى يأخذ الخبر الصحيح منه، وهناك بعض التوجهات السياسية لبعض المؤسسات الإعلامية لا تساعد فى ذلك، وأعتقد ان هذا الوضع سيتغير وستنجح بعض المؤسسات وستستمر وهذا واضح أمام الجميع بتغير التعامل مع تلك المؤسسات. وسط المهام الكبيرة والملقاة على عاتقكم فى غرف الأخبار..فى أى موقع توجد أسرتك ؟ وما هى هواياتك ؟ موضوع الأسرة مهم رغم تأخرى فى الزواج نسبيا لكن العمل أصبح جزء من حياتك ولاسيما وسائل التواصل والهواتف، عملك يظل معك فى كل الأوقات وهذا جزء لابد أن يتعود عليه الطلاب فى ظل تغير متطلبات العمل، ومن هواياتى ممارسة كرة القدم والقراءة عندما يسمح الوقت. ما هو القرار الذى اتخذته وندمت عليه ؟ للأمانة لا يوجد قرار اتخذته وندمت عليه، واتخذت عدة قرارات صعبة يومية. شبكة سكاى نيوز عربية فى أى موقع فى مستقبل الإعلام العربى؟ جزء مهم ضمن منظومة الإعلام العربى بكل تأكيد.